إنفجارات الرياض الأخيرة

من هم الزارعون.. ولماذا؟

 

انصبّ اهتمام الصحافة السعودية طيلة شهر مايو الماضي حول ظاهرة العنف التي تجتاح المملكة منذ مدّة غير قصيرة.. والتركيز على موضوع التفجيرات الأربعة التي وقعت في الرياض فأدّت الى مقتل وجرح العشرات. الكتاب السعوديون شبه مجمعين على مجموعة من القضايا.

أولاً ـ هم يعتقدون ـ عدا نفر قليل ـ أن جذور العنف في السعودية ظاهرة محليّة وليست مستوردة، تستمد جذورها من الداخل، ويعتقدون بأن توجيه الإتهام للخارج بما يحمل من تبرئة للسلطة السياسية والمجتمع غير صحيح ومضلّل ولا يشجّع على الحلّ. الصحيح أن ظاهرة العنف في العالم العربي والإسلامي في كثير منها مصدّرة من السعودية مالاً وفكراً، وليس العكس.

ثانياً ـ هم يجمعون تقريباً على أن الفكر السلفي السائد يتحمّل القسط الأكبر في تشكيل الظاهرة وتوتير الوضع الإجتماعي الداخلي. هذا الفكر روجته السلطة عبر إعلامها الرسمي وعبر البرامج التعليمية وخطب المساجد وغيرها. فالأفكار المتطرفة تكاد تكون غالبة في كل الطيف السلفي رغم تعدد أسمائه وتشكيلاته. لكن هناك من يدّعي بأن المناهج التعليمية لا تخلق التطرف، وأن الوضع الإقتصادي السيء لا يشجع عليه أو ليس له دور.

ثالثاً ـ رغم تجنّب معظم الكتاب السعوديين الحديث عن دور السلطة السياسية في ترويج العنف عبر سياسات حمقاء انتهجتها، وجد بين الكتاب من حاول خرق المحظور، فقينان الغامدي اتهم وزارات بعينها بأنها تسقي نبتة الإرهاب وترعاها، وعبد الله بجاد العتيبي اتهم المؤسسة السياسية ـ كما الدينية بأنهما المسؤولان عمّا جرى، وكذلك فعل رئيس تحرير الشرق الأوسط عبد الرحمن الراشد في مقالة ساخرة. في حين أن كتاب آخرين، ألمحوا الى الأمر من بعيد، بالقول أن الحكومة قد تمّ خداعها والإستفادة من بساطتها!، وأنها لم تكافح الفكر المتطرف باستراتيجية واضحة.

رابعاً ـ في مسألة علاج الظاهرة، فإن معظم الكتاب السعوديين متفقين على أن الظاهرة لا يمكن مكافحتها بالقبضة الحديدية، بل باستراتيجية شاملة، بل أن بعضهم كتب بأن العنف الحكومي سيزيد من حدّة الظاهرة ويطوّرها. الحلول التي قدّمها الكتاب تراوحت بين ترشيد الفكر الديني وتطعيمه وعدم ارتهان الدولة والمجتمع الى مدرسة فكرية فقهية واحدة.. الى حل المشكلات الإقتصادية.. الى إجراء الإصلاحات السياسية. يبدو أن التيار العام بين الصحافيين والكتاب السعوديين يرى استخدام العصا والجزرة كحل: إصلاحات سياسية إجتماعية هيكلية من جهة، لا يبدو أنها ستتحقق، وقمع الظاهرة عبر الحلّ الأمني. أيضاً خرجت أصوات راشدة عبر المقالات تطالب بعدم التوسع في العنف فتصيب قوماً بجهالة، كما طالبت بعدم تحريض السلطة على التيار السلفي لأسباب مصلحية ذاتية وطالبت بحوار بين شرائح المجتمع ونخبه المتعددة.

خامساً ـ لم تخلُ بعض الكتابات من التحريض ومن التبسيط ولربما من الغباء، لكن معظم الكتابات كانت تحاول البحث صادقة عن حلّ لظاهرة العنف، مع أن البعض طالب بمعالجة شبيهة بمعالجة أميركا لأحداث 11 أيلول سبتمبر! بالرغم من أن السعودية ليست أميركا، ومصنع العنف محلّي وليس خارجي، وطبيعة المجتمع والثقافة والدولة مختلف تماماً عن أميركا.

والآن الى ملخص الكتابات.

---------------------------=

 

 

 

الثقافة والمؤسسات الوطنية لمكافحة الإرهاب

 

هذه الظاهرة المخيفة لا يمكن محاصرتها فقط من خلال اطلاق الدعوات الطيبة بالوقوف في وجه هذه الافكار المنحرفة أو المضللة، أو حتى محاصرة دعاتها وتحجيم المؤسسات غير الرسمية التي تعززها. الإرهاب مستويات تبدأ بالقمع الفكري حد إسكات اي اصوات مختلفة ومعارضة.. وهذا ما نشهده في الساحة الثقافية وشهدناه.. وبالتالي فإن أي معالجة حقيقية لمسألة التطرف هي مرتبطة بإشاعة ثقافة وطنية ذات طابع متسامح يقبل الآخر ضمن الثوابت الدينية والوطنية الكبرى وهي محدودة وواضحة وجلية.. ويؤمن بفضيلة الحوار مهما بدا الاختلاف، ويوقن بأن الناس يجب الا تحاسب على أفكارها بل على أفعالها ودون استحواذ أو وصاية من أحد.. وهذا ما يجب ان يكفله نظام مؤسساتي مستقل يؤمن بالحرية الفكرية، ويضمن تحييد كل عناصر القمع والتهميش والتخويف والاسكات. الذين يريدون ان يسيطروا على جذور الإرهاب.. عليهم ان يعيدوا قراءة الفكر الديني الذي يحمل في طياته نفساً إقصائيا للآخر، ولا يخلو من نفس تكفيري واضح الملامح.. مقاومة الافكار التكفيرية لا تأتي فقط من خلال ادانة الافكار المنحرفة او رمي المسؤولية على العملية التعليمية أو الجمعيات أو المؤسسات ذات الطابع الدعوي.. انها ايضا نتيجة لتوقفنا عن إبداع مشروع مؤسسات مجتمع مدني ضمن عمليات إصلاح وتطوير ضرورية يستوعب الرغبة في العمل العام ويقدم املاً واعداً بالتغيير.

عبد الله القفاري

الرياض 13/5/2003

***

 

مجتمع منقسم بحاجة الى الحوار

 

هناك محاولة جادة من قبل عناصر خفية تعمل على تقسيم المجتمع إلى طوائف يطلق على بعضها العلمانيون والبعض الآخر الملتزمون ويحرص على ذلك مجموعة ثالثة هم النفعيون الذين يساعدون على تثبيت تلك المصطلحات وزيادة الفرقة بين أفراد المجتمع الواحد مستغلين غياب قنوات الحوار أو عدم القدرة عليه لأن الأغلبية لم تتعلم أسلوب النقاش والحوار والطرح. إن سد باب الحوار من قبل البعض وتبني وجهة نظر واحدة من قبل البعض الآخر وعدم القدرة على الحوار أو عدم وجود الإجابة الشافية عند الجانب الآخر يجعل الحلقة مفقودة ويفتح باب التكتل مما يعرض بعضاً منهم لدوائر التجنيد لصالح التعصب. لذلك فإن وعي الأسرة وتطوير أداء المدرسة وإعطاء فرص متكافئة لمن تختلف آراؤهم لطرح وجهات نظرهم من قبل وسائل الإعلام المختلفة، ناهيك عن تطوير وتعليم أسلوب الحوار وجعله من أساسيات جميع مواد التعليم، مما يؤدي إلى حوار هادئ بعيداً عن التشنج وإلصاق التهم من قبل أي من الجانبين المتحاورين بالطرف الآخر. إن في الحوار توسيعا للأفق وتعودا على قبول الرأي الآخر ويصبح الاختلاف في الرأي شيئا مألوفا لا يفسد للود قضية.

