رؤية سعودية لدروس الحرب في العراق

 

 

دروس الحرب من العراق أكثر من أن تحصر، ولكن من يستفيد؟ حتى الآن لا تبدو الأنظمة العربية وفي مقدمتها النظام السياسي في المملكة في وارد الإستفادة اعتماداً على هيبة موهومة وصلف مقيم. الكتاب السعوديون تناولوا معظم الدروس من الحرب وجهوها كرسائل للأنظمة وللقائمين على التوجيه الفكري والديني، والى وسائل الإعلام والفضائيات العربية، والى الإنسان العربي نفسه. بعضهم طالب الأنظمة بأن تستفيد حتى لا تسحقها الشعوب كما صدام، وأن لا تنام على فراش وثير كاذب مغطى بملاءة تقول أن الشعب يذوب حباً وولهاً في ولاة الأمر! لقد طالب الكتاب بإصلاح الوضع السياسي الداخلي ورأوا أن الشعوب هي التي تحمي الأنظمة، وأن أميركا لا تحمي أحداً حين تستنفذ مصالحها من أي نظام قائم خاصة في المملكة. من الكتابات تشعر وأن هناك حالة من الشماتة بالنظم العربية القائمة، وكأنها تتمنّى لها الزوال النهائي حتى ولو كان على يد الإستعمار. بل ان بعض الكتابات دعت الله أن يخلص الشعوب من تلك الأنظمة!

كتاب سعوديون آخرون أرجعوا أزمة الوطن العربي في ثقافته وأنه آن الأوان لمراجعة هذه الثقافة القومية المتطرفة أو الدينية القتالية التي تريد أن تقذف بالمواطنين السعوديين الى أتون معارك جهادية لم تتضح معالمها فتعود بالخسران على (المجاهدين) وعلى الوطن.

هناك من وجّه نقداً حاداً الى وسائل الإعلام العربية واتهمها بأنها خدعت الشارع العربي وحمّلها وزر الأوهام والطموحات العربية برؤية هزيمة صاعقة تلحق بالأميركيين. ذكرنا هؤلاء المنتقدون بإعلام النكسة في 1967، كما ذكّرونا بأن وسائل الوصول الى الحقيقة اليوم سهلة وأن الكذب يفضح سريعاً.

سعوديون آخرون كتبوا عن الخلاف السني الشيعي والخشية من تداعياته على المنطقة وبالخصوص على المملكة، وهناك اعتراف بمعاملة سيئة لهم، وأنهم مواطنون درجة ثانية وثالثة، وقالوا بأن الأوطان لا يحميها القمع والإستبداد والتمييز الطائفي، لأن الإستبداد يقتل روح المواطن قبل أن تقتله الدبابات والصواريخ المعادية.

وأخيراً هناك من قدّم رؤية سلفية طائفية للحدث العراقي، وطالب بأن يلتحم الشعب مع ولي الأمر وأن يدافع عنه، وأن يلتزم الشعب ببيعته!! السياسية!! وحاول أن يحرّض على المواطنين الشيعة أو يختلق أعداءً جدداً تبعد التيار السلفي عن مواجهة الحكومة والإستفادة الحقيقية من الدرس العراقي.

وفي المجمل رحبت الكتابات السعودية ـ وإن متأخرة كنظيراتها العربيات ـ بسقوط الصنم العراقي. ولفظة الصنم والتمثال كانتا أكثر الكلمات شيوعاً في الكتابات والتحليلات السعودية. كما طالب الكتاب السعوديون بالإصلاحات الفورية وتفعيل مبادرة الأمير عبد الله منعاً لتحوّل المملكة الى هدف أميركي قادم.

 

 

 

مصالحة الشعوب تحمي الأنظمة من السقوط

 

في مشهد دراماتيكي سلمت بغداد نفسها وتسلق الفرحون تمثال الطاغية لإسقاطه. أعتقد ان هذا المشهد هو درس تطبيقي وحقيقي للطغاة، فالحب الذي كان يبديه العراقيون لصدام لم يكن حباً نابعاً من القلب بل من طرف اللسان. خلاصة هذه الحرب أن على الحكام ان يؤسسوا وجودهم داخل شعوبهم بالحب المتبادل ومنح الشعب الثقة في تسيير حياته وفتح أبواب الحوار لاختيار الحلول الصحيحة للتنمية وادارة شؤون الحياة وفق قوانين تكفل لهم حياة كريمة وأن يحدث التلاحم بين الشعوب وقادتها من خلال الشفافية وكشف الأوراق بحيث يتحدث الزعماء عما يكتنف الدولة من مشاكل داخلية وخارجية ووضع تلك المشاكل على الطاولة للمناقشة واشراك الشعوب في اختيار مصيرهم لكي يكونوا مشاركين في صنع القرار ليتحملوا نتائجه. وأتصور ان الشعوب هي الوحيدة القادرة على صد أي اعتداء على بلادهم متى كان الشعار المرفوع هو اسم الوطن وليس الشخص. ومن القواعد الأساسية التي يتكئ عليها كثير من الحكام مفهوم ان الدول الكبرى هي التي تحمي الأنظمة من السقوط إلا أن سقوط بغداد قدم لنا درساً مضاداً مفاده ان الشعب هو الذي يحمي النظام وليست أي قوة خارجية.

عبده خال  

عكاظ 11/4/2003

 

***

ضعف الجبهة الداخلية ونهاية القبضة الحديدية

 

إن أمامنا احتمالين لمستقبل العراق في ظل الاحتلال الأمريكي، فإذا تحقق الاحتمال الإيجابي للشعب العراقي، خسرت بقية الأنظمة العربية شعوبها التي ستدعو المحتل الأمريكي ليكرر التجربة معها، وإذا تحقق الاحتمال السلبي، خسرت بقية البلدان العربية، أنظمة وشعوباً، ولذلك ليس أمام الأنظمة العربية الآن سوى طريق واحد هو طريق الإصلاح فهو الضمان الوحيد لبقائها وتكاتف شعوبها معها، وقطع الطريق أمام المتربصين بها.

لا بد أن نقر، ولا بد أن نعترف أن الجبهة الداخلية ضعيفة، وأن أي اعتقاد غير هذا إنما هو محض وهم، ولا بد أن نقر، ولا بد أن نعترف أن سياسة القبضة الحديدية على الشعوب العربية التي كانت صالحة بعد استقلال بعض الدول العربية أو في بداية تأسيسها، لم تعد صالحة ولم تعد ممكنة الآن في ظل ثورة المعلومات والاتصالات وتطور الوعي، وفي ظل تلويحات الديمقراطية والحياة الحرة التي يتطلع إليها المواطنون العرب، والتي يرون بريقها في أيدي غيرهم.. تلك الأيدي التي ستمتد إليهم بطريقة أو بأخرى.

