بعض ردود الفعل على عريضة (معاً في طريق الإصلاح)

 العواجي يعتبرها حرباً على (الإسلاميين)

والحمد يراها غير مناسبة في التوقيت

 في تصريح خاص بإيلاف (25/2/2004) اتهم الدكتور محسن العواجي مؤسس الوسطية، تيارات سعودية بأنها تمارس حربا خاسرة غير معلنة ضد الإسلاميين . وقال: (هناك صراع غير معلن بين فئتين غير متكافئتين، إحداهما تملك الصوت والساحة ـ التأييد الشعبي ـ وهي التيار الإسلامي، والأخرى لديها صوت وتفتقد الى القاعدة، وتسعى للاستفادة من قاعدة الإسلاميين دون أن تتنازل). وذهب إلى أن (الإسلاميين هم من مد اليد لتوسيع دائرة المشاركة الثقافية لتكون أرضية للمنطلقات الوطنية المرجوة، وإذا ما شعروا بأنهم لم يقدروا بهذه المبادرة، فإنهم الطرف الذي قد اكتفى ذاتيا ويستطيع أن يمضي قدماً في مشاريعه، بينما الطرف الآخر سيمضي في دائرة النخبة دون أن يحظى بتأييد الشارع السعودي المؤيد للإسلاميين). واستخف العواجي بموقعي البيان الأخير، وقال إن: (حشد الأسماء بهذه الطريقة يعتبر أمراً مثيراً للغرابة، ويبدو لي أن الموقعين قد فات عليهم أن القضية ليست حشد أسماء مجهولة وتطعيمها ليبدوا أنهم ممثلو إصلاح في المجتمع السعودي).

واعتبر الخطاب (خطوة للوراء، لأنه كرر نقاطاً قد تجاوزت عجلة الإصلاح إثارتها)، وقال (هذه العادة السرية في إعداد مثل هذه الخطابات والبيانات خلسة، وإخفائها عن كوادر إصلاحية لها حضورها في الساحة، هي تسلل غير موفق وانتهازية مرفوضة، إذ تعودنا أن الخطابات الفكرية ودعوات الإصلاح تعد في هواء طلق، وتعرض على مختلف التيارات وللجميع الحق في الموافقة من عدمها). واستغرب بشدة (أن يتصرف من وراء هذا الخطاب وكأنهم يهرّبون شيئا محظوراً في الأوساط الثقافية). وقال: (كنت أتمنى أن يكون الخطاب، الذي اعتبره تسللاً انتهازياً غير موفق، خطوة متقدمة عن بيان الدستورية الملكية، ولكننا فوجئنا بأنه يعيدنا إلى الوراء). وأشار إلى انه – أي الخطاب – (لم يأت بجديد بل تجاهل قامات كبيرة في الساحة الثقافية لم تعلم عنه إلا من خلال الانترنت).

وقال :(اعتبر الخطاب التفافة غير موفقة من بعض الطوائف والتيارات السعودية الذين لم يوقعوا على خطاب الدستور، ما دعاهم لتكثيف أسمائهم بهؤلاء المجاهيل والمجهولات، والإشارة إلى خطاب الرؤية الذي لم يوقعه الإسلاميون، وتجاهل خطاب الدستور الذي وقعه الإسلاميون، ويعتبر أعلى سقف مطالب تم تقديمه حتى الان). وأكد العواجي أن (الساحة تنتظر خطوات عملية من جميع الأطراف المعنية بعد أن ضجر الناس من التنظير، وليست بحاجة للمزيد من الخطابات التي أصابت المجتمع بالتخمة) على حد قوله.

 ***

 يبعث العواجي بموقفه التشنيعي على وثيقة (معاً في طريق الاصلاح) وموقعيها على الغرابة والاستياء.. فاللغة الهابطة التي استعملها في التعبير عن وجهة نظره تنم عن نزعة استئصالية اقصائية فريدة، وكأن الوطن حكراً على فئة وتيار محدد. لا شك أن لجوء (إيلاف) الى انتزاع تصريح من الشيخ العواجي له دلالة معينة، فقد اعتادت عصبة ايلاف ان تحقن الساحة المحلية بمادة خصامية تأمل في إلهاء التيار الاصلاحي بخلافات مفتعلة أو حقيقية.. ولا شك أيضاً أن انتقاء الشيخ العواجي في تجهيز هذه المادة يعتبر مقصوداً.. فالعواجي بوسطيته المتهافتة قد خرج واحدياً في كل منازلاته، فها هي وسطيته مرة أخرى تؤكد نقيضها، فلم تحتمل وسطيته صوتاً آخر، بل أصوات أخرى. كل ذلك لأنه لم يكن من بين الاسماء الموقّعة على العريضة، أو لم تضم أسماء من جازوا الصراط الوسطي.. فلم تغنه الاسماء الكبيرة في التيار الاصلاحي الوطني والتي كانت على الدوام حاضرة في وثائق الاصلاح منذ يناير 2003 وحتى العريضة الاخيرة عن الانكار والتجهيل.. ولم يغنه العدد الكبير من الاسماء من مناطق الوطن المختلفة عن وصم الوثيقة بـ (العادة السرية). يوحي تصريح العواجي بأن القاعدة الشعبية باتت مؤطرة بالتيار الديني والسلفي تحديداً، وفي ذلك اختزال معيب ومشين، وكأن الوطن لم يعد يضم الا من كان على سيرة العواجي وسنته، أو كأن لا وجود للشعب الا داخل الفضاء الاقليمي والايديولوجي الذي ينتمي اليه العواجي.. أما باقي المناطق وباقي الفئات فلا يجوز لها البوح بما تراه حقاً عاماً، وفي ذلك افتئات على وطن برمته.

