لماذا لا يصبح اللحيدان مفوضاً سامياً
للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان؟
عبد العزيز الخميس*
قبل كل شيء عليّ أن أوضح من هو اللحيدان؟ هو شيخ
سعودي يهوى القضاء ويعشقه، مخالفاً الإمام أبي حنيفة النعمان في
رفضه تولي القضاء خوفا من الخطأ. فاللحيدان وهو رئيس مجلس القضاء
الأعلى، يرى في ممارسة القضاء تقرباً إلى الله، بعد أن يمر في
سعيه لذلك بالتقرّب إلى ولي الأمر. وهو يؤمن إيمانا لا يهتز، بأن
طاعة ولي الأمر جزء من قيام الليل، كما قال رفيق دربه الشيخ عبد
الله التركي، الذي فاجأنا في حفل وضع حجر الأساس لجامعة الإمام
محمد بن سعود الإسلامية في منتصف الثمانينات والتي كان مديرها
بنظريته التي أغرم بها ولي النعم الملك فهد بن عبد العزيز شفاه
الله. فاجأنا الشيخ التركي بنظريته التي تقول بأن الجلوس مع ولي
الأمر تقوم مقام قيام الليل في الفضل والثواب! ورغم أن شيوخاً
حضروا اللقاء ذاك، وسعدتُ بجوارهم، فإنهم تمتموا بعبارات
الاستنكار، إلا أن التركي تجاوزهم للحديث عن مناقب طاعة ولي
الأمر، حتى لو قاد البلاد للكارثة، وحتى لو أوصل أبناءنا إلى
غوانتناموا، وقادت سياساته الى ركام المجمعات السكنية.. فولي
الأمر يعرف مصلحة الأمة، ولا يحق للأمة أن تستكثر على ولي أمرها
قيادتها في طرق مظلمة، تدفع هي نتيجتها الباهظة سياسيا واقتصاديا
واجتماعيا.
اللحيدان صالح لمن لا يعرفه.. شيخ يتسم بالزهد
والاستقامة.. وعلامة ذلك عنده مسواك يطوف في فمه ناقما على كل ما
هو غربي، ففرشاة الأسنان ليست من السنّة المطهرة، ولكن شيخنا
يتجاوز ذلك في طريقه لمجمع القضاء في ميدان دخنة بالرياض ويتخلّى
عن السنة في حبّه لسيارات الكاديلاك الأمريكية، ويعترض حين يذكره
غرّ من صبيان الصحوة بأنه يستعمل آلة غربية صنعها عدو للإسلام هو
جنرال موتورز الأمريكي قائلا: لقد سخرهم الله لنا، فلنركب
سياراتهم، ونسي أن الله سخره لهم في دفع حكومته ثمنا باهظاً لتلك
السيارات.
اللحيدان لا يرى في العلاقة مع الغرب ما دام ولي
الأمر هو صاحب العلاقة، لكنه يرى فيها إثما حينما يذهب مواطن
للنزهة أو التعليم هناك، فهو يحرم أي علاقة من أي نوع مع الغرب،
إلا أن تكون عبر ولي الأمر. ويستشيط اللحيدان غضبا حين يرى
مواطنا يدخن المارلبورو، فهذا رجس من عمل الشيطان، لكنه لا
يتوانى عن إشعال كبريته لسيجارة ولي الأمر من نوع الميريت
الأزرق، فالميريت حلال حين يدخنها ولي الأمر، لكن المارلبورو
حرام حين يدخنها مواطن بسيط، حسب فتاوى اللحيدان المعتمدة على
عصمة ولي الأمر.
يكره اللحيدان الشيعة إلى درجة أنه لن يتوانى عن
إحراقهم لو سمح له ولي الأمر بذلك، فهم طغمة فاسدة ترى عصمة
الإمام وتنزيهه عن الخطأ، لكن ابن لحيدان ينسى أنه يمارس نفس
الأمر حين يرى عصمة ولي أمره والأسرة الحاكمة عن النقد أو
المراجعة.
ويستغرب اللحيدان ترديد شيء يسمى بالديموقراطية
والاشتراكية، فقد أفتى لطلابه أن هذه المفاهيم شيوعية، وهي تعني
أن يعيش العالم في شيوع تام، فأول من يستيقظ صباحا ينزل إلى ساحة
المدينة ويختار أي سيارة أمامه ليقودها لعمله، فالسيارات مشاعة،
ومفتاح كل سيارة ملتصق بها ويمكن لمن يأتي أولا أن يستولي عليها،
وهو يرى أيضا أن من يعيش في الغرب ويعود إلى منزله، لا بد وان
ينتبه إلى المصباح الأحمر على منزله، فإن كان مشتعلا فعليه أن لا
يدخل المنزل فإنه مشاع، وزوجته أيضا أصبحت ملكاً لمن يأتي أولاً.