قينان الغامدي

الوطن 15/4/2003

***

تأثير الوضع العراقي على المملكة حتمي

 

من يقول إن الحرب على العراق لم تؤثر على المملكة، يبسط الأمور إلى درجة السذاجة. فالتأثير حصل وسيحصل وإن بدرجات متباينة ونسبية. ففي المجال السياسي أصبحت الحالة العراقية تمثل تهديداً لجيرانها، إن بأوضاعها الأمنية السائبة أو بحالتها السياسية الغامضة. وفي المجال الاقتصادي من الواضح أن التأثيرات المباشرة بدأت بانخفاض سوق الأسهم السعودية وستمتد فيما يعد إلى ما هو أبعد من ذلك في السلع الاستراتيجية مثل النفط. وهناك تأثيرات صحية ليس أقلها حالات القلق والارتكاس النفسي المنتشرة في المجتمع السعودي. إن أحداثاً جساماً بقوة الزلزال العراقي لها تأثيرات خطيرة على المنطقة برمتها، ومن واجب المملكة أن تستجمع كل قواها الفكرية والمادية لوضع الخطط الاستراتيجية اللازمة لما هو أبعد من التأثيرات الآنية.

سليمان العقيلي

الوطن 17/4/2003

***

تحليل طائفي تاريخي للحدث العراقي

 

 

تتكرر (الأسماءُ) و(الوجوهُ) و(الأمكنةُ).. لتثبت أن (التاريخَ) مسرحيةٌ من ألف فصل وفصل.. لا يتغيّر فيها إلا (الممثلون)! قبل ثمانية قرون كان لدينا المستعصم ونصر الدين الطّوسي وابن العلقمي وهولاكو والمغول والتتار و(بغداد) وأكثر من مليون قتيل! (351هـ) (656هـ) (1424هـ).. الشخوص ذاتها.. والمسرح نفسه.. والحكاية (وجوهٌ) تصفع، و(أقفية) تركل.. و(طهرٌ) يُسحل.. و(أمة تقتل).. فلا تستطيع حتى البكاء!

إبراهيم عبدالرحمن التركي

الجزيرة 12/4/2003

 

***

عظة سلفية!

 

مع كل ما مر علينا في العصر الحديث من أزمات ومؤامرات فقد حمانا الله تعالى بالوحدة المتينة والتمسك بأهداب البيعة.. واليقظة لما تجلبه الأفكار المنحرفة والمبادئ الهدامة على الأمة في حال الانقياد لا سمح الله وراء كل ناعق. التناصح مرغوب والمطالبة بالإصلاح والتقويم ومواكبة التطور للأفضل مشروعة في كل وقت وحين.. ولكنه أوجه وأصوب بعد انحسار الفتنة وزوال الغمة وانفراج الأزمة. أما الانتهازية والمزايدة والاصطياد في الماء العكر فلا مجال لها لا في الحاضر أو المستقبل والواجب على كل مواطن مخلص لدينه وأمته ومستقبل أبنائه أن يقف لأصحابها بالمرصاد وأن يتمسك بوحدة الصف.. ويعض عليها بالنواجذ.. وإلا أصبحنا لا قدر الله صيداً سهلاً لكل المتربصين بنا ومنجزاتنا ومكتسباتنا.

محمد بن عبدالله الحميد

الوطن 12/4/2003

***

تمثالا النظام والإعلام!

 

في 9 نيسان سقط تمثالان.. الأول أرضي والآخر فضائي.. تمثال الحكم البوليسي الدموي هوى وأطفأ معه توهج تمثال الإعلام المستبد في الفضاء. إذا كان الأول أسقطته قوة عسكرية فإن الثاني سقط بقوة عقلية ومنطقية لا يمكن تعتيمها وتجاهلها أو قولبتها بشكل مضاد. لأن الإنسان كان في آخر اهتماماتهما كان لا بد أن يغرما ببعض وعندما هربا هربا سوياً. هناك قنوات ليست إلا منابر لنشر الأكاذيب وترسيخ التطرف واشعال الفتن وانه عندما يخرج مذيع ليقول ان الشعب العراقي عاجز عن الحل والربط بدون مساعدة أمريكية فإنه يجب أن يفهم أن هذا شخص متطرف يتمنى أن ينحر جميع العراقيين من أجل سيجار زعيمه الهارب.

ممدوح المهيني

الرياض 18/4/2003

***

 

احذروا الفتنة القادمة من دول عربية

 

لقد قدم الكبيسي مئات الحلقات التلفزيونية من الوعظ لكنها لن تخلد ذكره مثلما ستخلده خطبته وهو يقول: 'نحن في العراق كلنا سنة وشيعة طائفة واحدة، كلنا نقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ونصلي إلى قبلة واحدة.. كلنا أبناء وطن واحد'. إن شعب العراق وهو يتوق إلى الوحدة الوطنية الحقيقية يؤكد إنه شعب يعي مصلحته جيدا، وإن الحرية التي نالها هو جدير بها  [وأنه] يقدم أنموذجا حيا للشعوب العربية كلها. على شعب العراق أن يحذر كل الحذر من تدخل بعض الأنظمة العربية القائمة، إنها إن تدخلت فستعيدكم إلى المربع الأول، مربع التوازنات المتفجرة والمصالح الضيقة، والنفوذ المؤقت، والتعاون المهزوز، ستعيدكم إلى التشرذم والطائفية باسم النصح وباسم المصلحة.

قينان الغامدي

الوطن 20/4/2003

***

ليفعّل الأمير مبادرته في وطنه

 

في اعتقادي ان الدول العربية ينبغي ان تقوم بدور محوري خلال المرحلة الحالية، اي مرحلة ما بعد صدام، تفاديا لمرحلة اخطر، وهي مرحلة ما بعد العراق.. وتحتاج الدول العربية ان تنتقل الى مستوى مختلف من التفكير والفعل والاستراتيجيات. قد يكون من المناسب ان يعود الأمير عبدالله ليعلن عن مبادرته لمجموعة اسباب، منها: ضرورة ان يتأسس في المنطقة العربية حدث موازي في التغيير لما احدثته الولايات المتحدة في المنطقة، ويكون هو بمثابة اجندة عربية ينشغل بها الرأي العام العربي والدولي.. وليس المقصود هو الانشغال بذاته، ولكن المهم هو ان يحل التفكير بهذه المبادرة المعنية بالاصلاح العربي مكان اجندة تحاول الولايات المتحدة ان تشغل بها العالم العربي. مبادرة الأمير عبدالله ينبغي ان تطلق بعد اجراء تعديلات جديدة لتستوعب المستجدات الجديدة في المنطقة.. ولتمثل انطلاقة جديدة نحو تأسيس عمليات اصلاح حقيقية داخلية للدول العربية، وبينية بين الدول العربية.

د. علي بن شويل القرني

الجزيرة 12/4/2003

***

الزعيم الأوحد

 

 

بعض الزعماء والمسؤولين يعتقدون أنه كلما زادت مظاهر التقديس للزعيم والمسؤول في أوساط الجماهير ووسائل الإعلام، أعطى هذا انطباعاً إيجابياً بمكانة الزعامة في نفوس الناس، بينما الصحيح هو العكس تماماً، إذ إنه كلما زادت مظاهر التقديس، أعطى هذا انطباعاً بانتزاع ذلك التقديس انتزاعاً من أفواه الناس وأقلامهم، عن طريق الترغيب والترهيب، وهذا يعطي انطباعاً آخر بحجم التسلط والجبروت، ويعطي انطباعاً ثالثاً بحجم الكره. ذلك الكره الذي يمكن أن يخرج على حقيقته ويتفجر حين يجد الفرصة الملائمة كما خرج وتفجر ذلك الكره الذي رأيناه على وجوه العراقيين في يوم السقوط.