ونسأل العواجي هل نظرت في عرائض سابقة يرفعها من هم محسوبين فحسب على التيار السلفي، فهل الوطن عقم الا من تيار تنتمي اليه حتى يكتسب صفة الشعبية والوطنية..أية ديمغاوجية هذه التي تضعك على سنام الوصاية الوطنية حتى تقرر من لهم الحق ومن لهم سواه. لماذا أبحت لنفسك ومن على شاكلتك أن يهملوا الغالبية العظمى من دعاة الاصلاح، لتتبوأ صدارة الوطن وتمنح نفسك وسام التمثيل الشعبي. يكفي هذا الوطن من اختزالات فلا تعمل مبضعك في جسده لتفوز بالسهم الأخيب.

كنا سنعذر العواجي في نقده للعريضة والموقعين عليها لو جاءنا بحجة أخرى غير تلك التي أراد بها نزع صفة تمثيل التيار الاصلاحي الوطني، فقد شارك في بيانات سابقة تحت عنوان (بيان الى الامة) وشارك في لجنة توحي وكأنها تمثل الأمة وتدافع عن قضايا الامة.. رغم أننا لا نعلم أمة يتحدث عنها الا ما ضمته حدود المملكة بل وحصرياً حدود المنطقة الوسطى ما لم يكن أضيق من ذلك.. فكيف أجاز لنفسه الحديث بإسم مليار ونصف الميار مسلم ولم يحتمل أن ينادي أكثر من 900 مواطناً من مختلف المناطق أن يعبّروا عن مطالبهم الاصلاحية، وفيهم الحجازي والنجدي والاحسائي والنجراني والقطيفي والحائلي والقصيمي، وفيهم السني والشيعي، وفيهم القبلي والحضري.. فلماذا شطبت وسطيتك على هذا التنوع وضيقت على الموقّعين الآفاق ولم تحتمل سوى أمة بحجم خردلة في وسط نجد أو أطرافها. أي وسطية هذه، قل لي بربك، حتى أقول لك ما الأمة وما الوطن وما التنوع، فإذا كانت هذه الوسطية فكيف بالتشدد والتطرف.. فلماذا تلبّست لباساً فضفاضاً ضيّقه فكرك، وكان يفترض أن ترتدي ما يناسب منزعك الايديولوجي.. فالوسطية يا شيخ عواجي كلمة عظيمة لا تلطّخها بواحدية.. أم أن وسطيتك بمقاس واحد؟

(هشام بن الحكم)

 ***

 عودنا الأخ العواجي على مصادمتنا بتصريحاته ومواقفه. وهذه المرة كانت الأقسى والأشد، والأقل تأدباً، وتنبيء عن شخصية موتورة، أحادية مهما تلفعت بالوسطية. يكاد المرء يتوقف عند كل جملة يقولها، ويراها مشحونة بالإنفعال وبالإدعاء إن لم نقل أن بعضها يتضمن ما هو أبعد من ذلك. كنتُ متأكداً بأن وثيقة الإصلاح الدستوري قد أسست نهجاً خاطئاً. وعتبي على الدكتور الحامد مع معزتي الشديدة جداً جداً له وإعجابي برؤاه وكتاباته. كانت وثيقة الإصلاح الدستوري رغم ما قدمته من إضافة الى العرائض السابقة فيما يتعلق بالدستور اولاً والملكية الدستورية، كانت تلك الوثيقة البوابة التي جاء منها الشرخ بين التيارات السياسية والفكرية في المملكة. وفي رأيي إن ذلك كان سيأتي عاجلاً ام آجلاً، ويمكن النظر اليه في السياق الطبيعي للتغيرات الداخلية. خاصة فيما يتعلق بتبلور المواقف لدى الإتجاهات الفكرية والسياسية.

مداخلتي هنا لا تريد ان تضيف الى فتنة العواجي فتنة اخرى، لكن يجب التوقف عند بعض ما قاله. ومع قناعتي بأن ايلاف تبحث عن هكذا اصوات، والعواجي يدرك بالطبع لماذا جاءت إيلاف به وهو يفترض ان يقف معها على النقيض، فإن الهدف النهائي الذي ساهم فيه الطرفان ايلاف والعواجي لا يعدو إثارة البلبلة وإشغال الإصلاحيين بأنفسهم.