حمد بن عبد الله اللحيدان

الرياض 23/5/2003

***

 

الخلل فينا، والحاجة ماسة لمركز دراسات

 

أعتقد أن فكر العنف لم يولد بعملية قيصرية.. بمعنى آخر انه لم يهطل من السماء ولم ينبت مع فطر الأرض.. وإنما جاء نتيجة جملة من المقدمات الموضوعية التي كان ولا بد أن تفرز مثل هذه النتائج البغيضة.. بعد أن تعامينا عن مقدماتها تارة بدعوى الخصوصية.. وأخرى بدعوى الحصانة التي وصلت أحيانا مرحلة البارانويا.. (مجتمعاتنا مجدت العنف منذ أن ربطته بالكثير من القيم والفضائل مثل الشجاعة والجرأة والنضال والتضحية والرجولة والنبل والشرف والعدالة والحرية.. حتى بدا اللاعنف ـ كما يقول المفكر الفرنسي جان ماري مولر ـ نفياً لهذه الفضائل وإنكاراً لها).. وهذه ليست خاصية عربية أو إسلامية.. لكنها قد تكون كذلك بمجرد ان تتوفر لها معادلات أخرى.. كمعادل الفقر أو البطالة.. او غياب حرية التعبير والحوار.. الى جانب أدبيات التربية وأخلاقياتها وطريقة تفاعلها مع واقع الحياة اليومي.. وبالتالي لا يمكن قيد العنف لحساب كل ماهو ديني.

الزعم بان مثل هذه الأعمال الإجرامية دخيلة على مجتمعنا.. زعم مفخخ، قد يجد صدى في نفوس البعض.. لأنه يخاطب الأنا بشيء من الطهارة والملائكية التي تستهوي امتلاك بل احتكار الصواب. لكنه في المقابل قادر على تحويل او صرف انظارنا الى ما وراء الحدود.. بدل ان نمعن النظر في ذواتنا.. فيما بين أيدينا.. وهي ذات الطريقة (المشجبية) التي عالجنا بها منذ سنوات ما سمي بالغزو الفكري مع بداية ظهور الفضائيات التي حاربها بعضنا بضرب أطباقها بالرصاص.. حيث انصرفنا كلية عن تدعيم سياجاتنا وحصاناتنا الذاتية الى تقريع الآخر وشتمه بأبشع النعوت وكأن هذا هو الحل! إنني سأمنح نفسي الحق في الحلم بقيام مركز وطني للدراسات والبحوث الفكرية والسياسية والاجتماعية.. شريطة أن يتم تحريره من عقدة الخوف أو عقدة التملق لأنهما مستشاران سيئان للموضوعية.. لا يقودان الا إلى المزيد من التضليل أو المواربة.

فهد السلمان

الرياض 23/5/2003

***

 

محرقة التكفير

 

لقد تحدث كثيرون وتكلم الناصحون، ولكننا كنا ولا نزال نطبخ قراراتنا على نار هادئة في زمن القرارات السريعة والـ "فاست فود". إلى متى لا نعي أننا يجب أن نغيّر، يجب أن نصلح، يجب أن نهزّ البنية المتخلفة التي أنتجت مثل هذا الانقلاب الصاخب من جذورها على كل المستويات بدءا من المستويين الديني والسياسي لأنهما تحديدا الأكثر مسؤولية عمّا جرى. علينا جميعا أن نتحرك بشكل أسرع من الإرهاب، علينا أن نمتلك ولو جزءا يسيرا من شجاعة هؤلاء في اتخاذ قراراتهم وتحمل تبعاتها والتضحية لأجلها. واهمون جدا أولئك الذين يحسبون أن الإصلاح لا يحتاج إلى تنازلات وإلى غربلة شديدة لوضع أصبح إنتاجه لمثل هذه الحوادث تلقائيا ومتكررا.

الخطاب التكفيري يمتلك عددا من الأفكار التي تشكل منظومته الداخلية وتصوره العام للحق والكون والحياة. إن أعيننا لن تخطئ اعتماده على أفكار مثل الولاء والبراء وملة إبراهيم والحكم بغير ما أنزل الله والتحاكم للطاغوت ونحو ذلك. تشكل فكرة الولاء والبراء مثلا جزءا من الفكر الثنائي الذي يسيطر على الخطاب التكفيري الذي تنعدم لديه ألوان الطيف الفكري، وتنقسم إلى لونين اثنين لا ثالث لهما هما الأبيض والأسود، الأمر الذي يسبب له عمى معرفيا وواقعيا خطيرا. لقد بدأ استخدام هذه الثنائية بهذا الشكل كسلاح سياسي يخضع الأيديولوجيا لرغبته واستقطابه للأنصار وتعاقبت عليها الفهوم والشروح حتى غدت وكأنها نص منزل من السماء، يكفي في الاحتجاج العزو إليها كما هو ظاهر في أدبيات الخطاب التكفيري المعاصرة.

الخطاب الصحوي الحديث اتجه بتأثيرٍ من خطاب الشيخ ناصر الدين الألباني إلى الاهتمام (الحرفي) بالسنّة وهو ما أضاف للمنتسبين له بعداً جديدا يتمثل في الاحتجاج بالسنة والاتكاء عليها كنصوص مجردة من سياقاتها وظروفها وكأنها قواعد قانونية بعيدا عن تقسيمات العلماء القديمة ومقامات تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما يعطي المنتسب لهذا الخطاب قدرة فائقة في إقناع الناس وصد الخصوم بكلمات معدودة يحفظها عن ظهر قلب في فترة وجيزة.

ثم احتاج الخطاب الصحوي لدعم جديد عثر عليه في البعد العقدي المتمثل في اختيارات ابن تيمية وأقوال بعض غلاة الوهابية في العقيدة. فتم بهذا الثالوث الفكري للخطاب الإسلامي المعاصر، حيث العقيدة التيمية الوهابية بوجهها الغالي ومنهجية الحديث الألبانية وحركية سيد قطب الثورية. هذا الخطاب ينتشر اليوم في أغلب الأدبيات الإسلامية، صارخاً حينا في خطاب القاعدة وبعض الرموز المتطرفة كعصام المقدسي وأبي قتادة الفلسطيني وناصر الفهد وعلي الخضير وعلى استحياء لدى عدد غير قليل من رموز السلفية المعاصرة بشتى أطيافها، في كتب مستقلة تارة وبين سطور بعض منابرها الإعلامية تارة أخرى.