عبدالله ناصر الفوزان

الوطن 16/4/2003

***

لا دم ولا روح

 

رأينا رعاعاً في شوارع بغداد يهتفون بدافع من الخوف أمام الكاميرات عبارة: بالدم والروح نفديك يا صدام! ثم رأيتم كيف تعامل المتظاهرون أنفسهم مع صوره وأصنامه بعد أن أصبح بإمكانهم التعبير عن حقيقة مشاعرهم نحو صدام ونظامه الهالك! وهذه العبارة وما يُماثلها مرفوعة الراية في العديد من الدول المحكومة بأنظمة إرهابية فاشية مترهلة، ولم يزل حكام وقادة تلك الدول بمختلف أنظمتها يصدقون عبارات وهتافات الترحيب والفداء وقصائد المديح وبعضهم يعلم أنه يسمع الزيف والكذب عينهما، ولكن غروره وكبرياءه يجعلانه يُسر بما يسمع لأنه معجب بهيبته التي صنعها بسطوته وبطشه، حتى أصبح الناس يمدحونه وهم يلعنونه في قلوبهم، وبعض أولئك الزعماء يصدق أنه الزعيم الغالي الذي لا يوجد مثله في البلاد! وإذا كان العاقل هو من يتعظ بغيره، فإن العبر تترى أمام الطغاة فهل من مدكر؟!

محمد أحمد الحساني  

عكاظ 15/4/2003

***

 

لنصلح أوضاعنا بدل مهاجمة المنتقدين

 

الدوائر السعودية انشغلت خلال فترة مضت و مازالت بمسألة مواجهة الحملات الإعلامية العدائية ضد المملكة، والتي تشنها دوائر متعصبة ومتطرفة في المفهومين الديني والسياسي. لا يضيرنا في شيء لو أننا أمعنا النظر بأريحية وتلقائية في ما يوجه لنا من آراء نقدية في أنظمتنا الداخلية وإجراءاتها التنفيذية، واتجهنا إلى تصويب وإصلاح ما يمكن أن يكون نقصاً أو ثغرة أو سوء تنفيذ،مع حرص على تعزيز دور المؤسسات الاجتماعية الأهلية، وإيلاء ثقة أكبر في الانتلجنسيا الوطنية لإدارة ما يسمى مؤسسات المجتمع المدني، بما يساهم في إعطاء صورة أكثر نصاعة وشفافية عن الدولة والمجتمع. لأننا لسنا مجتمعاً مثالياً أو بلا أخطاء، ولدينا ما يمكن إصلاحه أو تطويره لصالح بناء المجتمع أولا، ثم سد الذرائع في وجه المنتقدين.

سليمان العقيلي

الوطن 21/4/2003

***

الدولة الوطنية التسلطية تقضي على الإبداع

 

قبل قيام الدولة الوطنية المستقلة! برز طه حسين والعقاد والرافعي والزيات ومنصور فهمي في مصر، وبرز الزهاوي والرصافي والجواهري والشبيبي شعراء متفوقين، وعلي الوردي مفكراً اجتماعياً حراً، والشيخ عبدالكريم الجزائري وعبدالمحسن السعدون والسيد محمد الصدر ومحمد مهدي كبة وكامل الجادرجي زعماء وطنيين في العراق.. أما في سوريا فإنها فقدت طعم الحرية السياسية، بمجرد وصول حسني الزعيم على دبابة أول انقلاب، دشن عهد الحكومات العسكرية، فدمرت النسيج الاجتماعي وصادرت حرية الفكر في العالم العربي، ليتذكر الوطنيون العرب المقاومون لاستعمار العهد الليبرالي، بمقارنات لن تصب في مصلحة العهود(الثورية) التي ناضلوا من أجلها!

محمد رضا نصر الله

الرياض 20/4/2003

***

المستبدّ الوطني أسوأ من المستعمر

 

 

بمجرد أن سقط النظام بوصول القوات الأنجلو أمريكية لأسوار بغداد، فإذا هي أول من يصفق للغزاة، ويتعاون أهلها معهم في اسقاط تمثال الطاغية، في صورة رمزية عميقة الدلالة، تدلُ على أن (العرب) لأول مرة في تاريخهم اختاروا طائعين أن يتحالفوا مع (الأجنبي) لإنقاذهم من نير وظلم واستبداد الحاكم الوطني، بعدما جربوا في الماضي ظلم الاستعمار ثم جربوا في الحاضر ظلم الأنظمة الوطنية، فاكتشفوا ان نير الاجنبي لا يقارن ألبتة مع نير وظلم الديكتاتوريات المحلية. (تهليل) أهل بغداد للقادم اليهم من الجنوب، كان تماماً مثل تصفيق أهل كابل للقادم اليهم من الشمال اظهر الوضع على حقيقته، وأكد ان الإنسان دائماً وأبداً يبحثُ عن مصالحه، ويرفض الأغلال ويتوق الى التحرر ويكره العبودية، حتى وإن اضطره ذلك لأن يتحالف مع الغزاة.

محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

الجزيرة 12/4/2003

***

الأنظمة أساس التمييز الطائفي

 

الاختلاف المذهبي بين السنة والشيعة اختلاف تاريخي قديم وعريق ولا يمكن إزالته أبدا.. وهذا لا ضرر منه طالما ظل في حدوده المذهبية. الخطر يكمن في التصعيد السياسي لهذا الاختلاف حتى يصبح خلافاً بين فئتين تسعى إحداهما لنفي وإقصاء وتدمير الأخرى.

سبب هذه الثغرات هي الدول الحاكمة التي كانت تقدم فئة على أخرى ولا تنظر إلى رعاياها من المسلمين نظرة واحدة في تعاملها معهم، وهذا التفضيل لفئة والتوجس من أخرى أفضى إلى تلك الثغرات التي ولج منها الأعداء وعمقوها حتى وصلوا إلى ما يريدون. إن واقع 'الشيعة' اليوم في معظم الأوطان العربية يقول إنهم يعيشون مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة، وهذا فوق كونه يتناقض مع فكرة إقامة الدول، ومع أسس بناء الأوطان، فإنه يهيئ الأرضيات المناسبة لوجود مثل تلك الثغرات التي ولج منها أعداء الأمة وحطموها على مر التاريخ.

نظام صدام حسين زرع وكرس هذه الكراهية عندما حولها من مذهبية ضيقة إلى اضطهاد شامل في حياة 'الشيعة' حتى أصبح الوطن بالنسبة لهم حرماناً وسجناً. لعل في هذا ما يعظ بقية الأنظمة العربية ويجعلها تلتفت إلى الثغرات الموجودة في بناء دولها وأوطانها من خلال إصلاحات سريعة تضع جميع مواطنيها على درجة واحدة من الحقوق والواجبات قبل أن تنفتح ثغرات لا قبل لها بها.