ملاحظاتي كثيرة على ما قاله العواجي، اقتنص بعضاً منها:

الملاحظة الأولى: وهي أن لكل فرد، كما لكل جماعة حق في أن يصدروا العرائض التي يريدون، فالعرائض تعبر في جزء منها عن الموقعين عليها، كما تعبّر عن شريحة غير قليلة. ويتأكد هذا الحق، حين نعلم ان العرائض في مجملها لم تأت بكل الفاعلين والناشطين، ولا بأقلهم، ولكن حسب الموقعين انهم كانوا يعبرون عن الضمير الجمعي العام، او عن بعض ذلك الضمير. فإذا ما ظهرت عرائض الواحدة تلو الأخرى وتغيرت الأسماء للموقعين كما شهدنا ذلك، عدا القلة من الأسماء، فإن ذلك لا يجب ان يزعجنا. ومن هنا فإني ارى ابتداءً بأنه لا معنى أصلاً للإحتجاج والإعتراض من قبل العواجي على موقعي العريضة. فلا حق له في الإعتراض على اصل صدورها لا شرعاً ولا عقلاً ولا وطنية. بل إني اتمنى ان تظهر مئات العرائض بدل واحدة، فهي في مجملها تعبر عن رأي اصحابها واتباعهم ومن يؤمن بطريقتهم. فما بالنا نختلف معهم حتى في هذه الحقوق الدنيا، مع ان العريضة الأخيرة (معاً في طريق الإصلاح) لم تنتهك ناموساً وطنياً ولم تتعرض لأحد، بل اكدت على مبادئ عامة جاءت بها كل العرائض الأخرى. واقصى ميزة للعريضة الأخيرة انها ركزت على مسألة التوقيت وجدولة الإصلاح من قبل الحكومة.

فلماذا اخي العواجي تريد ان تسلب المواطن من حق له، وهو ان يتظلم ويشكو ويطالب بالطريقة التي يراها، وباللغة التي ينتقيها، وبالأسماء التي يوقعها. كلنا عرفنا انك وامثالك لم يوقعوا، ونستطيع ان نلتمس لك العذر، كما لهم. وكيف يجوز لك يا اخي ان تعتبر العريضة حرباً غير معلنة ضد الإسلاميين!!

ماهذه اللغة الهابطة؟ وما هذا التحليل الساذج؟ وما هذه الإحتكارية للإسلام؟!

هل انت ممثل للإسلاميين؟

ومن هم؟

وهل بينهم اسلاميون شيعة ام لا؟

في اكثر الفروض انت واحد منهم، وكثيرون من اولئك وقعوا. ام ان الإسلامية لا تنطبق الا عليك؟

الملاحظة الثانية: لقد حوت تصريحات العواجي كلاماً كثيراً أقرب منهم للإدعاء منه الى الحقيقة. حتى بدا وكأنه يصغر الطرف الآخر ويستعرض في المقابل عضلات موهومة لديه. يقول العواجي بأن الصراع موجود عمليا بين فئتين غير متكافئتين. الأولى يمثلها هو، فهو بطلها ورأسها، والأخرى لا نعلم من هي تحديداً. هل هم الليبراليون، الشيعة، الحجازيون، أهل الجنوب.. ام كل هؤلاء؟ اذا كان الصراع غير متكافئ فلا تنزعج، لأن احداً لن يستطيع تجاوز الآخر في هذه المملكة، ولكن مصيبة التيار السلفي بنسخته الوسطية العواجية، هو تقزيم الآخر والحط من قدره وقوته، والنفخ في قدرة الذات التي يطفح بها تصريحه بل كل تصريحاته، وكأن الكون في المملكة يدور حوله، شأنه في ذلك شأن صاحبه اللندني عافاه الله مما هو فيه. فلا يكاد يحدث شيء إلا وقال انه وراءه، أو انه سببه، أو انه جاء باقتراحه! الكل يدعي ان حجمه كبير شعبياً ونخبوياً. وليدع من يريد الإدعاء. فالإحتكام الى صناديق الإقتراع، وسيكون العواجي محظوظاً ان انتخب في بيئة ممتلئة بالرؤوس المنافسة التي لا يوجد مثل عددها في مناطق المملكة الأخرى.

الثالثة: الزعم بأن الإسلاميين (وهي تعني السلفيين) هم من مد اليد لتوسيع دائرة المشاركة الثقافية لتكون ارضية للمنطلقات الوطنية المرجوة!

يزداد عجبي من تكرار هذا القول هنا!

منذ متى كنت داعية وطنياً؟

وأنت لم توقع إلا على العريضة الدستورية، ولم توقعها الا بشروط، ووفق مواصفات، وبتعديلات، وبمنع هذا وذاك، بل لم يكن يهمك معترض فقمت بها وغيرك وباركنا لكم ذلك لأنها تعبر عن هم عام في الجملة رغم ما حوته من اطروحات بينية سلفية نجدية يرفضها الكثيرون؟

منذ متى وانت رمزاً وطنياً؟ ودائرتك تضيق بكل الباقين؟ لو ادعى ذلك الدكتور عبد الله الحامد لقلنا نعم! فقد طاف مناطق المملكة واجتمع مع الجميع وحاور الجميع وانفتح على الجميع. اما انت، فخطابك الطائفي قائم، وتحريضك قائم، ووسطيتك شاهدة. لو ادعى ذلك القاسم والخضير وأمثالهما لقلنا على العين والرأس. أما انت فلم تكن إلا نسخة إصلاحية باهتة، حديثة الطبع للأسف، تأتي بها لتزايد على الآخرين وتطعن فيهم.

الرابعة: الإعتزاز بالذات وإظهار العنتريات والتهديد ايضاً حين يقول العواجي: (إذا ما شعروا بأنهم لم يقدروا ـ اي جماعة العواجي وليس كل السلفيين فهو ليس ناطقاً باسمهم ـ فإنهم الطرف الذي قد اكتفى ذاتياً ويستطيع ان يمضي قدماً في مشاريعه)!

