العدد 17 يونيو 2004

عملية (سرية القدس) في الخبر

المستور الايديولوجي في الرواية الجهادية

 عبد الله الراشد

 هي دون ريب عملية نوعية يحقق فيها التنظيم الجهادي التابع فرضياً لشبكة القاعدة إنتصاراً عسكرياً وإعلامياً، فقد كشفت شمس الثلاثين من مايو عن حقيقة صادمة، ساخرة من إيحاءات الصورة البطولية لأفراد قوات الطوارىء الذين كانوا يتدافعون من باطن الطائرة العمودية نزولاً على سطح مبنى مجمع الواحة السكني في عملية انقاذ للرهائن المحتجزين بداخل المبنى، فقد أنهى أفراد السرية مهمتهم بنجاح باهر وغادروا المبنى قبل ان يبدأ الجنود بالتناسل من بطن الطائرة العمودية، وقبل اقتحام المبنى من أعلى.

 مواجهات الخبر تعد بلا ريب من أشد الاختبارات عسراً على الجهاز الأمني، وبعد نهاية العملية تحوّلت دون شك الى كابوس مفزع بفعل النتائج الوخيمة التي فاجأت الجميع.. فقد نجا ثلاثة من أصل أربعة هم مجمل أفراد السرية من قبضة مئات وربما آلاف من أفراد قوات الأمن، المدججين بأنواع مختلفة من الاسلحة بما في ذلك طائرات المراقبة ونقل الجنود والسلاح.. وسواء تم القبض عليهم لاحقاً أم لا فإن الفصل الأول من المعركة كان بحد ذاته حاسماً وسجّل النتيجة لصالح المجموعة، التي أثبتت بأنها متفوقة عسكرياً ومعنوياً..

وبإمكاننا رصد وتسجيل نقاط أساسية في هذه الحادثة على النحو التالي:

الأول: أن ساحة المعركة كانت شبه معلومة قبل اندلاع المواجهات، فقد نبّهت حادثة ينبع الى أن شركات النفط الاجنبية وربما صناعة النفط في البلاد قد أصبحت ضمن أجندة الجماعات المسلّحة.  ونشير الى ان مصادر استخباراتية عديدة حذّرت بعد هجوم ينبع من وقوع هجمات أخرى وربما على نطاق واسع وأشد داخل السعودية.

الثاني: إن كفاءة عملية الخبر تشير الى التأهيل العسكري المتقدم لدى المجموعات الجهادية المسلّحة، كما أن الاختيار المحدد للاهداف ومعرفة مواقع الهجوم يكشف عن التخطيط الدقيق والحذر. إن هذا الهجوم كما يبدو يمثل الاقوى من حيث التخطيط والتدريب والضحايا، وقد لا يكون بطبيعة الحال الاخير.

إن الهجوم الاخير كان مشابهاً الى حد كير بهجوم ينبع الذي وقع في مطلع شهر مايو الماضي، فكلا الحدثين كان موجهين ضد موظفي شركات نفط غربية، ودك مواقع متعددة، وفي كلا الحادثين فإن المهاجمين سحلوا أحد الضحايا خلف سيارة، وفي كليهما أيضاً إستعمل المهاجمون ملابس عسكرية للتمويه وبعض المشاركين هرب عقب تنفيذ العملية.

ثالثاً: إن الهجوم وقع في المنطقة الشرقية من السعودية، وهذا يعتبر انزياحاً خطيراً في الجغرافية العسكرية لنشاط المجموعات المتشددة، التي كانت الى ما قبل العملية الاخيرة تركّز عملياتها في الرياض والمنطقة الغربية. وقد يكون المسلّحون أرادوا إيصال رسالة تحذير شديدة اللهجة الى الحكومة وهكذا للاجانب في المملكة بأن ليس هناك مكان آمن من الهجوم في البلاد. وهذا سيضيف مخاوف جديدة للشركات الاجنبية، التي بدأت بالفعل التفكير في سحب موظفيها وعوائلهم الى خارج السعودية.

