الأمير طلال وبازار الصراع على السلطة

 

 في إطار الصراع على السلطة بين أسرة آل سعود وبعد غياب وصمت طويلين ظهر الأمير طلال بن عبد العزيز فجأة على إحدى القنوات الفضائية العربية مؤخراً ليعلن بملء فمه أنه مازال موجوداً في الساحة، وأن حقه في العرض مثل الآخرين وأن ترتيبه الثالث في التسلسل العائلي لتولى العرش، فهو من مواليد 1931، والأمير سلطان من مواليد 1924 والأمير عبد الله من مواليد 1923.

وقال أن الدستور ينص على أن يتولى العرش الأكبر والأصلح، وأضاف وليس بالضرورة أن يكون الأكبر هو الأصلح، وهو بذلك يقصد الأمير عبد الله الذي ينظر اليه داخل العائلة المالكة بأنه غير مؤهل لادارة دفة الدولة دون الاستعانة بالعصبة السديرية، والمعروف عن الأمير طلال بأنه متفتح ومثقف وصريح وصراحته هذه وضعت أسواراً من الشك بينه وبين بقية أفراد الأسرة، لأنه كثيراً ما يظهر في الفضائيات ويدلى بتصريحات ضد الأوضاع في المملكة لدرجة أن الكثيرين يضعونه في صف المعارضة للنظام، ومما يؤكد هذه الشكوك أن الأمير طلال يقطن معظم شهور السنة خارج المملكة متنقلا بين العواصم الأوروبية وأمريكا وبعض العواصم العربية، لأنه رجل أعمال كبير وله استمثارات ومشاريع وشركات متعددة في العالم.

ومما قاله الأمير طلال أيضا في الفضائية العربية أنه من حق أبنائنا أن يحكموا وهذا حق شرعي لهم، وكأنه  بذلك يشير إلى إبنه الوليد ويطرحه ليكون مرشحا لتولى العرش أو ولاية العهد، وكان الملك فهد قد فتح الطريق أمام الأجيال الصاعدة من أمراء آل سعود لتولي الخلافة، ولكن الظهور المفاجئ للأمير طلال والكلام الكبير الذي قاله يؤكد أنه دخل بزار العائلة في الصراع على السلطة بقوة، بحيث طرح لنفسه وطرح ابنه الوليد أيضا، ولكن يبدو أن صحوة الأمير جاءت متأخرة.

 

محمد الخليل