مبروك عليك اكتفاؤك الذاتي.

والله ثم والله لا يقول مثل هذا إلا معتدّ بنفسه اصابه الغرور الى حد يخشى عليه منه. عافاك الله! وهل من آفة اكبر من آفة الكبر والإدعاء الكاذب!

هيا يا دكتور ابتدع لنا منهجاً وطنياً مستقلا بذاته. ارنا عبقريتك وسوق هذا المشروع في محيطك ان استطعت قبل ان تنطلق به للآخرين.

قوتك مع الجماعة، وانت اول من خرق الإجماع، ولم ينضم اليه، فلم تكن لك سابقة في دفاع عن مصالح عامة لمواطنين مثلك، ولم تكن لك توقيعات على عرائض زعمت ان الموقعين عليها روافض وصوفية وعلمانيين كما هي وثيقة الرؤية.

الخامسة: تتحدث يا دكتور عن العدل وها أنت هنا تقول ما نصه: ان البيان الأخير (خطوة للوراء) والدليل على ذلك غريب جداً (لأنه كرر نقاطاً قد تجاوزت عجلة الإصلاح إثارتها)!

تبرير أقبح من اتهام!

الخطوة التي تكون للوراء، حين تطالب بالأدنى، اما التي تتمسك بالثوابت التي اوضحتها وثيقة الرؤية فهي ليست الى الوراء، جل ما يقال انها كررتها، مثلما كررت العريضة الدستورية الوثائق السابقة واشارت اليها. ثم ما هي المسائل التي تجاوزتها عجلة الإصلاح وجاءت بها العريضة الأخيرة؟ العريضة الأخيرة هي أقصر العرائض على الإطلاق، وقد جاءت على النقاط المفصلية المشتركة في كل العرائض. نعم تجاهلت كما قلت العريضة الدستورية وما كان لمعديها ان يفعلوا، فالدعوة الى الملكية الدستورية والى الدستور مهم للغاية كان ينبغي ان تتضمنه العريضة الاخيرة.

والغريب انك تفعل الشيء ذاته فتنتقد اشارة العريضة الى وثيقة الرؤية، ولم تكتف بالعتب على عدم الإشارة الى عريضة الإصلاح الدستوري. وفوق هذا تعلم وانا اعلم بأن امثالك كانوا يرفضون الإشارة الى وثيقة الرؤية في العريضة الدستورية ولم تطرح الا بعد لأي. فلا تنه عن خلق وتأتي مثله، عار عليك اذا فعلت عظيم.

السادسة: تقول ان الخطاب الأخير تجاهل (قامات كبيرة في الساحة الثقافية) وأحسبك تشير الى جماعتك او تريد ان تستفز آخرين. لا توجد عريضة تحوي كل الأسماء، وخير للشاكين ان يكتبوا عريضة ويبينوا رأيهم ويضيفوا ان أرادوا! هذا ليس تجاهلاً بالضرورة، بل هو مستحيل من الناحية العملية. على انك اخي العواجي واقع (حتى شوشتك) فيما تنهى عنه. ولطالما تجاوزت وتجاوت وتجاوزت لأسماء واسماء، حتى كأنك امتلكت الساحة وحدك ولم تعد قادراً على رؤية غيرك للأسف.

السابعة: وصف العواجي الموقعين بالمجاهيل والمجهولات. ولو قال بعضهم لكان خيراً. خاصة وهو يعلم أن عدداً من كبار الإصلاحيين الذين وقعوا على كل العرائض موجودين في العريضة الأخيرة. ومع ذلك لا ينتقص قدر الكثير من المجاهيل والمجهولات لدى العواجي أنهم صادقون في وطنيتهم واخلاصهم لوطنهم وخوفهم على مجتمعهم وتطلعهم للإصلاح. ليس مهماً ان يعرفهم العواجي او لا يعرفهم. خاصة ونحن نعلم انها وثيقة غير نخبوية، بل جمعت النخبة مع الجمهور لأول مرة في تاريخ العرائض السياسية المحلية وهي نقطة قوة في العريضة.

ولم يتخل العواجي عن طائفيته البغيضة وعدائه الإحتكاري لكل عمل اصلاحي رغم ضآلة عمله وضخامة زعمه، فقد اعتبر الخطاب الأخير (التفاف من بعض الطوائف والتيارات الذين لم يوقعوا على خطاب الدستور)!

لماذا لم يوقعوا؟!

لأن العريضة كما قلت أنت، اي عريضة الإصلاح الدستوري وقعها (اسلاميون) جئت هنا لتمثلهم بدون إذن، ولتصبح وصياً على تلك القامات الكبيرة مثل الحامد والقصير. لأن بعض اولئك رفضوا من قبل امثالك، وبعضهم الآخر رفضوا من تلقاء انفسهم ان يكون امثالك ـ وليس امثال الحامد والفالح والقصير والقاسم وغيرهم من الأعزة ـ من يتسلق العمل الوطني ويمثله.

ومادمت أسست لرفض الآخر فأنت تتلقى رد الفعل وكلاهما سيء للأسف.

