مثقفون سعوديون في رسالة لبوش يرحبون بالإصلاحات الديمقراطية ويعارضون الحرب

 حرب غير عادلة وتفتقر المعايير الأخلاقية

 

 13 مارس 2003

فخامة الرئيس جورج دبليو بوش رئيس الولايات المتحدة الأمريكية

 

سيادة الرئيس:

نحن الموقعين أدناه مجموعة من المثقفين والمهنيين السعوديين الذين يمثلون مختلف شرائح المجتمع السعودي الاجتماعية والثقافية والسياسية. نكتب إليكم معبرين عن قلقنا العميق حيال خططكم الوشيكة للهجوم على العراق وشعبه. إن حربكم هذه تفتقر إلى العدالة ولا تستند إلى أية معايير أخلاقية وستكون لها كلفة باهظة جدا تشمل زهق الأرواح البريئة والخسائر الاقتصادية، ناهيك عن التأثير الكارثي على البيئة. إننا في هذا الوقت نرى أنه من الأهمية بمكان أن تعي الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي بان الشعب السعودي بأطيافه المتعددة يعارض بشدة الطريقة التي تعالج بها الحكومة الأمريكية المسالة العراقية.

سيادة الرئيس: إن حربكم غير المبررة سوف تدمر العراق وستنتج عنها مآسي لا حصر لها، جراء تدفق اللاجئين إلى الدول المجاورة وتفشي الجوع والمرض بالإضافة إلى نشوء حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي ليس في العراق فحسب بل ستمتد إلى الدول المجاورة وخاصة المملكة العربية السعودية، ولذا فإننا نرفض كافة أشكال التهديد لوحدة العراق أو المملكة أو أي دولة أخرى في المنطقة.

إن النتائج المدمرة التي تمخضت عن حرب الخليج عام 1991 لازالت وستظل لسنين عديدة قادمة تنهش بتبعاتها المأساوية جميع شعوب المنطقة، فبالإضافة إلى سقوط الآلاف من القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء، فإن استخدام العدد المخيف من الأطنان من قنابل اليورانيوم المنضب قد أحدث فتكا شديدا بالبيئة مما أدى إلى تلوثها حيث انتشرت الأمراض السرطانية الخطيرة بسبب الإشعاعات والسموم الكيميائية، أما على الصعيد الاقتصادي فقد تراجعت التنمية بشكل ملحوظ وفقدت شعوب دول المنطقة ما يقارب 8 ملايين وظيفة بسبب الحرب حسبما أوردته إحصائيات الأمم المتحدة.

سيادة الرئيس: في الوقت الذي يساند فيه الموقعون على هذا الخطاب الإصلاحات والديمقراطية لكل البشر في كل البلدان وفي مقدمتها العراق، فإنهم يعارضون بشدة استخدام القوة العسكرية وإشعال فتيل الحرب المدمرة لبلوغ هذه الأهداف، لأن ذلك يشكل خرقا كاملا للديمقراطية ذاتها. إنه لمن المثير للدهشة أن يتوعد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بتدمير ما يدعيه أسلحة الدمار الشامل العراقية باستخدام أسلحة دمار شامل حقيقية، كما أن التأكيد المستمر على تغيير النظام في العراق سوف يكون منطلقا للتغيير في باقي دول المنطقة وكأنه أمر أمريكي. إننا نرفض تماما هذا التصور لأن الشعب في كل بلد هو السلطة الأخلاقية المخولة لمثل هذا التغيير.

سيادة الرئيس: إننا كمواطنين سعوديين وكجيران للعراق ندرك تماما ما تعنيه الحرب، ولذا فإننا نلتمس منكم بذل كافة الجهود الضرورية، وفق ما تتمتعون به من سلطات، لضمان تفادي هذه الحرب. وإننا نعتقد بشدة إن الحل السلمي يمكن التوصل إليه، في ظروف مواجهة العنف وفي هذه الحالة الماثلة، من خلال جهود التفتيش الدولية عن الأسلحة، و بقوة الشرعية الدولية، كأفضل السبل لتحقيق السلام.

سيادة الرئيس: إننا نرفض بشدة تصريحاتكم المستمرة والتي تعلنون فيها عن استعدادكم لاستخدام الأسلحة النووية لحسم المسألة العراقية، وننظر إلى هذه المسألة بجدية، ونأسى لكونها أصبحت رمزا للاستهتار بأرواح شعوب المنطقة، لأن تأثيرات الأسلحة النووية لن تفرق بين العراقيين وجيرانهم، أو الجنود الأمريكيين.

