تصنيف جديد: مع وضدّ الحرب

 

السعودية تصنّف نفسها كدولة ضد الحرب على العراق، وتعلن أنها لم ولن تقدم أيّ مساندة للولايات المتحدة في هجومها المرتقب.

أمريكا تصنّف السعودية كدولة حليفة في محاربة الإرهاب وفي حربها ضد العراق، وسرّبت معلومات الى الصحافة بأنها أبرمت إتفاقاً مضى عليه عدّة أشهر (يحتمل أن يكون في سبتمبر الماضي 2002) يسمح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة الأمير سلطان والقواعد العسكرية الأخرى إضافة الى الأجواء السعودية في الهجوم على العراق.

أمّا العراق فلا نعلم كيف سيصنّف السعودية، فإذا ما بدأت الحرب سينكشف المستور عن الإتفاقات، وستكون السعودية بلا أدنى ريب من الدول المصنّفة بأنها في حرب مع العراق، شأنها شأن الكويت وربما تركيا.

الكويت اتخذت استعداداتها للحرب.

وتركيا فعلت ذلك رغم أنها أقوى قوة برية في حلف الناتو، وقد وافق الحلف على مدّها بالوسائل الدفاعية زيادة في الحرص والإطمئنان.

وحدهم الأمراء السعوديون الذين يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يقولون.

إذا كانت المملكة ستدخل الحرب ضدّ العراق، وهو أمرٌ حتميّ، وبغض النظر عن المبررات، ماذا يجب عليها أن تفعل في هذه الحالة دفاعاً عن شعبها، وهي التي تعلم على وجه اليقين الموقف الذي اتخذته والذي سيطبق على الأرض فعلاً؟

الأمير خالد بن سلطان، قال بأن البلاد لا تحتاج الى استعدادات للحرب.. لماذا وأنتم مشاركون فيها؟ قالت الحكومة أنها لن توزع الحكومة أقنعة غاز، ولم تقم حتى الآن بتنبيه السكان الى الوسائل العادية التي يحموا بها أنفسهم سواء عبر التلفزيون او الإذاعة او أية ارشادات مكتوبة. وكأن الحرب لا تعنيها ولا تهمها أو كأنها بلد محايد وليس ضالعاً فيها.

إذا دخلت المملكة الحرب، ما الذي  يمنع العراق من مهاجمة حقول نفطها وشعبها كما في حرب 1991؟

ولماذا يدفع المواطن ثمن هذا الإهمال والتلاعب بالأرواح، في حين ـ كما هو متوقع ـ ستنتقل الحكومة والأمراء الى جدّة بعيداً عن الصواريخ؟ ما لذي يعني المسؤولين إن لم تحركهم منفعة أو مضرّة قادمة من هذه الحرب اللعينة؟