وثيقة الرؤية هل انتهت؟

مصارحة الشعب وإقحامه في معركة الإصلاح

 يفترض أن يوجّه الموقعون على وثيقة الرؤية وغيرهم من الإصلاحيين، خطاباً مباشراً الى الشعب في المملكة يشرحون فيه ما آلت إليه (وثيقة الرؤية) وفي أية إضبارة هي محتجزة منذ نحو سنة من تقديمها الى ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز.

عليهم أن يقولوا في الخطاب، أنهم فشلوا في تحقيق ما يريده المواطن من إصلاحات، وأنهم حاولوا جهدهم إقناع أمراء العائلة المالكة بأهمية الإصلاح الحافظ لمستقبل الشعب ومستقبل المملكة كدولة على الخارطة السياسية. وعليهم أيضاً أن يحددوا أسباب فشلهم هذا، ولماذا انتهى دورهم بمجرد أن سلّموا العريضة؟ ودواعي انتظارهم الطويل لإصلاح لا يلوح في الأفق.

وبعد هذا عليهم أن يخاطبوا الشعب الذي تطلّع إليهم كمعبّرين عن ضميره وتطلّعاته، بكل صراحة وشفافية، عن رؤيتهم لوسائل الإصلاح، وعن خياراتهم إذا ما تنكّرت العائلة المالكة أو بعض أفرعها له، وعن دور الشعب نفسه كعامل مساعد لتحقيق الغاية المنشودة.

الآن ثبت بأن وثيقة الرؤية وصلت الى طريق مسدود!

وثبت أن حجم الضغط باتجاه تحقيق الإصلاح السياسي أقلّ من أن يؤثر في الأمراء!

وأثبتت سياسة (العرائض) فشلها في إنجاز الحقوق الوطنية وفي تفكيك الهموم الشعبية التي تحاصر الجميع بالنار.

وكما نطالب الحكومة بأن تهتم بشعبها، وتصلّب وضعها بالإصلاحات لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية. فإننا نطالب موقعي وثيقة الرؤية، بأن يلوذوا هم بأنفسهم الى شعبهم، يلتمسون منه الرأي والتسديد والدعم.

نزعم بأن هناك نضجاً شعبياً للمساهمة في مشروع الإصلاح. المهم أن توجد له الأقنية والأدوات التي تخرج الجمهور عن صمته وانتظاره.

لن يكون الإصلاح (نخبوياً) في وسائل تحقيقه. فالحكومة لم تظهر من الكرم ـ في أقصاه ـ إلا استلام العرائض. ولذلك تأتي ضرورة التوقيع على خطاب من موقعي وثيقة الرؤية يوجه الى الجمهور، يصارحه بما جرى، ويقترح عليه وسائل العمل. لا بد من تحويل موضوع الإصلاح الى الشارع، لكي تتغيّر معادلة: الأقوى والأضعف.

فهل لدى المعنيين هذه القدرة والجرأة؟!