رابعاً: هناك جانب آخر جدير بالاهتمام في هجوم الخبر وهو حرص المسلّحين على عدم وقوع ضحايا من المسلمين، حيث كانوا يجهدون في ايصال رسالة واضحة للمسلمين بأن هجومهم ليس موجّهاً ضدهم وأنهم لا يبتغون الحاق الضرر بهم. وقد يكون هذا الحرص نابعاً من رد فعل ازاء عملية نوفمبر العام الماضي ضد مجمع الشقق السكنية في الرياض والذي أودى بحياة 12 عربياً من أصل 17 ضحية سقطت جراء الهجوم الانتحاري. فالتخطيط لعملية نوفمير كان يعود لعبد العزيز المقرن الذي تسلم منصب قائد القاعدة في السعودية منذ مارس 2004 بعد موت خالد علي الحاج. يبقى أن سقوط طفل مصري برصاص المجموعة بحسب زعم البيانات الرسمية إحدى الاقترافات التي جرى توظيفها بكثافة من قبل وسائل الاعلام الرسمية كإحدى أدوات الحرب ضد المجموعات المتشددة في السعودية وربما الحرب على الارهاب، بالرغم من أن هذه المجموعات أرادت تفويت فرصة استغلال الحكومة لأخطاء هذه الجماعات وخصوصاً المتعلق بدماء الناس والمصالح العامة في محاصرة نشاطها وتشويه سمعتها واخيراً القضاء عليها.

خامساَ: إن أبرز فارق بين هجومي الخبر وينبع هو أن القاعدة أو أحد فروعها المنشّقة قد أعلنت مسؤوليتها المباشرة عن العملية، بعد أن كانت العمليات تنسب فيما مضى الى المجاهدين المسلمين في الجزيرة العربية أو  الى كتائب الحرمين الشريفين. فالرسالة التي نشرتها عدة مواقع على شبكة الانترنت والتي يعلن فيها المقرن، رئيس كتائب القدس في الجزيرة العربية مسؤولية تنظيم القاعدة عن عملية الخبر محذِّراً من هجومات أخرى قادمة، تشير الى تبدّل في تكتيكات ما بعد الهجوم من قبل تنظيم القاعدة، وقد تلمح أيضاً الى خطة اكثر شراسة من العمليات العسكرية من قبل المقرن والجماعة المسلّحة المرتبطة بالقاعدة.

إن اعلان المسؤولية يبعث نوايا القاعدة والجماعات المنضوية تحت لوائها باستهداف المصالح الاميركية والشركات الاجنبية في المملكة. إن رسالة المقرن تذكر تحديداً بأن الهجوم كان ضد موقع شركات اميركية في الخبر وهو (بتروليم سنتر) التابع لشركة (هيل برتون)، والتي وصفها البيان بأنها شركة احتلالية وتتألف من عدة شركات متخصصة في حقول النفط. ولا شك ان هيل برتون هي هدف رمزي بالنسبة للقاعدة لأن هذه الشركة تمثل المصالح النفطية والحكومة الاميركية في السعودية، وأن هذه الشركة تحتفظ بروابط من نوع ما بنائب الرئيس الاميركي ديك تشيني.

 سادساً: أن بيان عبد العزيز المقرن، أحد قادة التنظيم وقبل عدة أيام من حادثة الخبر، نبّه محذّراً من وقوع حرب عصابات داخل المدن السعودية، بما يتطلب يقظة عالية من جانب قوات الامن التي كان يفترض أن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة تهديدات من نوع حرب العصابات والموجّهة ضد مصالح النفط.

لقد دعا القائد الجهادي في السعودية من أجل حرب عصابات في المملكة ونشر بيانه على عدة مواقع على شبكة الانترنت. وبالرغم من أن المقرن ليس القائد العسكري الرئيسي للجماعة الجهادية في المملكة، ولكنه بلا شك يضطلع بدور قيادي وخاصة في مجال الاتصالات.