 

عبدالله بن بجاد العتيبي

الوطن 16/5/2003

***

المطلوب منظومة ثقافية بديلة

 

بعد التفجيرات الإرهابية الأخيرة يُصبح مغرياً جداً وسهلاً جداً الدعوة إلى اللجوء إلى الحلّ الأمني بشكلٍ كامل، للتعامل مع مشكلة التطرف والإرهاب. تقرأ أحد الموضوعات على الإنترنت بعنوان (احرقوا كتبهم ولحاهم عندها سيكون مستقبل وطننا مشرقاً)! وتقرأ آخر يقول (السيف السيف.. هذا مطلب الشعب السعودي).. وتقرأ غير هذا من العناوين الكثيرة التي يجري تداولها حتى في الصحافة، فتشعر بالقلق، وبالحاجة إلى التذكير بأن امتلاك التوازن في الظروف الحساسة هو من أصعب الأمور، ولكنه من أهمها في نفس الوقت.

إن الأحداث التي تنتج عن تراكم سياساتٍ ثقافية واجتماعية معينة وتوجهاتٍ سياسية محددة لمدة عقود لا يُمكن أن تُعالج من خلال سياسات آنيةٍ عاجلة مهما كانت قوتها وفعاليتها. هناك رأياً ثقافياً عاماً بين المثقفين السعوديين، يؤكد على أن أحد أسباب الأزمة يتمثل في السماح لنوعٍ من التفكير التقليدي الحرفي بالنمو إلى درجةٍ أصبح معها هذا الفكر مصدراً أساسياً من مصادر هذا الإرهاب. والواضح أن مثل هذا الفكر يجب أن يختفي تدريجياً من الساحة الفكرية والثقافية، ولكن المفارقة التي يجب الانتباه إليها تتمثل في أن اختفاء هذا الفكر يمكن أن يخلق فراغاً ثقافياً لا بدَّ أن يتمّ ملؤه بشكلٍ أو بآخر، الأمر الذي يعني أن المجتمع بات بحاجةٍ لمنظومةٍ ثقافية تكون بمثابة البديل لذلك الفكر الظلامي.

وائل مرزا

الوطن 16/5/2003

***

الإصلاحات السياسية والثقافية تبتر التطرف

 

الكارثة الحقيقية تبدو في ان معتنقي هذا الفكر ينطلقون من ارضية آيديولوجية راديكالية لا تؤمن بالحوار ولا حتى بالاصغاء الى الرأي الآخر، ناهيك من قبوله، حتى انهم يرسمون الماضي والتاريخ كما تمليه عليهم آمالهم وطموحاتهم، فهم لا يستطيعون رؤية الحاضر والمستقبل الا من خلال الماضي الذي يصنعونه لأنفسهم. ولعمري هذه ازمة فكرية خانقة، لا تنفع معها المهدئات ولا المسكنات، فالحل يكمن في البتر وقطع العضو الفاسد، وبالتالي انقاذ الجسد من الموت! ما اقصده هنا يتعلق بالمعالجة الدائمة وليست اللحظية، والبتر ليس بالضرورة ان يكون لحظيا، بل يستند الى استراتيجية تنزع الى الدراسة العلمية المعرفية ومحاولة ربطها بالواقع، لا سيما ان هناك اسبابا سوسيولوجية وسيكولوجية لظهور هذا الفكر المتطرف. هذه الاستراتيجية تنزع الى اعادة تشكيل الخارطة الثقافية والاجتماعية والدينية بطريقة توائم العصر ولا تغفل الثوابت، وهذا يستدعي الشروع في تفعيل مشروع الاصلاح بمجالاته المتعددة (المشاركة السياسية ـ حقوق الانسان ـ دور المرأة) ومراجعة الخطاب الديني التوعوي وتقليديته، بحيث يكون متجددا ومرنا ومتنوعا، وهذا يقودنا الى طرح القضية التعليمية وآليتها المشوهة التي ساهمت في خروج فئات متطرفة بسبب الخطاب الديني المغلق فضلا عن عدم وجود قنوات تمتص اوقات فراغهم او تثري عقولهم مع حضور ضعيف ومخجل لمؤسسات المجتمع المدني.

زهير الحارثي

الشرق الأوسط 16/5/2003

***

الإرهاب مستمر، والحل عصا وإصلاح

 

العالم لن يواجه الإرهاب وهناك جراح دامية في فلسطين وأفغانستان، والعراق، والشيشان.. ومن يعتقد أن الإرهاب يتناقص ويتضاءل فإنه يعيش في وهم وكل بلد يسقط يزيد في أرصدة الإرهاب ويؤجج المواجع من جديد وتقوى الخلايا... من قال إنه يملك يداً أو عصاً واحدة لضرب الإرهاب فإنه في وهم الوهم ولا بد أن يكون لك يدان اثنتان واحدة فيها الإصلاح والتعمير والأخرى بها العصا... إما فكر الشرطي بلا إصلاح فإن الغلبة ستكون للإرهاب لأن أرقام الناقمين والحاقدين والمنتقمين والمنتفضين في تزايد وسيتحول الأمر من خلايا سرية إلى مواجهة معلنة.

عبد العزيز الجار الله

الرياض 19/5/2003

***

 

من الخطاب الملكي إلى العقد الاجتماعي

 

في افتتاح الدورة الثالثة لمجلس الشورى، جاء الخطاب الملكي مختلفاً، حين لامس الهموم الوطنية بلغة شفافة، واعتبار ثقافة التطرف والإقصاء، أحد أبرز عوامل تفجير الوحدة الوطنية.. مشيراً إلى ان مسيرة الإصلاح، وقد أصبحت مطلباً شعبياً لا نخبوياً فحسب، لا يمكن أن تثمر إلا في جو من الوئام الاجتماعي القائم على الوحدة الوطنية. وأبدى (الخطاب) استعداد الحكومة لمطالب المثقفين والمعنيين بالشأن العام، القبول المبدئي بالمشاركة الشعبية، باعتبار أعضاء مجلس الشورى ـ الذين نتمنى انتخابهم قريباً ـ صنّاعاً في صياغة القرار الوطني، من خلال مراجعة الأنظمة والقوانين الإدارية.

محمد رضا نصر الله

الرياض 20/5/2003

***

 

العنف بضاعة مستوردة بلا جمرك!

 

ليس من الموضوعية ولا من الإنصاف أن نلقي كل اللوم على مناهجنا التعليمية أو وسائلنا الدعوية لبروز ظاهرة التطرف التي أفرزت لنا أخيراً من يقوم بتفجير نفسه لإيذاء غيره، لأن هذا التطرف الوليد حديثاً لم يكن ليكون فجأة نتاج مناهج تعليمية أو دعوية تُمارس في مجتمعنا منذ أكثر من نصف قرن! والتطرف الفكري بضاعة لم تعرف صناعتها أو زراعتها هذه البلاد منذ الأزل، بل هو بضاعة مستوردة سعى مستوردوها إلى إدخالها إلى هذه البلاد بلا جمرك ولم يقبل مُصدروها لها ثمنا غير الأرواح البريئة.