مع اني اذكرك بمذكرة الإصلاح القديمة، التي كنت فيها واحداً من الصقور التي رفضت ان يوقعها شيعي واحد، رغم محاولات الجناح المعتدل، فخرجت عريضة سلفية غير وطنية، ومع ذلك ايدها الشيعة. فانظر الى موقفك والى الطوائف التي لا تحبها!

ولن ينتهى منا العجب وانت تصم الآخرين بالإنتهازية والتسلل غير الموفق، ولا نعلم احداً تسلل للموضع الوطني الإصلاحي بأعظم منك للأسف، فأنت دخيل عليه وجديد فيه، وقبلك اناس عملوا في الهم الوطني قبل أن تعرف الف باء السياسة منذ عشرين وثلاثين عاماً.

هذا ما اريد ان اقوله للأخ العواجي. ونقول له اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي بيوت الناس بالحجارة!

(السياسي)

 ***

 أود هنا ان استأذن الدكتور محسن العواجي ان اختلف معه مرة اخرى وارجو ان يتسع صدره لما قد لا يتناسب او ينسجم مع رؤيته او لترجمة خارجة عن ذاته لفكر او منظار يرى انه صواب او حسن. اطلعت على ماجاء على لسان الدكتور في (ايلاف) واكون صادقا إن قلت بأنني لم اتفاجأ به، وان كان التصريح عاطفيا متشنجا الا انه كان طبيعيا ومنسجما مع تفاعل ونشاط الدكتور في معمعة الاصلاح وتسطير الخطابات وبهرجة القنوات الفضائية. يقول العواجي: (هناك صراع غير معلن بين فئتين غير متكافئتين، إحداهما تملك الصوت والساحة ـ التأييد الشعبي ـ وهي التيار الإسلامي، والأخرى لديها صوت وتفتقد الى القاعدة، وتسعى للاستفادة من قاعدة الإسلاميين دون أن تتنازل). واقول ان التأييد الشعبي محكوم بادوات لم تتوفر حتى هذا اليوم وعليه فأن الاستشهاد بتأييد مجهول او مقاس بعواطف او امنيات يرد على صاحبة ولا يعتد به، واما ما جاء من تقسيم التيارات الى اسلامية واخرى غير اسلامية تسعى للاستفادة من قاعدة الاسلاميين دون ان تتنازل، فلا اظن ان الدكتور يقصد بعدم اسلامية مفاهيم الاخرين فإن كان ظنّي صحيحا فقد اساء وان كان يقصد ذلك فعلا فقد أساء أيضاً.

أخي الكريم: من هم الاسلاميون؟ هل هم اولئك الذين حولوا دين الله الى دين سد الذرائع وعبادة الحاكم، ام انهم اولئك الذين فاض بهم الكيل وفجروا اجسادهم لمرضاة الله ( كما يعتقدون) ام انهم اولئك الذين ينتقون من ايات الذكر الحكيم ما يتماشى ومصالحهم وتحقيق طموحاتهم؟

اننا نعرف ان المسلم من شهد بوحدانية الله ورسالة محمد واقام الصلاة واتى الزكاة وصام رمضان وحج البيت ان استطاع، فهل يجوز الاعتقاد ان الدكتور الفاضل قصد انكار ذلك على الاخرين؟ وان كان المقصود هو التوجه والفكر وتناسبه وتقاربه مع تعاليم الدين الاسلامي فمالذي وجدته في مطالب الاخرين اياهم يتعارض او يتضاد وتعاليم الدين الاسلامي؟ وعلى افتراض انك وجدت ما تدلي به بناء على قناعاتك ورؤياك، فمن جعلك حكما وانت تخاصم؟ اقول هذا بعد ان سمحت لنفسك اخي الكريم من ان تقيّم وتمنح وتمنع وكأنك أب الاصلاح او وريث الصواب، وهنا لا بد ان اذكرك اخي الكريم انك خصم للدكتور الفقية وخصم للدكتور المسعري، وخصم للشيخ الخضير وخصم للشيخ الفهد، وخصم للحكومة، وخصم للدكتور الحمد، وخصم للشيخ اسامة، وخصم للاستاذ محمد الطيب، وخصم لعبدالرحمن الراشد، وخصم لبوش، وخصم لصدام، وخصم لشارون، وخصم لعرفات، وخصم لبعض همهمات هيئة كبار العلماء، وخصم لشنشنة بعض كتّاب الصحف، وخصم للمجاهدين، وخصم لمن يقف ضد المجاهدين، وخصم وخصم وخصم للجميع! الا يحتاج ذلك منك وقفة؟!

لا تقل انك تقف في الوسطية فالوسطية ابدا ليست في طرف ضد اخر، وانما هي الارضية التي يلتقي عليها الجميع وان اختلفوا.

يقول الدكتور العواجي: (حشد الأسماء بهذه الطريقة يعتبر أمراً مثيراً للغرابة، ويبدو لي أن الموقعين قد فات عليهم أن القضية ليست حشد أسماء مجهولة وتطعيمها ليبدوا أنهم ممثلو إصلاح في المجتمع السعودي). واقول: يبدو ان عقدتك تكمن في انك تعتقد انك الممثل الوحيد للاصلاح في المجتمع السعودي، ويظهر ذلك من وقوفك ضد كل شخصية ايا كان موقعها تجتهد او تبني رأيا تسبقك به، واما مسئلة حشد الاسماء فتلك قضية اخرى.