إننا نعارض تهديدكم المستمر باستخدام العمليات العسكرية في مختلف بقاع العالم، حيث إنها تهدد الشعوب والبلدان من العراق إلى إيران ولبنان وكوريا الشمالية وإندونيسيا وفلسطين وغيرها، وإننا نعتبر مثل هذا السلوك بمثابة قانون غاب محض وسوف يقود بالضرورة إلى تهديد الحضارة الإنسانية والقضاء عليها.

إننا نرفض سياستكم الخارجية القائمة على العسكرة والتي تشتمل على الحرب والعنف وحشد الأسلحة العسكرية والعمل على عدم استقرار الحكومات والإطاحة بها (باستخدام الوسائل السياسية والاقتصادية والعمليات السرية) وخصوصا إذا وضعنا في الاعتبار إن الوسائل لأخرى للتوصل للسلام متاحة، ولكن تم رفضها من قبل إدارتكم.

سيادة الرئيس: إننا نعارض منهجكم القائم على الأحادية وامتناعكم عن المساهمة كشريك مساو للآخرين، لا مسيطر عليهم في صياغة وتطبيق القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية، ونرى أن سياستكم هذه تلقى الازدراء والاستنكار من جميع القوى الخيرة في العالم، سواء كان ذلك في الولايات المتحدة أو في غيرها من الدول، كالاتحاد الأوروبي وروسيا والصين واليابان ومصر والمملكة العربية السعودية ودول أخرى عديدة. وكما ذكر مؤخرا في الصحافة الأمريكية، وعلى ضوء أحداث الحادي عشر من سبتمبر المأساوية، فإن ممارسة هذه السياسة تضر بالعلاقات الدولية وتهمش دور الأمم المتحدة، مما يجعل العالم يدور في حلقة من الفوضى، كما أنها تعرض الشعب الأمريكي نفسه للخطر وتزيد من كراهية الشعوب الأخرى لحكومتكم وخاصة في الدول والمناطق المستهدفة، لأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر المؤسفة لا تمنحكم ترخيصا غير محدود بمحاربة ومطاردة شعوب العالم.

سيادة الرئيس: لقد إتضح لنا وللعالم أن إدارتكم تنتهج معايير انتقائية في التعامل مع قرارات مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة، حيث أن إسرائيل تعلن بشكل دائم تحديها السافر لإرادة الشرعية الدولية، وذلك عبر رفضها الدائم تطبيق القرارات الصادرة بحقها من مجلس الأمن، واحتلالها غير المشروع لأراضي الغير وممارسة القتل والتدمير اليومي للشعب الفلسطيني وممتلكاته، ناهيك عن حيازتها لأسلحة الدمار الشامل، ورفضها المطلق التوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. ولذا، وبحسب تعريفكم للدول الأكثر خطورة في العالم، نجد أن إسرائيل بممارساتها تلك، تقع على قائمة الدول الإرهابية.

إن هذا يثبت لنا وللعالم استخدامكم المستمر لمعايير مزدوجة حسب ما تقتضيه مصالحكم، وإن هذه السياسة الظالمة وغير العادلة، هي السبب الحقيقي وراء نشوء ظاهرة الإرهاب، ولذلك نرى أن الظلم يقود للإرهاب.

سيادة الرئيس: قبل أن تمضوا في طريق مشروع حربكم على العراق عليكم حساب ما يترتب على ذلك بدقة كما تشير إلى ذلك المبادئ المسيحية. إننا نعتقد جازمين بأنكم ربما تربحون هذه الحرب ولكنكم ستخسرون المعركة لجعل هذا العالم مكانا أفضل، كما إننا واثقون بأن خطتكم الحربية ستواجه بعاصفة من المشاعر العدائية تجاه الولايات المتحدة، ليس فقط من شعب المملكة العربية السعودية أو شعوب المنطقة العربية بل من شعوب العالم قاطبة.

 

الموقعون

 