 

خالد حمد السليمان  

عكاظ 14/5/2003

***

 

 

عن أخطاء الهيئة وأخطاء غيرها

 

الناظر إلى أخطاء منسوبة إلى رجال هيئات الأمر بالمعروف يشعر بشيء من القلق أن توجد مثل هذه التصرفات في جهاز تقوم مهمته على مساعدة الناس على أن يكونوا أكثر صفاء وأشد نقاء، ومساعدة المجتمع على طمأنينة أكثر والتزام أكبر. ويشعر بشيء من القلق أن الناس ربما يجدون ـ فعلاً ـ عنتاً ومشقة من بعض رجال الهيئة ولكن كثيراً من هذه القضايا لا تصل إلى الصحافة ولا يطلع عليها الناس. لا يعقل بحال من الأحوال أن تكون كل قصة تنشر عن أخطاء الهيئة مكذوبة مفتراة، ذلك أنها جهاز بشري، وقد يقع فيها من الاجتهاد وسوء الفهم أو سوء التطبيق. كما لا يعقل بحال من الأحوال أن نبحث عن كل خطأ للهيئة وحدها فنسعى إلى اصطياده ووضعه على مشرحة النقد والتحليل والتجريح، بينما تقوم أجهزة حكومية بنشاطها وترتكب من الأخطاء ما ترتكب ويقع فيها من التجاوزات ما يقع دون أن يجرؤ أحد على مجرد الهمس.

سعيد عطية الغامدي

الوطن 12/5/2003

***

ما هو أبعد من التغرير

تركي الحمد

 

عندما نأخذ حقيقة أن الشباب هم الوقود الحقيقي للحركات، ونعلم أن ما يقارب (60%) من السعوديين هم ممن تقل أعمارهم عن الثلاثين عاماً، وأن ما يقارب (50%) منهم هم في سن الثامنة عشرة وما دون، وأن (97%) منهم في سن الرابعة والستين وأقل، يمكن أن نكوّن صورة عن المدى أو الساحة المتاحة للتغرير والمغررين. ان «شبابية» المجتمع السعودي في حالة متزايدة، وهذا شيء جيد عندما يكون هنالك اقتصاد متنام، وسوق عمل قادرة على استيعاب هذه الأعداد المتزايدة من الداخلين الجدد، وقنوات سياسية (مؤسسات) قادرة على استيعاب وتنظيم مشاركة هؤلاء في الشأن العام، ولكن هل إن الوضع السعودي قادر على ذلك؟ من ناحية اقتصادية، فان حوالي (60% ـ 70%) من اجمالي العمالة في السعودية هم من الأجانب، وترتفع هذه النسبة الى حوالي (90%) في القطاع الخاص. والسعودة لم تكن ناجحة ولا يبدو أنها ستكون ناجحة بشكل كبير، طالما أن نظام التعليم السعودي لا يفرز من يسد حاجة حقيقية في سوق العمل. فخلال الفترة من 1995 ـ 1999 مثلاً، بلغ عدد خريجي الجامعات حوالي 115 ألفاً، ولم تشكل العلوم الهندسية والطبية سوى 18 ألفاً منهم، أي ما نسبته حوالي 16%. بالاضافة الى ذلك فان انخفاض معدل الدخل الفردي من 28600 دولار عام 1981، الى 6800 دولار عام 2001، وانخفاض مستوى الانفاق العام، والخدمات الاجتماعية، وارتفاع معدل البطالة الى أكثر من 27%، وتآكل الطبقة الوسطى التي هي أساس كل استقرار، كل ذلك من العوامل المساعدة على فهم ظاهرة التطرف والارهاب المتنامية. مقابلة العنف بالعنف قد تكون ناجعة مرحلياً، ولكنها غير ناجعة كحل طويل الأمد. نعم، الظروف الاقتصادية ليست بذاتها دافعاً للتطرف ولا العنف. تتسيس الأمور عندما تكون هذه الظروف الاقتصادية نتيجة أسباب غير اقتصادية كسوء توزيع الثروة الوطنية، مضافاً الى ذلك ايديولوجيا تحريضية، وحالة احباط عام.

تركي الحمد

الشرق الأوسط 12/5/2003

***

الإرهاب ومبدأ الإصلاح الشامل

 

الفروق الاجتماعية، والإقليمية، والقبلية، والتعصب القبلي وغيرها، لا تزال لها مواقعها على الخارطة الوطنية، وما لم تتحقق تربية تغاير هذه الموروثات من خلال الوئام الاجتماعي والتساوي بالحقوق والواجبات، ووضع الكفاءة مكان المحسوبية، ونقد الذات بالجرأة والشجاعة اللتين تفرضهما قوائم المصالح الوطنية، فإن الأخطاء ستزداد، إذ ليس من الحكمة أن تبقى الأنظمة القديمة التي انتهى مفعولها، قائمة يستغلها البعض، مقابل خسائر اقتصادية وتربوية وسياسية، بينما من يجاورنا في الدول الخليجية استطاعوا طرح مشاريع متكاملة تتعامل مع المناخ الداخلي، والخارجي، بما يتوافق والعنوان العام للتنمية، وفتح الأبواب لكل الرياح الجديدة للتغيير وفق اتجاه إصلاحي معتدل.

كلمة الرياض

الرياض 19/5/2003

***

 

الدواء هو الداء

 

كيف وجدت مثل تلك الفئة الشابة في مجتمع مثل مجتمعنا. كيف يكون هذا الجهل ونحن نعيش في دولة لا يفصل المسجد عن المسجد إلا عدة أمتار. أيضا كيف يكون ذلك الجهل ونحن أكثر الدول في العالم أجمع دراسة للمواد الدينية. ايضا كيف يكون ذلك ونحن الدولة التي لا يوجد فيها مواطن واحد غير مسلم؟ الكتاب المدرسي علينا إعادة النظر فيه من حيث الكم والكيف لأن مدارسنا للأسف تخرج لنا مجموعة من الكتب الناطقة ولا شيء غير ذلك. نعم المدرسة تأخذ من الطالب نصف نهاره ولكن دون ان تقدم للمجتمع مواطنا يعي مسؤولياته ويعرف حقوقه.

هيا المنيع

الرياض 12/5/2003

***

 

صناعة مشتركة: الداخل والخارج

 

من الواضح أن مجتمعنا يعاني من ظواهر مرضية لا يمكن أن تعالج إلا إذا اعترفنا بها، ومن أخطرها إرهاصات التطرف الديني والفكري. وهو مشكلة خطيرة سنعاني من آثارها على المستويين الداخلي والخارجي، وستفرز عواقب في النطاقات الأمنية والسياسية والفكرية والاجتماعية. لقد تصاعد تلاحم المفاهيم الدينية بالمفاهيم السياسية أثناء الجهاد الأفغاني ضد الاتحاد السوفيتي، فتكونت نبرة سياسية انعزالية دعت إلى صراع بين دار الإسلام ودار الكفر،

واتسعت دائرة المحرمات المنطلقة من المواقف السياسية مثل التحزبات الفكرية، وانتشار الروح العدائية للآخرين (الغربيين). مشكلة التطرف الديني منطلقة بالضرورة من بيئة سياسية وفكرية مشوشة حاولت استنباط مخرجات فقهية تعطي الشرعية لمواقفها، وليست بفعل عوامل داخلية صرفة، أو أسباب اقتصادية بحتة، وإنما وظفت العامل الاقتصادي أو الداخلي لتحشيد التأييد لها.