فقد عرض المقرن قائمة من الخطوات التي يجب على الجهاديين المسلّحين اتباعها من أجل النجاح في الحرب ضد الحكومة. يذكر المقرن في دعوته بأن العمل داخل المدن يتطلب مجموعات صغيرة لا تتألف من أكثر من أربعة عناصر. وأن الناشطين يجب أن يكونوا مقيمين في هذه المدينة للحيلولة دون كشف سرهم من قبل الجواسيس والعيون المريبة. وقد لفت المقرن عناصره الى تعلّم الدروس من أسلافهم وتزويد المجاهدين بالمعلومات المتصلة تحديداً بأدوارهم الفردية، وليس بالجمهور الكبير.

قد يلمح بيان المقرن الى أن الاخير قد تولى بنجاح قيادة الجهاديين خلفاً للقائد السابق خالد علي الحاج، وقد نحى المقرن تحت قيادته للمجموعة مستوى متقدماً مفيداً من مهارات اتصالاتية وتقنية وعسكرية لديه. ومن المعروف أن المقرن يكتب مواد للنشر الخاص بمعسكر تدريب البتّار، وهذا ربما ساعد في إبراز المقرن بوصفه القائد العسكري الأكثر تأهيلاً لقيادة التيار الجهادي في السعودية، ولكن لا يعني ذلك بأن المقرن هو قائد التنظيم، ولكنه بالتأكيد من أبرز القادة العسكريين في التنظيم، فالأخير نادراً ما يكشف عن أسماء قادته. ولكن لأغراض عملية، فإن المقرن اضطلع بدور القائد الرئيسي للتيار العنفي في المملكة، وقد تكون هناك مجموعات اخرى لا تنضوي تحت قيادته أو منفصلة عنه، ولكن مجموعته كما يبدو تمثل الخط الرئيسي داخل التيار العام لشبكة تنظيم القاعدة داخل السعودية، ولكن طبيعة الروابط بين هذه المجموعات وبينها وبين القاعدة تبقى حتى الآن غير واضحة.

ثالثاً: ان المواجهات المسلحة يكاد يختفي فيها عنصر المباغتة، وكأن الجماعات الجهادية مطمئنة الى حد كبير بأنها تقتحم ساحة مكشوفة، وتعرف سلفاً حدود قوة الخصم ونوعية الاسلحة التي يملكها. إن التفاصيل الدقيقة التي حواها بيان القاعدة يكشف عن قدرة الجماعات الجهادية المتشددة على اختراق وسائل الرقابة والحواجز الامنية بسهولة، ولعل النتائج النهائية كشفت ايضاً عن هشاشة الجهاز الامني والرقابي.

رابعاً: أن حوادث العنف قلّصت الى حد كبير عنصر التفوق لدى الدولة، وأصبح هامش التكافوء العسكري ضئيلاً. إن حالة الكر والفر التي تسود المواجهات المسلحة بين التيار الجهادي والحكومة أدت الى تصدّع سيادة الدولة، فخارج المشهد الاعلامي بكل ايحاءات التفوق التي يعكسها لدى الناظر ليس هناك ما يبدو كفاءات غير اعتيادية يتمتع به الجهاز العسكري والامني الرسمي، وهذا ما يجعل الاسلوب الساخر لبيان المجموعة من ادعاءات الحكومة بحسم المعركة اقرب الى التصديق منه الى الفبركة الاعلامية التي لجأت اليها الحكومة تعويضاً عن الاخفاق الذريع في انهاء العملية بالانتصار الكاسح على المجموعة وافناء افرادها او اعتقالهم جميعاً، وهو ما لم يحصل.

 الدلالات الدينية للبيان

 حمل البيان الالحاقي للتقرير الاخباري عن تفاصيل عملية الخبر من الدلالات الهامة، فهو يذّكر ابتداءً بالبيانات العسكرية التي تصدرها قيادات الجيوش التي تروي فيها الانجازات العسكرية التي حققها الجنود في سوح القتال وما تكبّده الخصم من خسائر في الارواح والمعدَّات، إنها بمعنى آخر تشيع إنطباعاً بأن ثمة حرباً حقيقية تدور رحاها على جبهات مختلفة من الجزيرة العربية، المنطقة المستهدفة بالتحرير من الكفار والمشركين والصليبيين..