هذه القيم الغربية تعتمد على الفساد والشيوعية في
خلط واضح وعدم فهم للعالم وأيديولوجياته وقيمه. بل يزيد اللحيدان
على ذلك حين يرد على تلميذ يسأله عن ما هي الماسونية؟ وهنا يبرز
في رده ذكاؤه الحاد، إذ يقول: إنها منظمة هدفها فعل الفاحشة في
من ينضم إليها. ولا يمكن الاستهانة بهذا الرد، ففيه منافع عظيمة،
إذ سيحرص شباب الأمة على عدم الانضمام إليها خوفا من أفعالها
المشينة.
ولا يقتصر ذكاء ابن لحيدان على هذه الأقوال، فهو
يتجاوزها إلى الأفعال، فقد حكم على 17 يمنياً في الستينات
بالإعدام، مصدقا على حكم الإدانة على أنهم زرعوا متفجرات في مدن
سعودية، وليتضح بعد سنوات أن هؤلاء لا علاقة لهم بالإحداث، وأن
يساريين سعوديين كانوا وراء ذلك، فتذهب دماء أولئك هدراً رغم
أنهم لم يعرفوا معنى كلمة سياسة، إذ أنهم مجرد عمال بسطاء
اقتيدوا إلى حتفهم كوسيلة لإنذار الآخرين بالبعد عن اليسار،
ولتصوير الأمر على انه صراع مع عدو خارجي شيوعي.
يتهم خصوم اللحيدان الشيخ بأنه لا يتوانى عن
الحكم بقطع يد هذا النيجيري، ورأس ذاك الفليبيني بسبب كميات من
المخدرات تحت دعاوى أنهم حرب على الإسلام وأهله، ولكنه يتغافل عن
من يقدم الأرض لعدو الإسلام ويخدر شباب الأمة بقنوات العهر
والفجور ويستغربون عن انه وهو رجل القضاء الأول في المملكة،
ويدعي تطبيق الشريعة يحضّ على القسوة مع شباب الوطن ممن يتسكعون
في الأسواق بحثا عن إبتسامة أنثوية أو شعور بالرجولة، ويغفل عن
عقاب من يقدم تلك الجرعات التي تستثير خيال هؤلاء الشباب وتخرجهم
زرافات ووحدانا بحثا عن نيكول وباسكال ونانسي اللاتي تقدمهن
قنوات تملكها أسرة ولي الأمر، حامي لواء الإسلام، والمطبق الأول
لشرع الله.
وكم من شاب ملتحٍ التفّ على نفسه في صحن مسجد
يتساءل عما يحدث من حوله، ويحاول أن يفهم لماذا تضرب النساء في
الأسواق لمجرد أنهن شعيرات بسيطة بدت من تحت غطاء رؤوسهن بصورة
عرضية، بينما يمتلئ تلفزيونه الرسمي وتلفزيونات العائلة المالكة
بجداول من الشعر الثائر مما لا يستطيع ملاحقته وإيقاف انسيابه
واستثارته لأبناء وطنه.
ويزداد ألم شاب آخر حين تعبّؤه تلفزيونات العائلة
المالكة بكل ما لذ وطاب من الفتن، ولا يلبث أن يسقط من برج
أحلامه المخملية حين يصعق بجلدة من سوط أحد أعضاء ميليشيات حراس
الفضيلة. فيعود بعد أن ستر الله عليه إلى منزله لاعناً الأقمار
الصناعية التي جعلته يحلم بفردوس لا مكان لابن لحيدان فيه.
حالة من الفصام يعيشها شعب كامل يجلد بتفسيرات
خاصة للشريعة يومياً، ولكنها شريعة غريبة، فالمواطن البسيط عليه
أن يحلم فقط، وان يقتنع أن جنته ليست في دنياه بل في الآخرة،
بينما حكام ورهبان يعيشون جنتهم في الدنيا، ويثقون أنهم على
علاقة طيبة مع رضوان في الآخرة.