سليمان العقيلي

الوطن 13/5/2003

***

 

 

الإرهاب ناتج أزمة الدين والدولة

 

ظلت تلعب على حبال الزمن سلطة سياسية تريد الإسلام مكوناً يخولها السلطة المطلقة ويفرض لها الطاعة والامتثال، ويكون قنطرة عبور آمن ومشروع سلطوي مقبول ومقنع.. وبين سُلطة دينية خارجة عن عباءة السلطة السياسية.. فرضت نماذج على اتباعها لا تخلو من غلو وانغلاق وتطرف وانعزال.. نواجه اليوم مرحلة مربكة ومقلقة من مراحله التي لا نعلم إلى أين يمكن ان تؤدي بنا. وسط هذه الفوضى الفكرية التي تجتاح عقول ابنائنا وتقودهم للمجهول.. أصبحت ظاهرة الإرهاب الديني كابوساً يهدد مجتمعاتنا ويربك علاقاتنا ويضعنا في مواجهة العالم كله.. وهي ظاهرة لم تأت من فراغ وهي مؤطرة باجتهادات فقهية وتلبس لبوساً شرعياً.. وكل هذا يتم وسط يأس كبير من اصلاح علاقات السلطة بالمجتمع مما أتاح لمثل تلك الظواهر ان تنمو وتقوى وتزدهر.

عبد الله القفاري

الرياض 14/5/2003

***

تحالف الجهل والرصاص

 

لأن الظروف الراهنة بكل مستوياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لا تسمح بمزيد من الإهدار للوقت ولروابط الوحدة الوطنية، فإن هذه الجماعات التي اضطرت الى الخروج من مكامنها في حاجة إلى تعامل جاد وحاسم.. لا أقول بمبادلة العنف بالعنف لأننا أساساً نريد انتزاعهم من مواقف تبني التعامل بالعنف، ولكن في الوقت الذي نضمن فيه عدم تمكينهم من تهديد حياة المجتمع أو مؤسساته أوالذميين المتعاقدين فيه، فإنه يجب السيطرة على المناخ الاجتماعي، وفتح منافذ انغلاقه وفق تدبير تربوي واع متصل بحقائق العلم والعالم.

تركي السديري

الرياض11/5/2003

***

منهاتن سعودية

 

الدين رغم سماحته يمكن أن يختطف من قبل طائفة، ويمكن أن يتم تفسير نصوصه بأقصى ما يتحمله النص من غلو. إننا اليوم واقعون أسرى لإرهاب تم توفير الأرض الخصبة لنموه منذ عقود. وما يردده اليوم كثير من الشيوخ الرسميين والكتاب عن هذا الموضوع ليس إلا وصفا غير صادق للظاهرة، لا يتناول الأسباب والجذور الحقيقية للفكر التكفيري/الجهادي. إذ يكتفي هؤلاء باعتبار ما حدث فكرا وافدا، وينسى هؤلاء أن البذور كانت كامنة في ثقافتنا، ونتيجة لأخطاء كثيرة عبر الزمن يتحملها الكثيرون منا في المجتمع. إن الخطاب الديني لدينا بعامة فيه كثير من مظاهر التشدد والغلو الديني. ونظرة خاطفة على خطب الجمعة في المساجد أو الفتاوى الفقهية تشهد على ذلك.

هناك دوافع آنية.. الفتاوى السياسية التي كانت تصدر سواء من رموز التيار الجهادي أو حتى شيوخ الصحوة في السنتين الماضيتين، ألهبت عواطف الكثيرين وأعطت السند الشرعي لهذه الأعمال. هناك فتاوى صدرت تبرر 11سبتمبر، وأخرى تصف تلك الأحداث بالغزوات المباركة. إن تلك الفتاوى حضت أعضاء تلك الخلايا الجهادية على إطلاق النار على رجال الأمن.

الذين يرغبون في عزو ما حدث كنتيجة للظروف الاقتصادية والمعيشية أو النفسية يجانبون الصواب. تلك الظروف تصلح لتفسير سلوك المجرمين ولكنها لا تصلح لتفسير الحدث الإرهابي القائم على اعتقاد ديني. الإرهاب الديني لا يمكن احتواؤه، لأنه يجد في عقيدته شرعية ما يقوم به، ماذا تصنع بأفراد يرون ضلال كل من لا يتفق مع منهجهم السلفي؟ هذه الحوادث ليست جديدة على مجتمعنا كما يريد أن يصور ذلك الكثيرون. والمهم في هذا الحادث الأخير أن لا يلجئنا هذا الفكر الخارجي إلى مزيد من التشدد والغلو كما حدث في السابق. المزيد من التشدد الديني قد يقودنا إلى منهاتن، ولكن هذه المرة سعودية. (لقد كتب هذا المقال قبل التفجيرات الثلاثة الأخيرة بيوم واحد، ويؤسفني أن أقول: لقد حدثت منهاتن سعودية بالفعل).

عادل زيد الطريفي

الوطن 14/5/2003

***

المؤسسات التعليمية .. والخلايا

 

بعد الكشف عن الخلية الإرهابية بالرياض، أصبحت المؤسسات التعليمية في دائرة الضوء.. هذا ليس اتهاماً.. لكن المؤشرات تتجه إلى المناهج والتربية وبرامج المؤسسات التعليمية. نتحدث عن الإرهاب، والمخدرات، والصحة، والإنتاج وكل الأضلاع الأربعة تكلّف الدولة المال والجهد والسمعة الدولية في حين أن المؤسسات التعليمية لم تبادر بالشكل المفترض إلى المساهمة في حل المعضلات الأربع، بل انكفأت على نفسها وقادت نوعاً من الحملة للدفاع عن مواقفها، مرة بالمناهج بتعديلات في المقرر الدراسي، وأخرى بتطوير آليات التعليم.

عبد العزيز الجارالله

الرياض 12/5/2003

***

موقف التيار السلفي من الإنفجارات

 

لم تكن التفجيرات الأخيرة غريبة أو مفاجئة، لأنها كانت متوقعة ومعروفة. أظهرت العمليات الإرهابية على السطح أموراً كثيرة كانت تجرى في الخفاء أو تدبر بليل ويتم التغاضي عنها، إما حماساً للشعور الديني ونصرة للجهاد الإسلامي، أو للشعور المستقر في أذهاننا بأن أبناء وطننا بحكم شعورهم الديني وانتمائهم الوطني لا يمكن لأحد منهم أن يسيء إلى الوطن والمواطنين. واليوم بعد أن اتضحت الحقائق وانكشف الغطاء لا بد لنا أن نسمي الأشياء بأسمائها ونضع الأمور في سياقها ونعترف بالحقائق المرة بشجاعة ونصارح الناس بكل ما جرى ويجري، وأن نعترف بأن هناك بوادر كانت تغذي هذا التيار زمنا طويلاً وجهات كان لها خطابان أحدهما متطرف صريح يشجع هذا التيار في السر والآخر خطاب موارب توفيقي يحتمل أكثر من معنى وتفسير في العلن.