قينان الغامدي

الوطن 21/4/2003

***

 

أصنام تنتظر

 

مصير الطغاة مصير واحد على مر التاريخ، تتغير الصور وتتغير المشاهد، ويتغير الزمان والمكان ولكن سنة الخالق في عباده واحدة لا تتغير ولا تتبدل. إن في سقوط كل صنم من الأصنام البشرية تحريراً لعباد الله، وحري بالمؤمنين أن يفرحوا بذلك، ولكن المأساة الحقيقية هي أن يتخاذل من كانوا الأولى بإسقاط هذه الأصنام ليسقط صنم بيد صنم فيستبدل الأول بالآخر، ليرى الشعب العراقي المسلم كيف تخاذل إخوانهم المسلمون في إعانتهم على التخلص من هذا الطاغية أكثر من ربع قرن من الزمن ليسقط اليوم على يد غيرهم.

د. وليد أحمد فتيحي

عكاظ 15/4/2003

***

 

دعوة الموت المجانية

 

في حرب الأفغان ملأ الفضاء العربي خطابا تثويريا، يدعو للجهاد ويضعه في منزلة فرض العين، وتأنيب كل متقاعس عنه، وبطبيعة الحال استغل هذا الخطاب من قبل بعض المهووسين بالسلطة والزعامة، وبعض المهووسين بالموت والتدمير الذين وجدوا في احتراف القتل مهنة لهم. ذيول هذا الخطاب، وبعض المستفيدين من بقائه لا زالت تحافظ على ثورته، تذكيها وتزيد من نيرانها متمردة على كل عودة عنه، منفلتة من كل عقال يطوق هياجه، تذكي دعوة الموت والعنف، ضد دعوة الحياة والتعمير، مستمرة في برامج الكراهية والقتل، رافضين هزائمهم، ومراجعة أفكار الجهاد الضيقة التي جعلت المرء يذهب وهدفه الموت لا النصر. إن جهادنا الأكبر هو الحفاظ على أحجار هذا الوطن ولحمته الوطنية، ونمائه، وتجاوز النعرات الإقليمية والقبلية، والحفاظ على أمنه الداخلي والفكري الذي أصبح اليوم مهددا، بسبب دعوات الموت المجانية هذه. 

بدرية البشر

الرياض 17/4/2003

***

هل فهموا جملة 'اعتبروا من العراق'؟

 

سوريا تستطيع سريعاً قطع الطريق على الاعتداء عليها تماماً، عليها ألا تضيع دقيقة واحدة في غير إصلاح أوضاعها الداخلية، عليها أن تنسى العنتريات والأكاذيب العربية، فلن ينفع سوريا إلا شعبها المتلاحم المتكاتف المحب ـ حقيقة لا ادعاءً ولا كذباً ولا قهراً ـ لقيادته، وهذا يجب أن ينشأ من حرية التعبير الحقيقية، ومن إصلاح الفساد المالي والإداري، ومن مؤسسات المجتمع المدني، ومن إحساس المواطن السوري بالحرية والعدل والأمن، هذه هي الوصفة الوحيدة لقطع الطريق أمام العدوان الأمريكي المحتمل! هذا الكلام يعني كل الأنظمة العربية، وإنه لمن المؤلم حقاً أنه حتى الآن لم يتحدث زعيم عربي واحد إلى شعبه عما حدث وعن المستقبل، فقد لزموا الصمت أمام شعوبهم، وكأن سقوط بغداد وسقوط نظام صدام لا يعنيهم، وكأن جملة 'اعتبروا من العراق' التي ترددها أمريكا يومياً موجهة لغيرهم، وكأن الذرائع التي رفعتها أمريكا لتبرير عدوانها على العراق لا تصلح لأن تكون هي ذاتها ذرائع للانقضاض عليهم وعلى شعوبهم، وكأن مشاهد العراقيين وهم يحطمون صور وتماثيل صدام ويبصقون عليها ويدوسونها بالأحذية لا يمكن أن تتكرر في بلدان وعواصم عربية أخرى. المطلوب الآن الالتفات إلى شعوبهم وإلى الأوضاع الداخلية في أوطانهم والمبادرة إلى الإصلاح الحقيقي والجذري والسريع، المطلوب فوراً أن يتحدثوا إلى شعوبهم بما يريدون ويسمعوا من الشعوب ماذا تريد، المطلوب أن يوضحوا أنهم فهموا معنى جملة 'اعتبروا من العراق'!

 

قينان الغامدي

الوطن 12/4/2003

***

أبواق الحماسة الكاذبة

 

أمة مغرقة حتى أذنيها في دفاتر التاريخ ومع ذلك لم تستفد من كل أوراق التاريخ حتى صفحة واحدة. كان العالم العربي ينتظر بشائر النصر الكاذب ليأتي الخبر الصادق من البوابة الخلفية: لقد سقطت بغداد ولم يبق للإعلام من مهمة غير تصوير أبناء العراق المسكين يحتفلون بالنصر ويركلون دمى الرئيس المهيب الركن في شوارع بغداد. لم يكن في بغداد من شيء طوال النهار غير الركل ويالها من مفارقة: يحرقون ويتبولون ويركلون فوق 'جثث' القائد الذي أعطوه كل أصواتهم 100%، يمارسون فوقه فانتازيا البصق في ذات الميدان الذي كانوا يهتفون فيه: بالروح والدم. من هو الذي كذب علينا ووضعنا على أعتاب نصر واهم، ومن هم الذين يتحكمون في مصيرنا ويقودوننا من ذل إلى خزي، من هزيمة إلى هزيمة؟ إنها أبواق الحماسة الكاذبة تلك التي زرعت في جيل كامل خرافة المقدرة على الانتصار وشحنتهم بصواريخ الكلام.

علي سعد الموسى

الوطن 11/4/2003

***

 

ماذا نفعل بالتيار الكرازاوي؟

 

لم يعد التيار «الكرازاوي» فكراً سرياً يتوارى خلف شعار الليبرالية أو دعوات العولمة، فقد أصبح حقيقة ظاهرة في الفضاء السياسي، وصار له أنصار في المجتمع العربي، ومحافل ومنابر ورموز قادرين على الظهور أمام الجماهير وطرح رؤيتهم الكارازاوية في كيفية التحرير الوطني من طبائع الاستبداد. البعض يجد في فلسفة التاريخ وقدرها المطلق مخرج له لتبرير العدوان، ويلمح في ثنايا خطابه على انعدام الأمل في التغيير او التطور من الداخل، وان الثقافة العربية لم تورث إلا الاستبداد والعنف والاقصاء، ولا تكترث بمعايير التطور، لذا فهو يبشر الشعب العربي بأن الحرب وتغيير الانظمة القمعية بالقوة، ستعود بالنفع عليه. السؤال هو: هل نعادي التيار المتنامي بيننا ببطء ونمنعه قسراً من تحقيق أهدافه ونشر أفكاره، أم نحاول فهم أسباب بروزه والعمل على معالجة العوامل التي تزيد من قوة تصاعد نفوذه في الشارع العربي؟!