إن استعمال لفظ (غزوة) على عملية الخبر تعلي من البعد الايديولوجي للعملية، فهي تعكس غاية مقصودة.. فقد جاءت مشفوعة بزخم ديني كثيف ممثلاً في الاية الكريمة، والالفاظ والاماكن ذات الابعاد والمضامين الدينية المحددة الدلالة مثل المجاهدين، الشهادة، النصارى، الصليبيين، الكفار، الحكومة المرتدّة، السلولية، القدس قبلة المسلمين الاولى، كشمير.

تلفت عملية قتل الرهائن الاجانب واحتجاز آخرين الى أن أجندة الجماعات الجهادية في المملكة ذات أغراض متعددة، فهي في الوقت الذي تلبي هدف تطهير الجزيرة العربية من النصارى والصليبيين فإنها تحقق أيضاً أغراضاً ذات أهداف أممية إسلامية، والالتحام في مشروع التحرير والانقاذ الديني العام على مستوى العالم الاسلامي، ولذلك فإن إقحام قضايا اسلامية مثل كشمير وفلسطين بات جزءا من لعبة المشاعر الدينية التي يراد إشباعها بقضايا تمثل جزءا من الوعي الديني والسياسي العام.

من اللافت ايضا، أن البيان وصم النظام السعودي بالردة، وأطلق عليه وصف النظام السلولي نسبة الى عبد الله بن أبي السلول (رأس المنافقين) في عصر الرسالة الاول، بما ينزع عن الحكومة السعودية صفة الحكم الديني والشرعي، كما استبدل لقب (آل سعود) بـ (آل سلول) وفي ذلك تهكم واضح على المدعى الديني لدى العائلة المالكة في السعودية.

واخيراً، إن البيان يكشف للمرة الأولى على الاطلاق تقريباً عن هدف الجماعات المتشددة، وهذا الهدف ينشعب الى ثلاثة محاور أساسية: تطهير الجزيرة العربية من الاجانب (الصليبيين والكفار والمشركين)، ثانياً: اسقاط الحكم السعودي باعتباره حكماً طاغوتياً، وثالثاً: اقامة دولة تطبيق الشريعة.

 نص البيان

 أصدر ما يسمى صوت المجاهدين في الجزيرة العرب لجماعة تطلق على نفسها إسم (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب) بياناً الحاقياً بتاريخ 11 ربيع الثاني 1425هـ الموافق 30 مايو 2004م بشأن تفاصيل عملية ما يسمى (سرية القدس) التي جرت في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية. وفيما يلي نص البيان:

(التقرير الإخباري بشأن تفاصيل عملية سرية القدس)

قال الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ. وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ إلحاقاً لما تم إيضاحه في بيان غزوة سرية القدس المباركة..

نوضح الحقائق التالية:

بدأت الغزوة المباركة يوم أمس السبت في مدينة الخبر باقتحام أربعة من المجاهدين لمقر شركة (بتروليم سنتر) التابعة لشركة (هيل برتون) الأمريكية الاحتلالية والتي ذكرها الشيخ أسامة في خطابه ما قبل الأخير وأشار إلى دورها في خدمة مشروع الاحتلال الأمريكي لبلاد المسلمين، وفي هذا المقر قتل المجاهدون أربعة أشخاص اثنان منهم أمريكيان وآخر غربي ورجل أمن، وبعد ذلك قام المجاهدون بربط جثة أحد الأمريكيين وسحل جثته في شوارع المدينة.

ثم انتقل المجاهدون إلى موقع آخر وهو مقر شركة (ابيكروب) وأثناء توجههم إليها صادفوا كميناً من القوات السلولية الذين تم دحرهم بحمد الله وقتل منهم اثنان وجرح ثالث، وفي مقر الشركة قتل المجاهدون مديرها المالي وهو بريطاني الجنسية واثنين من الموظفين الفلبيين النصارى.