هناك مجموعة من مشايخ التيار التكفيري أفصحوا علانية عن تغذيتهم ودعمهم لهؤلاء المتطرفين مثل علي الخضير وناصر الفهد وأحمد الخالدي الذين حرَّموا الوقوف ضدهم أو التبليغ عنهم أو تتبعهم وتهديد من يعين عليهم بعقوبة الله وانتقامه. إن موقف علماء الأمة جميعاً يجب أن يكون واضحاً وصريحاً ومعلناً على رؤوس الأشهاد دون مواربة.. ومع ذلك انتظر الناس من كثير من العلماء رأياً وموقفاً فلم يجدوه، فبيان هيئة كبار العلماء تأخر ولم يظهر، ومواقع العلماء على الإنترنت تظهر وكأنها غائبة عن الحدث.

هناك من الفتاوى والرسائل في مواقع الإنترنت التي تؤيد صراحة أو ضمنا ما يحدث أو تدفع الشباب بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى العنف مثل موضوع الشيخ حمد الريس ورسالة سمير المالكي ورد عبدالعزيز الجربوع على الشيخ سلمان العودة في أحداث أمريكا وبيان العلماء السبعة والعشرين الذي طالب الغيورين في مدنهم وقراهم بأن يلتفوا حول من يعرفون صدقهم من المشايخ وطلبة العلم، وكأنهم يلغون بذلك مؤسسات المجتمع المدني وسلطة أولي الأمر.

الوطن 14/5/2003

***

 

أين خطؤنا؟

 

هؤلاء الذين وهبوا أنفسهم للموت لماذا يهاجمون الحياة بمثل هذه الضراوة رافعين قسراً أرواح غيرهم من المسلمين والذميين نحو مذبح الموت.. هناك تجنيد لمعكسر الإرهاب داخل المملكة.. ضد من..؟.. لماذا يتجه شباب مسلم نحو هذه النهايات المفجعة.. أين هو دور الأسرة.. الآباء.. الأمهات.. كيف يجوز الانقلاب على الفتوى الشرعية المسؤولة أمام ولي الأمر فيقرر هؤلاء من عندياتهم استباحة دماء غيرهم.. ماهي النهاية التي يعتقدون أن بمقدورهم الوصول اليها. على أولياء الأمور أن يعوا بأن هذه الدولة قد حوربت دولياً وترصدت لها الصهيونية بشكل خاص بدعوى أنها تدعم الإرهاب.. فهل أخطأت هذه الدولة لأنها صرفت على التعليم الديني ونظمت له المسابقات وأكثرت من مدارس تحفيظ القرآن ووزعت جمعيات البر والجمعيات الخيرية؟

تركي السديري

الرياض 14/5/2003

***

يوم حاسم على النمط الأميركي

 

يمكن للدولة والمجتمع أن يحتملا آراء غريبة من نوع (يجب علينا الانسحاب من الأمم المتحدة حتى لا نحتكم إلى طاغوت) أو حتى الدعوة إلى أن تعلن الدولة الحرب على الولايات المتحدة، أو أن تخالف العالم كله وتحارب من أجل الطالبان وصدام حسين. آراء شاذة، يمكن أن (ندحشها) من باب الاجتهاد ونتعامل مع أصحابها بأنهم مجتهدون.. ولكن أن تخرج آراء وباسم أصحابها تدعو صراحة إلى تفكيك أصل الدولة، بتحريم ملاحقة من خرج على النظام العام (أو الوقوف ضدهم أو تشويه سمعتهم أو الإعانة عليهم، أو التبليغ عنهم أو نشر صورهم أو تتبعهم) لمجرد القول إن الشباب كانوا ينوون التصدي للصليبيين. إن قرار التصدي هذا على افتراض صحته، يختص به ولي الأمر فقط ، ولو سمح لكل زمرة من أبناء هذا الوطن جمعهم رأي واجتهاد أن ينفروا إلى ما اعتقدوه، خاصة لو كان للأمر علاقة بالمسائل الكبرى كالحرب والصلح، لما بقيت دولة ولا وحدة ولتنازعتنا الفتن والأهواء.

جمال خاشقجي

الوطن 14/11/2003

 

***

الديكتاتورية تصنع الإرهاب

 

حتى تقوى شوكة الوسطية القادرة على لعب دور المحاور الهادئ، لا بد من تفسير دقيق للشخصية الإرهابية، ومنابت وجودها، ثم فتح النوافذ لأسباب القصور الأمني والتربوي، وفتح المناخات لمناقشة هذه الظواهر، لأنه بدون رأي عام يختلف أو يتفق، لا يمكننا الإطلالة على الأحداث بتفاصيلها الدقيقة. الإرهاب في العالم اللاديموقراطي، ينشأ في فراغ السلطات من إقامة نظم عادلة تجعل فئات الشباب أقرب إلى المحرضين، وأصحاب الأفكار السوداء، من الأسرة، والمدرسة والمجتمع السوي، وهذا التغاير بالأنظمة خلق منظومة التطرف، مثل أي حالات شذوذ يشجعها أطراف البذخ، أو العوز والجوع.

كلمة الرياض

الرياض 22/5/2003

***

مشجب الآخر والإنتهازية

 

ما زلنا لا نملك الجدية الكافية في تحمل تبعات الأزمة وعلاجها. وأدمنا فن الترحيل والهروب من مواجهة متطلبات الحل:

* اللجوء إلى تحميل الآخر المسؤولية..  في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات لاحظت أن هناك امتعاضا شديدا من الإسلام النفطي أو السعودي... ومحاولة تحميله مسؤولية الإرهاب الذي كان في ذروته. البعض عندنا يحاول تحميل المسؤولية الفكرية على جهات خارجية، يبدو أن هذه طبيعة إنسانية في التهرب من المسؤولية ومواجهة الحقائق.

* اللجوء إلى المغالطة في التفاصيل.. المراقب للظاهرة الإسلامية يدرك أن التيار الأغلب هو ضد العنف، ويحمل فكراً معتدلاً، لكن ليس لديه الجدية الكافية في قمع هذا التوجه فكريا، والمبادرة في إيقافه، فهم يستعملون لغة مبهمة عند إدانة مثل هذه الأعمال، أحياناً بحجة أن التفاصيل غير واضحة، وأحياناً بحجة التثبت، وأحياناً التوهم بأن هذا فيه تبرئة لأطراف أخرى.

* يستغل بعض المتطرفين من خصوم التيار الإسلامي مثل هذه المناسبات في الهجوم والقيام بعملية تنفيس وانتقام غير مبررة، مليئة بالسخرية والشتم البعيد عن المنطق العلمي، بحجة المساهمة في علاج الوضع مع أنهم يؤججون الوضع.