عبدالعزيز السماري

الجزيرة 12/4/2003

***

أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة

 

كان حكام الطوائف يبدون قدراً متناهياً من الشجاعة والإقدام على بعضهم بعضاً ويتحولون إلى أسود كاسرة وتنشب بينهم معارك شرسة يكون ضحاياها من الطرفين المسلمين بالآلاف. أما إذا كان الطرف الآخر من غير المسلمين فإن أولئك الحكام يتحولون إلى (نعاج) ذليلة تطلب الأمن والأمان من أعدائها فلا تلقى إلا الذبح والسلخ والهوان. العرب يزعمون أن لا قبل لهم بإسرائيل وجنودها، لكن العرب أنفسهم سرعان ما يتحولون إلى أسود كاسرة في حالة وجود خلاف حدودي ولو بسيط بين بعضهم. فكل فريق أسد على أخيه و(نعامة) على إسرائيل وبقية الأعداء.

محمد أحمد الحساني  

عكاظ 12/4/2003

***

 

ضلّ من كانت العميان تهديه!

 

هل حالات جلد الذات العربية الراهنة وفضحها في كل الوسائل الإعلامية ووسائط الاتصال والتواصل عبر الإنترنت وحتى رسائل الجوال حالة مؤقت؟ وهل تكفي تلك الصدمات للإقناع بالمزيد من الحريات في التعبير والمشاركة والتعددية، نحو اعتبار أخلاقي وقانوني وإنساني للعربي.. للبشر الأحياء على الأرض العربية واحترام العقول والفكر والذوق، أو حتى الخوف من المرحلة وتهديداتها؟! هل التعبير يتم الآن بإذن أو رضى رسمي وشعبي مؤقت لم يفق بعد من الصدمات المتتالية التي تساهم فيها بغباء وجهل أحزاب متطرفة وأخرى عبثية وثالثة بلا هوية؟! هل الطرح الإعلامي والمعلوماتي يسير باتجاه الوعي والصدق والوضوح أو بعض الحقيقية، أم هو تنفيس مؤقت لحالة غير عادية في وقت غير عادي وفي مرحلة تهز الجميع وتخالف أو تتفق مع كل التوقعات واللغات والأصداء.. أصداء المعركة والتحدي وسخونة القادم وتهديده؟!

ناصر الصرامي

الرياض 19/4/2003

***

 

 

ديمقراطية الوجبات السريعة

 

الديموقراطية مخلوق جميل يستحق العشق اذا خلا من الأغراض وسوء الاستخدام، واعلانها حقاً يراد به باطل، واذا كان يعني الحرية والعدالة والمشاركة واستنهاض طاقات الأمة، وابداعاتها. لكن العشاق الكُسالى، يحتقرون الأسباب، ويتبرمون، بالمسافات، ويكرهون العَرق، والجهد، والزمن، في تحقيق المقاصد، العظيمة، النبيلة. يحلُم، بعض (الديموقراطيين) العرب بان يكون هناك (مقاول) يوصل الديموقراطية إلى منازلهم، تصب من «صنابير» مطابخهم، و(شطافات) مراحيضهم، وأن يتكفل (المقاول) الأسطوري بارضاعهم حليبها، وتنويمهم في مهدِها، وهزهزتهم فيه، حتى يغفوا، وتغيير (حفاظاتهم) حتى يتدربوا على قضاء حاجاتهم.

هذا النوع من (ديموقراطيات) الوجبات السريعة.. لم تصمد أمام حفنة من الدبابات في ميدان (عابدين) وحول مبنى الاذاعة. والديموقراطية، التي اصطنعها البريطانيون في العراق، لم تدافع عن نفسها في مواجهة مع ضابط مخبول اسمه عبدالكريم قاسم. كانت ديموقراطية، مصطنعة، قاعدتُها نخبيون حالمون مستفيدون، وفي احسن الأحوال، عاشقون، ساذجون، في عجلةٍ من أمْرِهم، خطبوا الحسناء، واستغلَوا، مهرَها، ولم يؤدَّوا استحقاقاتها، أو نهضوا بأعبائها، أو يخوضوا معاناتها، أو يثبتوا قواعدها.

أنور عبدالمجيد الجبرتي

الجزيرة 15/4/2003

***

الديموقراطية طريق الإنتصار على الغرب

 

العرب لن يستطيعوا الانتصار في رحلة الصراع مع الغرب باستخدام ميكروفونات مصنوعة فيه، ولن يتمكنوا من الخروج من مأزقهم الحضاري دون الإيمان بضرورة التواصل معه، كما لا بد من مصافحة القوة، فهي التي تحكم، وهي واقع لا يمكن الهروب من قبضته، ولن يأتي النصر بالصراخ، وتحريض رجل الشارع المهمش في مهمة إدارة الأزمة، ولا مفر من نهج الكفاح من أجل بناء الإنسان من خلال وسائل العلم والتقنية، والعمل على استقلاله وتنمية وعيه بحقوقه، ومنحه القدرة القانونية على استيفائها من الغير، وبذل الجهد في بناء القوة الذاتية المتسلحة بحرية التعبير وحقوق الإنسان واحترام إرادته.

الأمريكيون يعلمون جيداً أن خيار الديموقراطية صعب للغاية على دول المنطقة، وأن تطبيقها كقناة لتمرير اختيارات الشعوب سيوفر الغطاء الشرعي لاستقلال القرار السياسي من تأثيراتهم وهو ما لا تحبذه واشنطن، ولكن السؤال هو ما الذي تريده شعوب المنطقة، وهل المواطن لا يزال يشعر بالريبة وعدم الطمأنينة من تفسيرات الديمقراطية المتعددة، ويخاف من نتائجها، أو أنه لا يزال ينتظر نظراً لتدينه، اجتهاداً من علماء الشريعة، يجيز له التعامل معها أو مقاطعتها والعمل ضد دمجها مع النظام السياسي المتبع حالياً.

عبدالعزيز السماري

الجزيرة 19/4/2003

***

الظلم لا يصنع شعباً ينتصر

ستكون 'الولادة العراقية' صعبة والمخاض رأيناه، فصورة الفرح بالحرية شابتها الفوضى وغياب النظام الذي به تستقيم الدول، بعدما انهار نظام القمع، ولكن كل ذلك سيتوقف فهذا يحصل دوما عند انهيار الطغاة، حصل في بنما عندما سقط نرويجا وحصل في كابل عندما انهار نظام نجيب الله. ان بيننا من كان يبحث عن 'نصر عراقي' لم يكن ليكون، ليس استهانة بقدرة العراقي الشجاع ولكن إدراكاً بأن الظلم والقمع لا يصنعان شعبا ينتصر، ويقينا إن الله عز وجل لا ينصر ظالما.

جمال أحمد خاشقجي

الوطن 10/4/2003

***

 

متعة وعبرة نهاية الطغاة

لم أشأ أن يفسد علي أحد متعة مشاهدة سقوط هذه الأصنام والتماثيل والنصب في المدن العراقية، وبقيت ثلاثة أيام، منقطعاً الى هذه الحفلة الكبيرة المدهشة، لا أهتم بشيء من كل ما يجري حولي، أو ما هو كائن على أرض السواد، بغير هذه المسرحية التي تجري على الساحة العراقية، وأبطالها هم أبناء الشعب العراقي أنفسهم، ففي متابعة مثل هذه المشاهد، فوائد جمة، تبرز مآل الظلمة، وتري نهاية الطغاة، وتعكس النتيجة الحتمية لصبر الصابرين من المقهورين والمظلومين.