ثم انتقل المجاهدون إلى الموقع الثالث: مجمع معن الصائغ (مجمع الواحة) وهو مجمع يقطن فيه أفراد القوات الأمريكية المحتلة وكبار موظفي شركات الاحتلال الأمريكي واستطاع المجاهدون تصفية الحراسات الموجودة حول الموقع وقتل سائق (الهمر) وحامل الرشاش (عيار خمسين) ثم دخل المجاهدون المجمع ومشطوا المنطقة وقتلوا عدداً من الغربيين من بينهم أمريكي، وفي أحد الفنادق احتجزوا عدداً من الغربيين وقتلوهم من بينهم إيطالي وسويدي تم نحرهما، بعدما وجه الإيطالي رسالة إلى العالم عبر قناة الجزيرة الفضائية، كما قُتل عشرة هنود من عباد البقر قتلة إخواننا المسلمين في كشمير وهم من المهندسين العاملين في الشركات النفطية.

وفي هذه الأثناء حاولت القوات السلولية اقتحام المبنى الذي يوجد به المجاهدون وصد المجاهدون هجومهم مرتين وأصيب الضابط قائد عملية الاقتحام وعدد من جنوده باعتراف النظام السلولي المرتد. وبعد ذلك استطاع المجاهدون ـ بحمد الله  ـ الانسحاب من الموقع رغم الطوق الأمني المشدد، والانحياز إلى أماكن آمنة بعد أن استشهد ـ بإذن الله ـ أحد الأبطال وهو المجاهد (نمر بن سهاج البقمي) ـ رفع الله درجته في عليين ـ والذي فدى إخوانه بنفسه وعرض نفسه للشهادة تسهيلاً لمهمة إخوانه والتغطية عليهم، هذا وقد شارك في الهجوم أحد المطلوبين الستة والعشرين، وسجلت وقائع العملية صوتياً وسينشر شيء من هذا التسجيل في وقت لاحق إن شاء الله تعالى، واستمرت العملية المباركة لمدة يوم كامل منيت فيه قوات آل سلول بهزيمة نكراء ولله الحمد.

والجدير بالذكر أن المجاهدين كانوا حريصين جداً على دماء المسلمين حيث كانوا يميزون بينهم وبين الصليبيين الكفار وقد أخلوا سبيل هؤلاء المسلمين وأخرجوهم من منطقة القتال، خلافاً لما تقوم به قوات الحكومة المرتدة من الرمي العشوائي وفي كل اتجاه دون مراعاة أو تمييز.

وننبه إلى زيف ادعاءات الإعلام السلولي وأن قواتهم حررت رهائن من المجمع أو أنها قبضت على أحد من المجاهدين فكل ذلك كذب لا أساس له من الصحة، ولم يقدر هؤلاء الجبناء على دخول المجمع إلا بعد خروج المجاهدين منه، ولم يبق المجاهدون على أحد من الرهائن حياً بل تمت تصفية كل من وقع في أيديهم من الكفار والصليبيين.

وإننا نحمد الله كثيراً على هذه العملية النوعية المباركة، ونجدد عزمنا على دحر قوات الصليب والطاغوت، وتحرير أرض المسلمين، وإقامة شرع الله وتنفيذ أوامره، وتطهير جزيرة العرب من المشركين، وأما حكومة آل سلول فلتفرح بعملياتها الاستعراضية الفاشلة، وقواتها الهزيلة المندحرة التي فضحها الله على رؤوس العالمين وهزمها شر هزيمة رغم قلة عدد المجاهدين وعدتهم، حيث وقف الآلاف من جنود الطاغوت المدججين بأنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، تدعمهم الطائرات العمودية، والمدرعات والمصفحات، من كافة القطاعات (الجيش والحرس الوطني، وقوات الطوارئ، وقوات الأمن الخاصة، والشرطة، والمرور، والدفاع المدني وغيرها) وقف أولئك كلهم عاجزين أمام أربعة من المجاهدين فقط ولمدة يوم كامل ولكن كما قال تعالى ﴿إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم﴾.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

تنظيم القاعدة في جزيرة العرب