عبد العزيزي الخضير

الوطن 14/5/2003

***

 

 

التعرية والقبضة الحديدية هي الحلّ

 

يجب ان لانخلط هنا بين التعصب والتطرف.. فالتطرف هو المرحلة الثانية للتعصب وموقف يلغي الاحتمالات البديلة.. أما المرحلة الثالثة فهي الخطيرة حيث يصل الحماس بالمرء الى محاولة تطبيق مايراه بالعنف والقوة! مجتمعنا لا يخلو من الاخطاء والفساد؛ ولكن اللجوء الى العنف لا يختلف عمن يضرب وجهه بمطرقة ليقتل (ذبابة). ان أول خطوة لمحاربة التعصب هو تعريته. فمجرد تعريته وكشفه ينقل المرء الى وعي بالواقع ـ مهما كان مرّاً ـ ويتيح له الموازنة بين الممكن فعليا والمأمول نظريا. أما الخطوة الثانية فيجب ان توازي في حجمها انتقال التعصب الى المرحلة الثالثة.. حيث العنف جريمة؛ والجريمة تتطلب الضرب بيد من حديد!.

فهد عامر الاحمدي

الرياض 14/5/2003

***

 

أفغانستان هي السبب؟!

 

إذا أردنا أن نتهرّب من الواقع ونلقي التهم جزافاً، وفي فضاء رحب واسع لنتوه بين الأفلاك السائرة، فإن بِوسعنا أن نقول إنهم يحملون أفكاراً دخيلة غريبة ثم نُحدد أو لا نستطيع تحديد مصدر هذه الأفكار، وإن حددناها ألقيناها على أفغانستان لأن ترابها شاسع! ولكن حتى لو أُلقيت المسؤولية على التراب الأفغاني، ألا يبرز هنا سؤال موضوعي عن مرحلة ما قبل أفغانستان. أي عن المرحلة التي أعدتهم للذهاب إلى أفغانستان، وهل هي مرحلة بريئة صافية نقية؟! إنهم (المتطرفين) نتاج مأساة ساهم في صنعها العديد من الأطراف ونأمل ألا يدفع ثمنها الجميع. وهذه المأساة تحتاج إلى علاج أوسع من ردة فعل حتى لو قيل إنها حازمة وقوية.

 

محمد أحمد الحساني  

عكاظ 14/5/2003

***

 

مناهج ممتازة وانفتاح فقهي مطلوب!

 

إن الأفعال إذا اتكأت على خلفية تسويغية غدت سلاحاً لا يلوي في تحقيق مآربه على شيء، يتزامن الفعل مع سفسطة خطيرة تحيل السيئة حسنة، والغدر شجاعة، والعدوان جهاداً يحسب مقترفه أنه يؤجر عليه ويأثم إن أحجم عنه! إن الجريمة مهما بلغت شناعتها وبشاعتها لا يجب أن تستزلنا إلى غاياتها بارتياد أجواء التوتر، والوقوع في فخ التصنيف، وتبادل التهم والاستعداء، وتجاوز الحق سواء بتسويغ العدوان وتهوين مخاطره، أو ـ في المقابل ـ بالتسوية بين الغلو والتدين، وخلط المفسد بالمصلح، وحشر المتدينين في زاوية المزايدة والإسقاط. إن موجة إلقاء تبعة هذه الجريمة على مناهجنا من قبيل التجاوز. فمناهجنا وإن اتصفت بالخصوصية، فإن ما يميزها ويمايزها: تكاملها المؤسس على الحق والعدل. وعقيدة الولاء والبراء تؤكد ألا شيء يخرم ولاء المؤمنين كتكفيرهم، فكيف بانتهاك دمائهم وأموالهم؟ وإذا كان ثمة ما ينبغي مراجعته منها، فهي منهجيتها. ومن ذلك أن حصر منهج التلقي فقهياً على مدرسة واحدة، يمكن أن يهيئ أرضية للانغلاق المفضي إلى احتكار الحق، وتضليل المخالف، وتغليب فقه التشديد. وهذا وإن كان تعصباً فكرياً، فإن توظيفه للعنف السلوكي يصبح أمراً ممكناً. والانفتاح على مدارس فقهية أخرى معتبرة، تنمية للملكات الفقهية، ورياضة للنفس بقبول الآخر، وإشاعة لفقه التيسير.

سليمان الربعي

الرياض 24/5/2003

***

 

 

 الحرب القادمة على المناهج

 

ماذا تريد أمريكا من مناهجنا؟.. سؤال محوري ومفصلي كابرنا أمامه وقلنا بعناد وتحد وطني هذا شأننا وحدنا ولا أحد يتدخل في أمورنا الداخلية. كان علينا أن نقف في مربع الواقعية وننظر ماذا تريد أمريكا من مناهجنا، القضية ليست إملاءات وأمركة وفرض إرادة. قبل أن تحمل لنا الأجندة الأمريكية (تغيير) المناهج كانت لنا مطالبة وطنية محلية، وحتى من داخل البيت التعليمي هناك مطالبات بمناهج جديدة وكانت تطرح بطريقة مغايرة لما تطرحه تطورات (11 سبتمبر) كانت تقال المطالبات بعبارات: تعديل المناهج أو تطوير المناهج أو تحديث المناهج وهذا حقيقة فرق كبير مع ما تطالب به أمريكا من (تغيير المناهج) وكأنه نسف كامل للمنهج التعليمي القائم واستبداله بنموذج تخبئه لنا أمريكا.

عبد العزيز الجار الله

الرياض 21/5/2003

***

 

من المسؤول عما جرى؟!

 

السؤال منذ حادثة احتلال الحرم المكي في أول يوم من شهر محرم سنة 1400هـ.. هو ماذا أعددنا لمواجهة هذا التحدي الخطير لأمننا الثقافي والاجتماعي والسياسي؟ لم أقرأ دراسة بحثية واحدة ترصد السلوك الإرهابي لمن قاموا باعتداءات، وتبين بواعثه النفسية والثقافية والاجتماعية والسياسية.. وهل تفاقم هذه الظاهرة مؤخراً يعود إلى عوامل خلخلة كامنة في مناهجنا التعليمية، وهياكلنا الاقتصادية، وهل أحد أهم الأسباب يرجع إلى افتقار التعددية الثقافية في مجتمعنا؟ يكمن خطؤنا الأساسي في ركوب موجة الإسلام السياسي، ومداراة مشروعه المغترب عن متغيرات العالم.. حين توهمنا أننا قصرنا في المحافظة على الدين، إذ استمعنا لمن جاء يدعونا إلى (الصحوة) وكأننا مازلنا مستغرقين في الجاهلية! دون أن نلتفت إلى ضرورة صياغة خطاب ثقافي إسلامي معاصر، يجمع ما بين روحانية الدعوة ومادية الحياة.

محمد رضا نصر الله

الرياض 17/5/2003

***

 

 

جهاد أم إرهاب؟

 

عندما روعت الرياض فجأة، ودوت في سمائها ثلاثة انفجارات متتالية أضاءت ليلها وبعثرت سكونه وسكينته.. افترق الكل على كلمتين (إرهاب وجهاد) ومهما كانت نسبة كل فريق وتفوق أحدهما على الآخر، فوجود وصفين لحادثة واحدة يدل على خلل! ولنكن صادقين مع أنفسنا ومع من حولنا، فحدوث مثل هذه الانفجارات وضلوع مجموعة من أبنائنا فيها، دليل قاطع على أن هنالك فئة من مجتمعنا تؤمن وتصر على أن ما عانته الرياض في تلك الليلة الأليمة، وما دفعته وخسرته من أرواح بريئة ومنشآت وثقة وأمان، هو جهاد.