يقول العواجي: (هذه العادة السرية في إعداد مثل هذه الخطابات والبيانات خلسة، وإخفائها عن كوادر إصلاحية لها حضورها في الساحة، هي تسلل غير موفق وانتهازية مرفوضة، إذ تعودنا أن الخطابات الفكرية ودعوات الإصلاح تعد في هواء طلق، وتعرض على مختلف التيارات وللجميع الحق في الموافقة من عدمها). واقول: وتصف عمل الاخوة بوصف لاشك انت ارقى واكبر واجلّ من أن تقصده، ولكنك جذبت سوء الفهم بسوء الاختيار، والا ما دخل العادة السرية في اجتهادات كنت انت واحداً ممن مارسها؟ واما الخلسة واخفاؤها عن كوادر اصلاحية (...) لها حضورها في الساحة فمن تقصد؟ ارجو ان لا تكون تقصد نفسك، وهذا استبعده، ولهذا فانك للحق تملك غيرة ومثالية اتسعت كافّة الصامتين الذين لم يعترضوا، فعلام لم تتسع هذه المثالية لهؤلاء المجتهدين ايضا؟!

وبمناسبة الهواء الطلق والعرض على مختلف التيارات فهل انت جاد؟ وبالمناسبة على اي اسس واساس يتم الانتماء الى نخبة اهل الفكر والثقافة والاصلاح؟ ارجو ان لا يكون للحضور في الساحة نصيب، والا فأن في الساحة الوان واطياف حادّة الزوايا، واما ان كان لنتاج العقل والفكر والوطنية والاستعداد لتحمل التبعات، فأن ثمانمائة وثمانين فردا لا يمكن وصفهم بالنكرات او المجاهيل والانتهازية.

ويقول الدكتور: (كنت أتمنى أن يكون الخطاب، الذي اعتبره تسللاً انتهازياً غير موفق، خطوة متقدمة عن بيان الدستورية الملكية، ولكننا فوجئنا بأنه يعيدنا إلى الوراء). وأشار إلى انه – أي الخطاب – (لم يأت بجديد بل تجاهل قامات كبيرة في الساحة الثقافية لم تعلم عنه إلا من خلال الانترنت). واقول: ان التسلل والانتهازية تكون في تلك الخطابات التي يتم تداولها بسرية وضمن شللية مزاجية، واما القامات الكبيرة في الساحة الثقافية والتي لم تعلم عنه الا من خلال الانترنت، فهذا تكرار كررته اكثر من مرّة، وانت تتعمد ابراز الذات، ويؤسفني ان اقول لك اخي الكريم ان الوطن يتسع للجميع، وان الوطنية ليست حصرا ولا قصرا على احد دون احد، وان كنت تعتقد ان على الاخرين ان يروك بما ترى به نفسك، فإن عنوانك هو نتاجك وليس شخصك، وتذكر ان غيرك أُعدم، واخرون لازالوا رهن الاعتقال، وغيرهم خرجوا بعد صمود وبكبرياء قلّ نظيره، وما تشدّقوا ولا تطاولوا ولا تعالوا!

ويقول الدكتور: (اعتبر الخطاب التفافة غير موفقة من بعض الطوائف والتيارات السعودية الذين لم يوقعوا على خطاب الدستور، ما دعاهم لتكثيف أسمائهم بهؤلاء المجاهيل والمجهولات، والإشارة إلى خطاب الرؤية الذي لم يوقعه الإسلاميون، وتجاهل خطاب الدستور الذي وقعه الإسلاميون، ويعتبر أعلى سقف مطالب تم تقديمه حتى الان). واقول: اراك هنا تعترف بوجودهم كتيارات وطوائف، واما خطاب الدستور فإنه كان معتمدا على خطاب الرؤية الذي لم توقعوه، وتسابقتم لتوقيع خطاب الدستور لاثبات الحضور، والا فأنه نتاج تيار اخرين ليسوا اسلاميين(كما تقول). وانت تعترف انه اعلى سقف مطالب تم تقديمه وفي هذا حديث اخر ذو شجون ليس هذا وقته. وتبقى الفاظ مجهولين ومجهولات مشيرة الى التعالي والإستعلاء التافة الذي يحط من قدر قائله، فما بالك بشخص كريم مثل شخصكم يتقدم ركب الاصلاحيين ان لم نقل يقودهم ـ كما تعتقد!

هل يعقل ان يتفوه رجل بمثل هذا القول يحاول بناء اصلاح وطني ـ كما يعتقد ـ ويظهر نفسه على انه رمز ومثال للفكر والثقافة، والذي يحتم عليه بناء قاعدة تناصره من خلال التوعية واجتذاب الاخرين، هل يعقل ان يمارس هذه الاساليب؟ لعلها سورة غضب وفلتة لسان، ولكن ستبقى نقطة سوداء حتى يتم الإعتذار عنها.