حمّاد بن حامد السالمي

الجزيرة 20/4/2003

***

'النظام الدَّاخِلي للتَّطوّع في العراق'

 

في ذات الوقت الذي خرج فيه هؤلاء الرّجال من مصر والسودان وغيرهما متطوعين إلى العراق، كان المقيمون والعُمّال السودانيون والمصريون الذين يعيشون في العراق ذاتها يتأهبون للخروج منها. بقيت فكرة التطوع في هذه الحرب فاتنة جدا في نظر الجماهير. ثمة مرجعيات خطابية وحماسية أنزلتها منزلة 'الواجب المقدس'. الإشكالية قابعة هنا، في أصحاب راية 'الواجب المقدس'. فيمن يطالبون الناس، كل الناس، أن يصيروا 'بايرون'. فيمن يكتبون في منتديات الإنترنت يُبَكِّتون المجموع لأنهم أصحاب 'بيوت وعيال'، ولأنهم يتقاعسون عن فضيلة الفهم الشاعري للعالم. الإشكالية فيمن يفكرون بتصريف منطقي للواجبات يشبهُ تحويل فرض الكفاية إلى فرض عين. بإيمان ٍ مُلِح على أن الحقائق بشأن هذه الحرب قطعية ونهائية. هؤلاءِ، أساتذة كسر السلام النفسي، هم ملقنو دروس احتقار الذات، ممارسو فنون الجلد الذاتي الدامي، وهم أكثر من تُفتح له صدور الصُّحُف والمنابر، وهم من نادى 'حيّ على الجهاد' ثم ذهبوا إلى بيوتهم، وهم من بكى وشَتم وخوّن واتهم في الأيام الماضية، وهم أنفسهم غير حقيقيين بما يكفي لأي شيء، حتى للكذب.

إيمان القويفلي

الوطن 17/4/2003

***

فوائد الهزيمة

 

هل نغضب من المحللين القلَّة الذين يصارحوننا بالحقائق القاسية، بأخطائنا الفادحة، بتفوق الآخرين ليس تقنياً فقط بل كحضارة عامة.. لماذا عندما تواجهنا افكار نقدية نادرة تقوم قيامة المثقفين في مواجهة ما نسميه تشويه صورتنا؟ العرب الشجعان لا يُهزمون من أوغاد، وليست الخسارة إلا مفاجأة أو صدفة، ومن ثم فإن الخط السابق الذي كان عليه التحليل وكذلك الذي كان عليه نظامنا الحضاري او السياسي او جيشنا العربي كان سليماً.. وبالمحصلة، لا نحتاج لإصلاح جذري او مراجعة اخطائنا، سوى ان نحتاط للخونة والمتآمرين والتمسك بايديولوجياتنا! اذا كنا سنبحث عن اسباب هزائمنا في نقائص الآخرين او نظريات المؤامرة او الخيانات او الصدف التاريخية، فنحن نبحث عن السهولة وعن ما يريحنا كي ننام مطمئني الضمير، اما اذا كنا سنبحث عن الاسباب في مكانها الصحيح فينا او في الآخرين، فسوف نواجه انفسنا المواجهة القاسية عن عيوبنا وعن اسسنا الحضارية التي تنطلق منها سلوكياتنا، وسوف نسأل الأسئلة التقنية والمادية الصعبة تلك التي لا نعيرها اهتماما مقابل اهتمامنا فقط بالارادة او الاخلاقيات التي لا نملك غيرها.

د. عبد الرحمن الحبيب

الجزيرة 21/4/2003

***

طغاة كثيرون لم يعتبروا

 

إعلامنا العربي بدأ يتحدث عن سقوط 'طاغية' ويتناول حياة هذا الطاغية وسوء أفعاله وممارساته العدوانية ضد شعبه [التي] كانت سببا وراء السقوط السريع كما كانت سببا وراء تخلي الشعب العراقي عن مناصرة هذا 'الطاغية'. لماذا يموت الناس من أجل حاكم لا يحترمهم ولا ينصفهم. كأن عالمنا العربي لا يوجد فيه إلا طاغية واحد وكأننا اليوم نحتفل جميعا بزواله ونرقص طربا لأن مجتمعنا أصبح خاليا من الطغاة. ولعلي هنا أتخيل أن الحكام كانوا يتابعون لحظة بلحظة ساعات السقوط وكانوا يتأملون بدقة أسباب هذا السقوط وكانوا كذلك يستمعون إلى ما يقوله بعض العراقيين في وصف حاكمهم السابق وكيف كانوا يتعاملون مع تماثيله وصوره؟ أعتقد شخصيا أن الوقت متاح لأخذ العبرة والعظة وإعادة الصلة بالناس وتغيير الواقع في التعامل مع هؤلاء. المطلوب اليوم أن يتأمل [الحاكم العربي] واقعه وكيفية تصرفاته وإدارته لشؤون بلاده فيصلح ما يحتاج إلى إصلاح ويمد يده لتصل للمخلصين من أبناء وطنه متعاونا معهم على بناء هذا الوطن وحمايته.

محمد علي الهرفي

الوطن 15/4/2003

 

***

 

 

صدمة الفرح العراقي

 

شكلت مظاهر الفرح العراقية بسقوط النظام والترحيب الشعبي بالجنود الأمريكيين صدمة عنيفة لدى كل الذين كانوا يعارضون (الغزو) ويغالون في تبني المواقف العراقية الرسمية! أحد هؤلاء قال لي أن صدمته لرؤية هذا المنظر تكاد تكون أعظم من صدمة الحرب نفسها ثم تنهد تنهيدة عميقة قبل أن يقول (لماذا نشغل أنفسنا بالحزن إذا كان العراقيون أنفسهم مشغولين بالفرح؟!). لقد أرسل العراقيون رسالة فرح واضحة إلى من نصبوا أنفسهم قيمين وأوصياء على القومية والوطنية والمثالية والحقيقة يقولون لهم فيها (العقبى لكم)!

 

خالد حمد السليمان  

عكاظ 12/4/2003

***

المصائب للاتعاظ

 

 الهزائم الموجعة محسوبة على الأنظمة الثورية المجازفة، وليست على إمكانيات الأمة، ومثلما منيت الخطة العسكرية الأمريكية ببوادر الفشل، دون أن تهزم القوة، فقد منيت الأنظمة العربية بسلسلة من الهزائم، ولما تتح للأمة ممارسة امكانياتها. ولو أن المنظومة العربية: قادة وشعوباً وعت الدروس، وفكرت في أمرها، وقدرت واقعها، لما آلت أمورها إلى ما هي عليه الآن. وبدهيَّا أنه ليس من صالح القوى المستبدة، ولا الأنظمة المتسلطة أن تعي الأمة ما هي عليه، لأنها لو وعت، لوضعت المصالح والأنظمة أمام مسؤولياتها.