شروق الفواز

الرياض 23/5/2003

***

 

نعم.. وزاراتنا تفرّخ الإرهاب

 

(لا مكان للإرهاب ولا للإرهابيين) و(سنقف صفا واحدا في وجههم).. عنوانان ضخمان يتصدران كل الكلام الذي قيل والذي سيقال عن جريمة التفجير النكراء التي شهدتها الرياض، قلناهما بعد تفجيرات العليا، وقلناهما بعد تفجير الخبر، وقلناهما ونقولهما دائما، لكنهما لم يتعديا حدود الكلام الذي يقال في المناسبة، ثم تعود حليمة إلى عادتها القديمة، حتى إذا وقعت واقعة أخرى عدنا إلى إدارة شريط الكلام من جديد! كيف لا يصبح للإرهاب مكان، وكيف نقف صفا واحدا في وجه الإرهابيين؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن نقف عنده وقفة طويلة، ولا نغادره دون إجابة. المطلوب استراتيجية شاملة لاحتواء الفكر المتطرف في بلادنا بعد أن أصبحت (مفرخة) للإرهاب، وبعد أن أصبح هذا الإرهاب موجها نحونا، بضاعتنا التي شوهت في غفلتنا فردت إلينا. ليس لدينا استراتيجية نعمل في ضوئها وإنما خبط عشواء، فوزارة الداخلية تكافح نتائج الفكر الإرهابي، بينما الوزارات الأخرى (الشؤون الإسلامية، التربية والتعليم، التعليم العالي، الثقافة والإعلام) من حيث تدري ولا تدري تكرس وتسقي الجذور الفكرية المتطرفة، وتفرخ الإرهابيين الذين هم في الأصل نتاج (مفرختنا) المحلية.

قينان الغامدي

الوطن 17/5/2003

***

بريئون جدّاً

 

فكرت طويلا واكتشفت الذين تسببوا في مأساة الاثنين الدامي. أستطيع ان أجزم انهم طلاب زراعة او من وزارة الزراعة، فهي مسؤولة عما حدث، وهي التي منحتهم التربة وحفرت لهم الآبار وأمدتهم بالمياه ووزعت عليهم البذور. اكتشفت انه ليس صحيحا انهم مدللون ومحميون وتفتح لهم المجالس.. فقد ثبت لي ان السعوديين الذين ذهبوا او جاءوا من كشمير وافغانستان والشيشان وصلوا الى هناك بالصدفة، كانوا سياحا ضلوا طريقهم من الحمراء الى كابل. ايضا، ليس صحيحا ان السياح السعوديين عادوا عازمين على ارتكاب اعمال شريرة، بل لتعميم المنفعة، فقد اصلحوا مزارع الدول الأخرى وقرروا ان ينقلوا التقنية والخبرة التي أخذوها في جبال تورا وكهوف بورا الى المجمعات السكنية. وليس صحيحا ان الإعلام السعودي والمؤسسات السعودية هيأت الأرضية والعقلية لهم مبكرا.

فكل ما يقال عن شبابنا ليس معظمه اكاذيب، بل كله اكاذيب. فجمعياتهم الخيرية ترسل اموالها فقط للسياحة والترفيه عنهم وعن اصدقائهم وليس لتمويل الارهاب في الخارج. وبلغت القسوة ان منشوراتهم لا تحتاج الى إذن من وزارة الاعلام الموقرة، بعكس طلاب المطبوعات العلمية او الطبية او حتى اهل قصائد النبط. أيضا، يوزع الشباب منشوراتهم في ظروف بالغة الصعوبة وما يزيدهم ارهاقا ان احدا لا يصادرها ولا يسألهم حتى عن مضمونها. ليس صحيحا ان لهؤلاء المزارعين أي سلطة، وليست لهم سيارات شهيرة، فمغامراتهم بسيطة مثل افلام هوليوود. ومن الاكاذيب ايضا ما يشاع من ان التلفزيون السعودي متخم ببرامج دينية. ومن آخر الانباء الصحيحة، ان الجمعيات الخيرية السعودية التي شبعت من اصلاح العالم الاسلامي، مثل افغانستان، قررت الانصراف الى اصلاح اوضاع المملكة بطباعة المزيد من ملايين الكتيبات والاشرطة والندوات و(الجمسات).

 

عبد الرحمن الراشد

الشرق الأوسط 17/5/2003

***

الحوار يحمي الإستقرار

 

يجب التلاقي على تفاهم مشترك بين كل القوى الاجتماعية لتصحيح المفاهيم حول طبيعة علاقات تلك القوى.. الحوارـ وليس القذف ـ وحده كفيل بتوفير وحدة المجتمع وتماسكه وتمكينه من مواجهة ما يحاك ضده.. إذا كنا نعيب على جماعات التدمير في المملكة وخارجها قرارها المبدئي بتكفير الآخر فتقرر التفجير ضده سلفاً دون الحوار معه، فإن من الخطأ أن نمارس نفس الأسلوب فنرفض الاستماع إلى بعضنا.

تركي السديري

الرياض 20/5/2003

***

من ليس معنا فهو ضدنا

 

هكذا فهمت كلمة ولي العهد التي حدد فيها سياسة المملكة في الرد على الضربة الإرهابية. الذي فهمته من تحذير ولي العهد الواضح و(بصفة خاصة كل من يحاول أن يجد لهذه الجرائم الشنعاء تبريرا من الدين الحنيف. ونقول إن كل من يفعل هذا يصبح شريكا حقيقيا للقتلة ويجب أن يواجه المصير الذي يواجهونه) أن سموه لن يقبل أن يخرج علينا أحد بتبرير شاذ من نوع (هؤلاء الشباب أخيار، طيبون ونيتهم حسنة ومجتهدون ولكن أخطؤوا الاجتهاد) فالاجتهاد محتمل في تحريم التأمين التجاري ولكنه غير مقبول في دماء العباد أو سيادة الدولة.

 

جمال خاشقجي

الوطن 15/5/2003

***

مؤتمر وطني لمناقشة موضوع التطرف

 

نحن بحاجة للاتفاق على تعريف واضح للتطرف، أتوقع أننا سنجد اختلافاً وتبايناً كبيرين بين الأطراف المشحونة الآن والتي تتقاذف الاتهامات. إذا استطعنا ترسيم حدود التطرف وماهيته وحدود تداخل ألوانه نتمكن وقتها من البدء في مشروع نشر التسامح وإنقاذ شبابنا من الأفكار المدمرة. وقد يبدو للوهلة الأولى أنه من السهل تعريف التطرف، لكنك ستكتشف نقيض ذلك، ستجد أن الرؤوس وإن تشابهت في أشكالها تحمل في دواخلها المتناقضات. هناك حاجة إلى ندوة أو مؤتمر لهذا الأمر يشارك فيه أهل العلم والثقافة، مؤتمر داخلي عقلاني يكون نواة لحوار وطني صريح وواضح ، يسند الجبهة الداخلية التي هي الآن في خطر، ويقطع الطريق على محاولات الهيمنة.

عبد العزيز السويد

الرياض 21/5/2003

***