واخيرا يقول العواجي: (إن الإصلاح في المجتمع السعودي مهمة شريفة وأمانة في عنق الجميع حكاما ومحكومين، وليس لأحد الحق أن يستأثر بها دون غيره، كما لا يجوز القفز بانتهازية للالتفاف على بعض مواقف الإصلاحيين البارزة). واقول: حسنا ما قلت لولا انك تناقض نفسك وتصر على البروز، وابراز ذاتك، وانت في غنى عن ذلك. ودعني اقولها لك بكل صدق: لقد كانت انطلاقتك رائعة وكنت قادراً على ان تمتن وتدعم مسيرتك وخطواتك بمزيد من التألق والنجاح، لولا انك وربما من فرط الحماس احرقت نفسك من هول استعجالك واهتمامك بذاتية خطواتك، حتى صرت خصماً لكل الاطراف، وفي قضايا وامور لا ناقة لك فيها ولا جمل، وقد تعذر لو انك مجهول يبحث عن الضوء، ولكن ابهرتك الاضواء حتى احرقتك.

(عربي)

 ***

 عفوا دكتورنا العواجي! انت ممن نحترمهم في وطننا، ولكنك لست ممثلا لنا او لأغلبيتنا في هذا المجتمع المتنوع، والذي لا يملك اي كان حق الحديث عنه او حصره في خانة معينة.

أخي الدكتور: انت هاجمت الخطاب الاصلاحي الاخير باعذار منها انه لا يمثل الشعب باكمله (وانا هنا معك فلا خطابكم الاصلاحي ولا خطابهم الاصلاحي يمثلنا جميعا في هذا الوطن). ثانياً: هاجمت الخطاب الاخير واتهمته بأنه حشو اسماء مجهوله. فهل من هو مجهول بالنسبة اليك يكون بالضروره مجهولاً للاخرين؟ الست بهذا تنتقص من اسماء ربما لها مكانتها لمجرد انك تجهلها او تريد ان تبين انك تجهلها؟ ثم إنك تحاول ان تحصر الشعب في فئه لا تريد الاصلاح الا عن طريق تيار واحد، وهذه احاديه فيها من الديكتاتوريه الشيء الكثير.

التيار الاسلامي (المتشدد) الذي يرفض التحاور ويرفض الاخر بكل خصائصه قد اكل عليه الدهر وشرب، ويفترض بك ان تعي هذا. لم تعد الكلمة الدينية هي العليا لسبب بسيط ان المرجعيات رفضت التطور ورفضت الاحتكاك المباشر بشرائح المجتمع. رفضت مسلك التوعية وسلكت مسلك التحريم فقط، وهذا اسلوب لم يعد يجدي. الشعب يريد بديلا عمليا يراعي تنوع افكاره ومستويات تعليمه. الشعب يا دكتور ليس بأكمله متعمق في الدين ليستوعب كلمه حرام فيغير من سلوكه الذي يراه سلوكا سويا او وسطيا. الشعب يريد توعيه يريد تواصل كي يقبل قرارات الهيئة الدينية. في هذه الأيام فان قرارا سياسيا او نظاميا يلقى قبولا اكثر من اي فتوى دينية.

تقول ان الشعب كله مع التيار الاسلامي.. هل حددت لنا رعاك الله ما هو هذا التيار ومن يقوده وكيف بنيت احصاءك هذا؟ هل هو تيارك ام هل هو تيار ابن لادن؟ ام تيار هيئه كبار العلماء؟ ام هو تيار وسطي ديني كما سلكه آباؤنا من قبلنا ولم نجد فيه هذا التنافر والتطرف؟ ام هو تيار الحوالي ام تيار البريك ام تيار العودة؟ نحن نرى اختلافا وخلافا بين هؤلاء احيانا كثيره. فاي تيار منهم الذي يتبعه اكثر الشعب؟ بكل امانه اجهل ما هو التيار الديني الذي تقصده والذي تقول ان كل الشعب معه. الا تعلم ان هناك من الشعب من هم سنّة وشيعة وإسماعيلية بل وملاحدة ربما؟!

كيف نحتوى هؤلاء ونحن نهمشهم ونلقي بهم من قائمتنا السياسية والاجتماعية؟ سيدي من اهم بل اهم طريق للاصلاح هو الاعتراف بتنوع المجتمع وان لا نحصره في فئة معينة. الاصلاح هو قبول كل تيارات المجتمع ونقاشها والتحاور معها، لا تهميشها او انكار وجودها. كنت اتمنى منك ان لا تنتقص مجهودات غيرك كونها ليست منك او انك لست منها.

(سيد القصر: محبكم ومحب هذا الوطن بكل اطيافه)

 

***

 

تركي الحمد ينتقد خطاب الاصلاحيين الأخير: أوردت الـ bbc خبراً عن الخطاب الإصلاحي الأخير. المثير أن الخبر تضمن المقطع التالي: (أحد داعمي الاصلاح البارزين الكاتب تركي الحمد انتقد إرسال الخطاب المتزامن مع مطالبات واشنطن بمزيد من الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط. وأوضح الحمد أن التوقيت غير مناسب بسبب مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي تطرحه الولايات المتحدة، ويبدو كأنه دعوة للولايات المتحدة للتدخل في السعودية). هذا هو الخطاب الثاني على التوالي الذي ينتقده الحمد. الغريب أن هذا الخطاب أخف بكثير من سابقه وخلا تماما من أي تلويحات صدامية. أيضا، فإن التبرير الذي أورده الحمد لنقد الخطاب، كان تزامن الخطاب مع مطالبات واشنطن بالمزيد من الديموقراطية! تبرير خطير إذ أن ربط المطالبات الداخلية بالاملاءات الخارجية يمهد الطريق لاتهام القوى الداخلية المطالبة بالإصلاح بأنها أبواق لقوى خارجية وهي حجة طالما استعملتها الانظمة العربية طوال الخمسين سنة الماضية لإبقاء الامور على ما هي عليه.