ولا يجد اللحيدان وهو يشرف على القضاء منطقا
سليما يجعله يعلنها صريحة أن ما يحدث من قبل العائلة المالكة
يخالف الشرع وانه كالساكت عن الحق، وان لم يستطع التغيير فعليه
التنحي.. بيد أنه على العكس من ذلك يزداد إيمانا بسلامة توجهه في
إضفاء الشرعية على النظام، غير منتبه إلى أنه بهذا الولاء الأعمى
يقود الشعب إلى الشك في كل ثابت وقيمه إسلامية.
وقد يستغرب أي مراقب كيف يدافع اللحيدان عن شرعية
النظام والملأ يعرفون يوما بعد يوم كم تتساقط أعمدة هذه
الشرعية.. لكنه المال والثروة والكاديلاك التي تندّر سوداني بها
حين رأى الشيوخ يخرجون من الحرم الشريف ويمتطون سياراتهم
الأمريكية قائلا: "كذلك يجزي المحسنين".
دافع اللحيدان بكل ما يملك من كلمات ساذجة عن
النظام، وتلقى مقابل ذلك ثروة طائلة لكنها غير مهمة عنده مقابل
إحساسه بلذة إمهاره ختمه على صك إعدام الضعفاء الذين تفنن في
ممارسة تعذيبهم وإلقائهم سنوات طويلة وراء القضبان، أو قطع
أطرافهم من خلاف بحجة أنهم يحاربون الله ورسوله.
ولطالما عشق شيخنا التنطع في مسألة حدّ الحرابة،
حتى أننا ذهلنا من تأويلاته وتخريجاته، فيمكن عبر هذا الحد الحكم
بقتل فلان لأنه سرق دجاجة، كما يمكن إعدام علان لأنه قتل مائة
رجل دون حق. فالحرابة مسألة نسبية يحار اينشتاين في تخريجها،
بينما يتساهل ابن لحيدان بشأنها فهي مسألة نسبية، ومن يحارب الله
ورسوله يستحق الإعدام، لكن لا تسألوه عن تقنين هذا الحدّ،
فالمقنّن هو ولي الأمر، والدجاجة المسروقة قد تكون دجاجة ولي
الأمر السمينة التي تبيض له ذهباً، ومن يُغضب ولي الأمر فكأنما
أغضب الله ورسوله، وبالتالي يستحق اللعن والقتل.
يثور ابن لحيدان حين يقرأ مقالا لمفكر متحرّر، أو
صحفي منفتح، فيكفر هذا، ويحكم بالردة على ذاك، لأنهما تجرءا على
المقدسات فخالفا ما يعتبره محرما. لكن الصمت يجلل وجهه حين يسمع
عن الطائرات الخاصة التي تنقل الغواني إلى أرض الحرمين الشريفين،
ويتغافل عن سماع ما يروى عن السهرات الحمراء في القصور التي
يزورها نهاراً مانحاً أصحابها بركته المقدسة وتزكية ذكية عطرة.
ولكي لا نظلم اللحيدان كثيراً، فانه مهتم بصلة
القربى ولم يعرف عنه قطعه للأرحام، فهو حريص على استخدام حق منحه
إياه أصحاب القصور العالية، فيختار كل عام أربعين شابا من
أقربائه كي ينضمّوا إلى كلية الأمن دون امتحان أو مقابلة، فمن
سيمتحن أقرباء الشيخ ومحبيه، وهو الذي يعمّد من يشاء بمائه
المقدس. وبينما يتراص أبناء شعبنا الرعاع أمام أبواب الكليات
العسكرية ثم لا يلبثوا أن ينفلتوا في صراع ساخن من أجل تقديم
ملفاتهم للكلية، يستطيع شيخنا تسجيل أقرباءه عبر قائمة يرسلها
بالفاكس، فمن لولي الأمر بلحيدانات تنمو وتستشري في جهازنا
الأمني حتى يصبح ضباطنا مسبحين ومهللين بنعمة ولي أمرهم، وحريصين
على استتباب الأمر في بلادنا التي تدهور أمنها منذ أن دخلت
القائمة اللحيدانية عالم شرطته. ولماذا يظلم الحسدة ممن يلقبون
بأصحاب الرأي الأخر شيخنا، فهو أقرب إلى الله من ولي الأمر،
ويعرف الرجال جيدا، وبالتالي سيتمكن الحاكم من الحصول على قوات
أمن تزكي فساده وتحارب فساد العامة.