محمد سعيد طيب، محامي/ د. متروك الفالح، أكاديمي/ الشيخ حسن الصفار، رجل دين/ نجيب الخنيزي، كاتب/ محمد العلي، أديب وكاتب/ علي الدميني، شاعر وكاتب/ تركي الحمد، مفكر وكاتب/ د. محمد علي الهرفي، أكاديمي وكاتب/ د. عدنان الشخص، أكاديمي/ د. عبد الخالق عبد الحي، أكاديمي/ د. فوزية أبو خالد، أكاديمية وكاتبة/ د. إبراهيم نتو، أكاديمي/ د. عبد المحسن هلال، أكاديمي/ د. يوسف مكي، باحث وكاتب/ د. فائقة محمد بدر، أكاديمية/ حمد الحمدان، بنكي وكاتب/ د. عائشة المانع، أكاديمية/ د. سعيد الزهراني، أكاديمي/ د. جمال الششة، أكاديمي/ د. ناصر الجهني، أكاديمي/ البروفسور سعود سجيني، استشاري طب/ د. بكر حسن، أكاديمي/ د. نفيسة الفارس، طبيبة/ عبدالله جفري، كاتب/ جميل فارسي، رجل أعمال وكاتب/ وجيهة الحويدر، كاتبة/ منيرة موصلي، فنانة تشكيلية/ قينان الغامدي، رئيس تحرير الوطن سابقا/ عبدالله العبد الباقي، بنكي/ عبدالله الفاران، متقاعد/ قيس عبدالباقي، مستشار هندسة بترول/ جعفر التحيفة، موظف إتصالات/ عادل الصادق، كاتب ومحرر صحفي/ محمد العبد الباقي، موظف شركة/ محمد العبد الجبار، رجل أعمال/ خالد الناجي، مهندس ميكانيكي/ د. غالب الفرج، طبيب/ علي الخنيزي، بنكي/ منير المبارك، مهندس/ زكي منصور أبو السعود، قانوني/ سعيد الغيثي، مهندس/ عبدالرحمن الملا، ناشط اجتماعي/ فهد الحناكي، رجل أعمال/ صالح الصويان، موظف/ محمد الصويان، موظف/ صالح الشيحي، كاتب/ هاشم مرتضىالحسن-متقاعد/ فايز جمال، كاتب ومستشار قانوتي/ عصام حسن الطراوي، كاتب/ عبدالله فرج الشريف، كاتب وباحث/ عبدالله الحركان، موظف/ محمد النمر، كاتب/ منصور القطري، أكاديمي/ علي العنيزان، محاسب/ عبدالله العنيزان، موظف/ حمد الباهلي، كاتب/ د. فهد الدوسري، أكاديمي/ عبده خال، كاتب/ مسفر الغامدي، كاتب وشاعر/ صالح الفريحي/ عبدالله الغربي، مدرس/ خالد العنيزان، محاسب/ علي الحويدر، موظف شركة/ فوزية العيوني، كاتبة/ حسين الخليوي، مهندس/ فيصل اللزام، موظف/ عبدالعزيز الخليفة، موظف/ احمد عبدالله العجاجي، موظف/ عبد العزيز عبد الرحمن السنيد، كاتب/ عبد القادر اليوسف، موظف/ محمد الفريحي، معلم/ رائدة الملا، موظفة/ جواد بوحليقة، مهندس/ عبد الرحمن الربيش، مهندس نظم/ فوزية الفريحي، طبيبة أسنان/ عبد العزيز السماعيل، كاتب/ شيخة ثقفي، موارد بشرية/ أميرة الخنيزي، محللة نظم/ أمين العوامي، محلل نظم/ فاطمة العوامي، أخصائية هندسة بترول/ عادل علي الدميني/ هدى الغصن، موارد بشرية/ ماجد الماجد، موارد بشرية/ محمد الدميني، كاتب وشاعر/ خالد الطويلي، كاتب ومحرر/ مي المزيني، موظفة/ سلمى الناصر/ لميس العلي، علاقات عامة/ عبدالوهاب العباس، أخصائي موظفين/ جاسم الشويخ، أخصائي علاقات عامة/ وليد الهلال، علاقات إعلام دولية/ د. حمدي علاء الدين، طبيب/ د. فاطمة الدخيلان، طبيبة/ علي علاء الدين، طبيب/ سلافة النصار، موظفة/ د. رفعت عبيدي، طبيب/ مها العلمي، رسامة/ وائل الفارسي، مدير مشروع/ سعود الجراد، كاتب/ عبد الرحمن الدرعان، كاتب/ شريفة العوضي، موظفة/ احمد خان، موظف/ أميمة أحمد، موظفة/ عائشة الشيخ، مدرسة/ حسن المصطفى، كاتب/ عبد الرحمن الذكير، موظف/ زكي الخنيزي، مهندس/ صالح عبد الرحمن الصالح/ حسين العقبي، مهندس كمبيوتر/ شاكر الشيخ، صحفي/ عبد الرؤوف الغزال، صحفي/ حسين العوامي، صحفي/ محمد عبدالله العلي، موظف/ عبد المحسن الشبل، موظف/ أحمد عدنان، صحفي/ احمد مشري، معلم/ عليا البسام/ عبد العزيز الغرير/ مهنا الحبيل، كاتب/ عبدالباقي بصاره، رجل أعمال.