د. حسن بن فهد الهويمل

الجزيرة 22//20034

 

***

الفكر الذي أصبح صوته عورة

 

لقد أثبتت مشاهدنا التاريخية أننا نتطرف في كل شيء ابتداء من فكرنا وانتهاء بممارساتنا فنظل نعتنق الفكرة تلو الفكرة مع أنها تعلن هزائمنا تاريخيا، ونتلقى الهزيمة تلو الأخرى ونظل لأفكارنا عاكفين، ونحلم بالحرية ونحلم بالديمقراطية ونحن عن فصولها الدراسية غائبون، وما علينا الآن إذا أردنا الخروج إلا تجديد أنفسنا تحت فكرة بناء مجتمعات مدنية تؤسس لتطورها وتتجاوز معوقاتها التنموية عندها سنجد أنفسنا نتخلص تدريجيا من نظريات الهزائم والمؤامرات والتحزبات والتطرف بكل أشكاله الفكرية والدينية والسياسية.

علي الخشيبان

الوطن 25/4/2003

***

مصالح دائمة

 

أثبت هذا الغزو أن لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة وأن العلاقات بين الدول هي مرهونة بالمصالح أولاً وقبل كل شيء وأن المبادئ الأخلاقية قد تغيب وقد يتم تغييبها بشكل متعمد كما حصل في هذه الحرب، حيث ان الولايات المتحدة ومن منطلق القوة ومن الرغبة في السيطرة على العالم والتفرد بالقطبية تخلت عن كثير من حقوق الإنسان وتخلت عن كثير من مبادئ الديمقراطية وقمعت الحريات.

د. عبدالله بن سالم الزهراني

الجزيرة 25/4/2003

***

 

 

الإصلاح الداخلي لمواجهة التداعيات العراقية

 

 

الحل لمواجهة تداعيات ما جرى في العراق يتطلب التغيير والإصلاح الجذري والحقيقي والشامل لكامل البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. الدرس العراقي بكل بساطة يبين أن النظام العراقي السابق تهاوى وانهار سريعاً لأن قاعدته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هشة وضعيفة وأن اعتماده الأساسي كان على الأجهزة الفوقية المنعزلة والمعادية للشعب مثل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والمؤسسات السلطوية الفاسدة والتشكيلات العسكرية وشبه العسكرية. لقد جرى على نطاق واسع اختزال الوطن والشعب والحزب والعائلة في شخص حاكم فرد مطلق الصلاحية. ثقافة القمع والتجهيل والخوف السائدة طوال عقود طويلة هي العامل الحاسم في الانهيار السريع لنظام الطاغية.

نجيب الخنيزي

الوطن 18/4/2003

***

الخلاف السنّي الشيعي

 

هل يستحق أن تبقى الخلافات العقائدية القديمة بين الشيعة والسنة ذريعة للخلاف والاقتتال والتناحر التي سوف تؤدي حتماً إلى تدمير مستقبل العراق؟ هذه الخلافات يجب أن يغطيها ركام التاريخ، ولا يعقل في الزمن الحاضر وهو زمن التكتلات والتحالفات، أن يكون لها أهمية تطغى على أهمية بناء وطن ينعم أبناؤه بالعيش الكريم ويتعاونون على إيجاد مكان لائق لهم على خريطة العالم. هل تستحق الفروقات العرقية بين العرب والأكراد أن تدمر كل ما يجمع بين هؤلاء الاخوة من دين ولغة وهوية وإرث حضاري عظيم. لقد صمد العراق لآلاف السنين أمام الغزو الخارجي والتدمير، فهل يعقل أن تتحطّم وحدته في عصر العولمة والتقارب؟

د. غازي عبداللطيف جمجوم

عكاظ 13/4/2003

***

يوم الحساب العربي

 

مع السقوط الكرتوني لم تنكشف بشاعة النظم العسكرية الشمولية فقط، وإنما القبح المنتشر في ممارسات عربية كثيرة، وملامح الخلل في المفاهيم والقيم عند العقلية العربية، والانتهازية في السلوك الإعلامي العربي. فيلم السقوط أحدث ارتجاجا في الذاكرة العربية يصعب نسيانه، كيف يفسر الكبار للصغار من أبنائهم مشاهد البهجة العفوية التي ظهرت على ملامح بعض سكان بغداد.. لماذا يقول ذلك العراقي 'ثانك يو بوش'. أدرك تماما أن هذه المشاهد ليست معبرة عن غالبية العراقيين ولكن لا أستطيع أن أزعم أنها غير محرجة وجارحة لكبريائنا. إن مجرد وجود هذا الشعور أو الهاجس الخفي لدى فئات بأن 'الاستعمار.. هو الحل' أمر مخيف ومقلق وجرس إنذار. اعتاد بعضنا أن يتهم مثل هؤلاء المحبطين بالفساد والميل للخيانة والبعد عن القيم دون أن يتوقف قليلا عند بشاعة الواقع. تداعيات السقوط كشفت للإنسان العربي قيمة العدل والحرية.. قيمة الحياة الكريمة.. قيمة الأمن مع مشاهد السلب والنهب.. مفهوم الدولة وخطورة غيابها.. ثم قيمة الاستقلال وقبح التدخل الأجنبي حين نتجاهل إصلاح داخلنا، وأننا في رؤيتنا للأمور يجب ألا نضع العربة أمام الحصان.. لأن التخلف هو سبب الاستعمار وليس العكس.

عبدالعزيز الخضر

الوطن 16/4/2003

***

البطل المخلّص

 

شكلت ظاهرة مناصرة صدام حسين والتعاطف معه حالة من الالتباس لدى العراقيين.. مما جعل بعضهم يكفر بعروبة ما فتئت تناصر الاستبداد ضد حريتهم. هذا وغيره رسم صورة مبهمة عن معاناة العراقيين مع نظامهم المستبد في أذهان بعض العرب المأزومين بثقافة البطل الموهوم للأمة العربية، وهي ثقافة عشائرية مهما ارتدت من أزياء القومية والتقدمية، ما دامت غير واعية حتى الآن، بأن انتصار دول الغرب لم يكن إلا بسبب اتقان الأعداء لدور العمل المؤسسي، في بناء المجتمع وإدارة الدولة. إن تعلقنا الرومانسي بفكرة البطل المخلّص من العدو، هو الذي قاد النخبة الثقافية إلى تبرير جرائم صدام ضد الإنسانية وضد شعبه، والسكوت عن حماقات حروبه الإقليمية.

محمد رضا نصر الله

الرياض 22/4/2003

***

 

تدافع السنن

 

الذي أصبح واجباً أن نفهمه حسب قانون تدافع السنن أن الطغيان، أياً كان مصدره ولونه وطبيعته وحجمه، نبتةٌ شيطانيةٌ لا تستطيع البقاء إلى ما لانهاية على هذه الأرض. لهذا كان على نظامٍ مثل النظام العراقي أن يُقتلع من جذوره، بتلك الطريقة المهولة التي ملأت أسماع الدنيا وأبصارها، لأنه طُغيانٌ تجاوز كل حدّ.. ولأن اقتلاعه بيد المسحوقين الضعفاء لم يكن ممكناً، ولأن اقتلاعه بيد طغاةٍ آخرين لم يكن طبيعياً.. فقد كان لا بد من اقتلاعه على يد من يتحدث حول قيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.. احتراماً لهذه القيم نفسها لأنها القيم المضادة للطغيان، ولأنها القيم التي يجب أن تبقى أصيلةً في الحياة البشرية.. ولكن الذي يجب أن نفهمه بعد كل ذلك هو أن ما يجري الآن ليس النهاية بأي حالٍ من الأحوال، وإنما هو الفصل الأول من فصول القصة الكبرى التي ستجري أحداثها في العراق وفي المنطقة بأجمعها، وأن كل هذا الذي جرى ويجري وسيجري، سيكون وفقاً لقانون تدافع السنن الثابت الذي لا يتغير.