ولا يعرف اللحيدان لماذا يعده البعض من وعاظ
السلاطين، فما يفهمه أنه ورفاقه وولاة أمره هم من يقررون مصلحة
الأمة، كما لا يفهم لماذا يعتب عليه حين يستشيط غضبا من جرأة فرخ
صغير يعرض أمامه آيات وأحاديث تؤكد مخالفة ولي الأمر للأوامر
الإلهية فينهره.. لكنه شيخ رحيم، وهؤلاء الصغار من المطاوعة لا
يفهمون عصمة ولي الأمر، وكم من المرات أصبح فيها شيخنا كاردينالا
يحلل المحرم ويتلاعب بالنصوص ويبتسر الأقوال ويلوي عنق الشريعة.
لكن الأمر ليس نافرا إلى الدرجة التي يصورها
أعداؤه، فلن تمنع نفسك كمواطن سعودي من الفخر بشخصه المقدس، فهو
مواطن قروي استطاع أن يصنع من نفسه جلادا محترما، ووصلت قدسيته
أن البعض يمتدحه رغم أن يديه تلوثتا بدماء الأبرياء، بل ذهب
البعض إلى مفاخرة الروس الذين يكفرهم بشدة بأن السعوديين لديهم
راسبوتينهم الخاص بهم.. صحيح انه لا يستطيب حمل أيقوناته معه
وتوزيعها على رعاياه، لكنه يتفوق في أن القصر العالي يعشقه، خاصة
يوم الجمعة حين تتساقط الرؤوس تحت أقدام المواطنين المرعوبين.
وشعبية اللحيدان لا تتوقف عند ولاة الأمر، بل أن
لديه نساء معجبات يرون فيه المخلص لهم من قسوة وتسلط رجالهن وهن
يتلذذن في سادية ملتهبة حين يرونه على شاشات التلفزيون ينفخ في
الهواء مكفرا هذا ومحرما على ذاك، إلى درجة انك تخشى أن تستفتيه
حول شرب الماء مع الثلج. والنساء يرونه بطلا ينتقم لهم من تسلط
الرجل العربي عليهن، فهن يقبعن في سجن كبير، ولطالما تمنين أن
يشاركهن رجالهن هذا السجن، فلم يقصر شيخنا إذ حقق لهن أمنيتهن
وأصبحت منظمات حقوق الإنسان لا تعرف بماذا تطالب في بلادنا:
أبحقوق المرأة أم الرجل وكل ذلك بفضل شيخنا.
وحول حقوق الإنسان التي طالما هاجم شيخنا ابن
لحيدان الساعين من أجل توفرها واعتبرهم مثليين جنسيا، لا يوقفهم
بحثهم عن اللذة الحرام إلا السيف.. ينادي بعض محبي الشيخ
والمؤمنين "بعدالته" بعد أن سمعوا أن ليبيا أصبحت رئيسة للجنة
حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وانضمت سورية إلى اللجنة،
مما أثار احتجاجات اميركية غربية تنادي بأن ترشح حكومتنا الشيخ
صالح اللحيدان كمفوض سامٍ للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ويجب أن
نصر على هذا الترشيح، إذ من أين للعالم تجربة مثل تجربة شيخنا
الطويلة في القضاء، وتدحرج الرؤوس، وتساقط الأيدي؟ ولماذا لا
يتعلم الكون من شيخنا كيفية القضاء على الفساد الأخلاقي واستتباب
الأمن، إلى درجة أن في وطننا الذي يدير قضاءه شيخنا، يمكنك أن
تطمئن على أملاكك.. فلا سرقة لدينا ولا خطف أطفال ونساء، ولا سلب
سيارات، ولا انتزاع لأجهزة الصرف الآلي خارج أبنيتها.
لقد ساهم شيخنا في أن يصبح في وطننا أمن وأمان
بصكوكه الحمراء، فلماذا نضنّ على العالم بتجربته الثرية. فمن
لحقوق الإنسان غيره، وما على الغرب إلا أن يتعلم من شيخنا ما هي
الحقوق، وما هو الفرق بين حق الحاكم وحق المواطن إن كان له حق.
ويجب أن يعمم شيخنا في كافة أنحاء العالم عبر مفوضيته ما يسمى
بالخصوصية، فننقل خصوصيتنا السعودية حتى تصبح عمومية لكل
العالم.. ومن أبرز أسس هذه الخصوصية، أن يبايع كل فرد في العالم
ولي أمره دون أن يساهم في اختياره، وان لا تقود المرأة السيارة
بقرار حكومي، لأن في ذلك مخالفة شرعية.. لكن لا يضر أن يقود
سيارة المرأة رجل أجنبي وبتسهيل حكومي. هذا عن حقوق المرأة، أما
حقوق الرجل، فشيخنا سيعمل على تطوير ذلك عبر إصراره على أن حرية
الرجل لا تتعدى أسوار بيته، فله أن يسوم زوجته العذاب، مقابل أن
يسومه ولي الأمر العذابين.
أما حق التعبير، فشيخنا سيؤكد على أن خصوصيتنا
التي مكنتنا من بناء دولة قوية، لا أزمات تمر بها ولا أخطار، ولا
تحول من شقيقة كبرى إلى الأخت العجوز.. هذه الخصوصية يمكن أن
تقدم للعالم خدمة تاريخية ابرز ملامحها أن التعبير حق لك كمواطن،
وينحصر في أن تعبر عن حبك وولائك لولي أمرك، أما أن تساورك وساوس
شيطانية فتريد أن تنتقد سياسات وقرارات ولي أمرك.. فهذا من
الفتنة، وهو خطر عظيم، يضر بالإنسانية، ويقودها إلى المهالك،
وغضب الإله.
ولا يشك اي مقرب للشيخ في ان أولى مهامه، حين
تسلمه مهام منصبه المقترح كمفوض سام لحقوق الإنسان، هي إعادة
النظر في مواد الإعلان الدولي لحقوق الإنسان حيث سيتم تعديل
بعضها كالتالي:
المادة 1: يولد جميع الناس أحراراً متساوين في
الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم
بعضاً بروح الإخاء. (في رأي شيخنا أن المساواة خطأ شنيع فولي
الأمر له عقل يختلف عن عقول أبناء الأمة، وضميره لا يمكنه أن
يؤلمه على المصائب التي يذهب بنا إليها. لذا سيتم إضافة جملة: ما
عدا أولياء الأمور بعد كلمة جميع الناس).
المادة 2: لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق
والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب
العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو
أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد
أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. (وهنا سيرى
شيخنا أن تعدل هذه المادة بحيث تبدأ بأنه لكل ولي أمر حق التمتع
بكافة الحقوق والحريات ومنحها أو منعها متى ما أراد، وعلى
الفقهاء والقانونيين تعديل المادة بناء على هذه الإضافة
والالتزام بمعناها).
المادة 4: لا يجوز استرقاق أو استعباد أي شخص،
ويحظر الاسترقاق وتجارة الرقيق بكافة أوضاعهما. (وهذه تضاف حسب
رغبة شيخنا إلا في العمالة المنزلية).
المادة 5: لا يعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات
أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة. (لا يجد
شيخنا بعد أن قرأت له هذه المادة سوى التأكيد على أن ولي الأمر
هو ظل الله على أرضه، وله أن يعذب ويعاقب ويعامل بقسوة ويحط
بكرامة الرعاع من المواطنين متى ما أراد، فهذه من طاعة الله
ورسوله).
المادة 6: لكل إنسان أينما وجد الحق في أن يعترف
بشخصيته القانونية. (لن يفهم الشيخ هذه العبارة، وسيطالب
بحذفها).
المادة 7: كل الناس سواسية أمام القانون ولهم
الحق في التمتع بحماية متكافئة عنه دون أية تفرقة، كما أن لهم
جميعا الحق في حماية متساوية ضد أي تمييز يخل بهذا الإعلان وضد
أي تحريض على تمييز كهذا. (يبدو أن شيخنا سيشعر بالضجر من إعادته
التأكيد على أن لولي الأمر مكانة تسمو عن أن يقف هو وعائلته أمام
القانون، فالقانون من اختراعه وعمل من اجله فكيف يطبق عليه.
ويعتقد أن هذه المادة كتبت من قبل الحادثة التي طالت منذر القاضي
الذي قتله أحد الأمراء).
المادة 8: لكل شخص الحق في أن يلجأ إلى المحاكم
الوطنية لإنصافه عن أعمال فيها اعتداء على الحقوق الأساسية التي
يمنحها له القانون. (سيرحب شيخنا بالجزء الأول من هذه المادة فهو
أسعد رجل في العالم حين يشق طريقه لمكتبه بصعوبة جراء تزاحم
المتحاكمين. أما مسألة الحقوق الأساسية التي يمنحها القانون
فسيؤكد الشيخ على أن القانون كلمة يرددها الشيطان في إذن كل مسلم
طيب، ويجب أن لا يلتفت لها فولي الأمر هو من يشرع وينفذ).