وائل مرزا

الوطن 18/4/2003

***

لا أحد يفدي الطغاة بدمه الزكي

 

قارن بعض المحللين السياسيين بين السقوط السريع المريع الذي حصل لبغداد، وبين الصمود الذي رأوه ذات يوم وبالذات عام 1982م من لبنان التي صمدت ما يزيد عن ثلاثة أشهر في وجه الاجتياح الصهيوني. جانباً هاماً في معادلة القتال هي أن الشعب اللبناني شعب حر غير مُستعبد.. رؤساؤه يصلون إلى مناصبهم بالانتخابات، وصحافته حرة والحياة النيابية فيه فعّالة وليست شكلية ومناخه السياسي مفتوح فلا معتقلات ظالمة ولا زوار فجر، ولذلك فقد كان اللبنانيون في حربهم مع الصهاينة يدافعون عن لبنان الأرض والتاريخ والجمال والحرية فكان الصمود الفعّال. أما في بغداد صدام، فقد كانت الأحوال كما تعلمون. ولذلك كان السقوط مدوياً فلا أحد على استعداد لفداء الطغاة بدمه الزكي، ومن يعتقد غير ذلك فإنه يعيش في وهم كبير!

 

محمد أحمد الحساني

عكاظ 19/4/2003

***

احذروا الديمقراطية وحقوق الإنسان!

 

 

لـن تجدي الشتائم مع أمريكا بل لابد من الاستعاذة ومن الأخذ بأسباب الوقاية منها والوقوع في مصايدها العديدة، ومن أهم المصايد التي تنصبها الإدارة دائماً: حقوق الإنسان، الديمقراطية، الإرهاب، حقوق الأقليات، الحرية الدينية، إلى آخر قائمة المصايد الجاهزة على غرار الوجبات الجاهزة التي أحسنوا نشرها وتسويقها، وهم يحاسبون على كل واحدة من هذه المفهومات بقسوة متى شاءوا، وهم أيضاً في الوقت نفسه يحتضنون أشد الناس مخالفة لهذه القيم حتى إذا انتهت المصلحة عادوا وشنعوا به وأجلبوا عليه وسعوا إلى الدفاع عن القيم. إن أفضل تحصين ضد هذا الوباء المستشري هو في أن يقوم كل مجتمع بالتكاتف والتعاون والتفاهم على أساس المصلحة المشتركة والمخاطـر المشتركة، وأن تقوم في كل مجتمع لغة حوار رفيع يخفف فيها الغلاة من غلوائهم ونموذج تعامل رفيق ينزل فيه المستعلون من عليائهم، وأن يصبح الرفق والرحمة والإحسان شأناً يومياً يتواصى الناس به ويحرصون عليه.

سعيد عطية الغامدي

الوطن 21/4/2003

***

العبيد لا يحمون الزعيم المستعبد

 

(حنَّا الشعب عبيد اثنين.. جيشنا وصدام حسين).. هذا مطلع أغنية وطنية عراقية ظل الشعب العراقي يُردّدها رغماً عن حريته وعزّته. ولكن، عند سقوط الصنم (الصدَّامي) في لحظة تاريخية، ظهر التعبير الشعبي وظهرت المشاعر الحقيقية التي يكنّها الشعب لزعيمه (المعبود). في هذا إشارة واضحة وصريحة ومباشرة لكل الزعماء الذين يستعبدون شعوبهم ويحكمونهم بسياسات القمع والترهيب.. ويعتقدون أن شعوبهم راضية عنهم بما تُظهره وتكيله لهم من مديح في خطب ومخطوطات وكتب مليئة بالنفاق والرياء، إلا أن شعوبهم مهما طال بها زمن العبودية والذّل، عند اللحظة المناسبة، سيكون هذا هو مصيرهم.. وأن أول من سيرقص على أصنامهم هم زمرة المرتزقة الذين يحولون بينهم وبين رفاهية شعوبهم. كم من الزعماء لم يعرفوا بعد أن شعوبهم تستمع لهم وتطيعهم وتبدي لهم الولاء والطاعة.. ولكنها في الخفاء تضع أصابعها في حلوقها من شدة الغثيان؟! كم من الزعماء يعرفون أنه لو سقطت أصنامهم على الأرض ـ وليس ذلك على الله بعزيز ـ فإنها ستواجه نفس النهاية ونفس المصير؟!.

 

د. أنمار حامد مطاوع  

عكاظ 21/4/2003

***

 

 

 

 

لماذا نضع بلادنا على قائمة الأهداف الأميركية؟

 

حقنا الطبيعي في نقد الثقافة السياسية الأمريكية لا يعفينا من محاكمة ثقافتنا ونقد التجاوزات الظاهرة والمبطنة التي بالغت في زرع بذور العداء والكراهية في نفوس جيل كامل قادم لا يحمل من معاني القوة العقلية ما يجعله أهلاً للمواجهة. أمريكا وبعكس ما نعتقد، على استعداد للتضحية بأبنائها وجيشها من أجل مستقبلها وأمنها. إنها تستطيع أن تبدل في خريطة الأصدقاء والأعداء. ما علينا أن نسأله ليس بأكثر من: ولماذا نضع أنفسنا على قائمة الانتظار طالما بالإمكان أن نستبدل القلق بالحوار، عوضاً أن نضع رقابنا في ذات الحبل مع أصحاب القضايا الخاسرة.

علي سعد الموسى

الوطن 13/4/2003

 

***

 

نحن والعدو الوهمي

 

أعتقد أن على الفقهاء والأئمة المسلمين الذين يضيعون الوقت والجهد في التشخيص والتنظير للحرب الدينية المزعومة التي تقودها أمريكا ضد المسلمين أن يلتفتوا إلى واقع الأمة المهترئ وأن يوجهوا جهودهم إلى تشخيص حالة التردي بسبب غياب العدل وكتمان الحق وتفشي الكذب ووأد التسامح داخل الأمة ثم يحاولوا تنوير الناس لمعالجة هذا الواقع المرير. إن على هؤلاء الذين يمطروننا بخطبهم الوعظية عبر شاشات التلفاز وعلى منابر المساجد أن يتنبهوا إلى أن مجتمعات الغرب الكافر كما نصفه تنعم بالعدل والحق والصدق والتسامح التي نادى بها ديننا الحنيف وحضنا عليها فأهملناها وأضعناها وأخذوا بها، فنجحوا وفشلنا، وقووا وضعفنا، واستأسدوا وصرنا نعاماً.. فعلى ماذا يحاربوننا من هذا الباب وما هو الخطر الذي نشكله عليهم؟

قينان الغامدي

الوطن 19/4/2003

***