المادة 9: لا يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو
نفيه تعسفاً. (التعسف عند شيخنا هو منع ولي الأمر ومن ينوبه من
ممارسة حقهم الإلهي في إحكام الطوق على الرعاع).
المادة 10: لكل إنسان الحق، على قدم المساواة
التامة مع الآخرين، في أن تنظر قضيته أمام محكمة مستقلة نزيهة
نظراً عادلاً علنياً للفصل في حقوقه والتزاماته وأية تهمة جنائية
توجه إليه. (سيسر شيخنا أن يرحب بهذه المادة لكنه بالتأكيد
سيبتسم حين يسمع بكلمتي: مستقلة ونزيهة!).
المادة 12: لا يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته
الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو لحملات على شرفه
وسمعته، ولكل شخص الحق في حماية القانون من مثل هذا التدخل أو
تلك الحملات. (سيستفسر الشيخ عن معنى حياته الخاصه وحينما تشرح
له سيفيد بأن الإنسان وما يملك ملكا لولي الأمر، ولا خصوصية إلا
الخصوصية السعودية فقط، أما ما يقوله البعض من أن للإنسان حرمته،
فهذه لا تتم إلا إذا رأى ولي الأمر ذلك).
المادة 14: (1) لكل فرد الحق في أن يلجأ إلى بلاد
أخرى أو يحاول الالتجاء إليها هرباً من الاضطهاد. (يرى شيخنا
حفظه الله أن لا لجوء إلا بعد أن يسمح ولي الأمر لمواطنه المضطهد
اللجوء إلى غيره من أولياء الأمور ويؤمن الشيخ بمقولة ما طاح من
النجوم أخف للسماء).
المادة 15: (1) لكل فرد حق التمتع بجنسية ما.
(يود شيخنا تغيير العبارة إلى: للوليد بن طلال ورفيق الحريري
الحق بالتمتع بجنسية أخرى أما غيرهم فيعتبرون خونة).
المادة 16: (3) الأسرة هي الوحدة الطبيعية
الأساسية للمجتمع ولها حق التمتع بحماية المجتمع والدولة. (يؤكد
شيخنا تقديره لمن أدرج هذه الفقرة ويؤكد على أن الأسرة المالكة
هي أس المجتمع ويجب على الوطن كله أن يحميها ويقف وراءها).
المادة 19: لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير،
ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء
والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود
الجغرافية. (لم يطل سرور شيخنا حتى استثارته هذه المادة وطلب
تقديم من أدرجها إلى محكمته في أسرع وقت.. فما هذا الهراء وأي
حرية تفكير ورأي وتعبير، لكن شيخنا رغم غضبه سيستفهم من ولي
أمرنا حول رأيه وطبعا هو من يقرر في النهاية الصواب للأمة).
المادة 21: (1) لكل فرد الحق في الاشتراك في
إدارة الشؤون العامة لبلاده إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين
يختارون اختياراً حراً. (سيعمل شيخنا كل جهده على شطب هذه المادة
ففيها من الكفر البواح والتعدي على الدين ما فيها. فكيف يمكن
للمواطن أن يختار ولي الأمر، ويشك شيخنا في أن المقصود من هذه
المادة العمل على استشراء ذل المرض المسمى بالديموقراطية وهو مرض
خبيث لا ينفع الأمة ويحقق لها الخسران).
(2) لكل شخص نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظائف
العامة في البلاد. (لا يعتقد شيخنا بسلامة هذه المادة ويطالب بان
يتم تعريف الشخص بشخص من العائلة المالكة والتي ضاق بها الأمر
ويعاني أفرادها من البطالة لذا فلهم الحق في أن لا يبقوا وظيفة
وزير أو سفير أو حتى مدير بلدية إلا ويأخذوها وليس في هذا تعد
على حقوق الشعب، فالمالك حر في ملكه).
(3) إن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة، ويعبر
عن هذه الإرادة بانتخابات نزيهة دورية تجري على أساس الاقتراع
السري وعلى قدم المساواة بين الجميع أو حسب أي إجراء مماثل يضمن
حرية التصويت. (هذه الفقرة في رأي شيخنا ليست سوى فقرة مدسوسة من
الماسونيين ومن لف لفهم لذا فحذفها أفضل).
المشرف العام على المركز السعودي لحقوق الإنسان
|