(موسى)

 

***

 

رغم اختلافي مع ابي طارق (الدكتور تركي الحمد) في تعليقه على بيان المثقفين، إلا أنني لا زلت أرى انه خير من يعبّر عن النظرة المستقبلية لهذا الوطن. وإذا كان مصدر الغرابة وبالتالي الاختلاف هو في تناقض هذا التعليق مع جميع ما كتبه سابقا، فان هذه الدهشة حتما لا تمتد لتشمل الدكتور محسن العواجي لاختلاف الأساليب. الحمد أبدى اختلافه بأسلوبه الحضاري وبدون مصادرة لرأي أو تهجم أو تهكم أو استفزاز، وهذا ما وقع فيه العواجي أو ما اعتاده. فالعواجي يستنكر أن يقدم هذا الخطاب بسرية دون أن يمرر عليه أو أن يشرك فيه علية من المثقفين حسب قوله. هؤلاء العلية هم الإسلاميون على حد وصفه، وكأن من وقعوا الخطاب من الهندوس أو البوذيين. واستطرد الناطق باسم الحزب الإسلامي (العواجي) بان هؤلاء خاسرين لان غالبية الشعب مع التيار الإسلامي، بينما يريد هؤلاء الاستفادة من قاعدة هذا التيار دون أن يتنازلوا. والسؤال هو عماذا يتنازلون يا دكتور؟ لماذا لا تكون واضحا وتحدد نقط الخلاف؟ هل طالب موقعو البيان بما يخالف الشريعة؟

قضية نقد العواجي للبيان كونه حشر أسماء مجهولة هو تعالي منه غير مبرر، فالمواطن يكفيه مواطنته لكي يطالب بحقوقه، فلا العواجي أو غيره وكيل أو نائب عنه، ولم تكن الثقافة يوما لازمة يجب أن ترتبط بكل من نافح عن حقه في هذا الوطن. بل أن هؤلاء المجهولين هم من يعاني ويفتقر لحقوق، اجزم بأن تيارالعواجي شارك في سلبها. ما ذكره العواجي عن تجاهل البيان الأخير للدستور هو أمر طبيعي، فهم في الأساس لم يوقعوه لكي يتبنونه، ولهم عليه عدة تحفظات هو أول من يعرفها. نعم أنا افهم أن الخطاب الأخير قد اغضب العواجي وتياره من الذين تعودوا أن يقحموا أنفسهم في كل صغيرة أو كبيرة.. ولكن حنانيك يا شيخ محسن فما هكذا تؤخذ الأمور، ولعل الموقعين يراجعون أنفسهم مرة أخرى وينتظرون إذنا منك ومن تيارك المنتخب من غالبية الشعب حسب تصريحك أو لربما حسب استبيان قناة الجزيرة!. على أي حال الحديث ذو شجون والعواجي يظل مواطنا نختلف معه ويختلف معنا.

(احمد الحناكي)

 

***

رغم ان الخبر مقتطع، الا انني اقول انه في حالة صحة انتقاد تركي الحمد لهذا البيان وبهذه الحجة الضعيفة، فأعتقد انه ملزم بتوضيح كامل لموقفه. البيان الأخير لم تصدره السفارة الامريكية ولا اثنان او عشرة يمكن اتهامهم باستلامه منها، وانما صدر عن مئات الاشخاص والاف غيرهم يوافقونه حتى ولو لم يوقعوا عليه. لم اقتنع يوما بمصداقية الاعذار التي تطالب بالتخلي عن تحديث واصلاح اوضاعنا بحجة انها مطالب امريكية، واذا كانت هذه مطالب امريكية فلا اقل من ان نشكرها على هذا الاهتمام بنا، الا اننا يجب ان نقرر من انفسنا وبانفسنا ان نصلح اوضاعنا بغض النظر عن ما يراه الاخرون عنا. تبرير الدكتور الحمد لموقفه غير متسق مع افكاره وكتاباته التي عرفناها عنه، ولذا اعتقد اننا في حاجة لانتظار توضيحه.

(ساهر)

 

***

 

حقيقة موقف غير مبرر من الدكتور الحمد.. وإذا كان رفضه للتوقيع على البيان قائماً على أساس تزامنه مع تصريحات أميركية حول الديمقراطية في الشرق الأوسط، فهل في ذلك إعفاء له من المشاركة في النشاط الاصلاحي الوطني.. ومتى كان دعاة الاصلاح ينتظرون من واشنطن أن تأتي لهم بالديمقراطية، اليس في ذلك استغباء لتيار اصلاحي عريض ظل يكافح طيلة ما يربو على العقد من الزمن من أجل تصحيح الاوضاع المعلولة في الوطن. نخشى أن تلعب السلطة بأوراق الاصلاحيين، فتحارب بهم ضدهم نيابة عنها، وليس في ذلك تشكيك بنزاهة الدكتور الحمد، الا أننا من حقنا أن نخاف على مشروع نجد أنفسنا جميعاً عيالا له، ونرجو أن لا يأتي من يصبح وبالاً عليه. العريضة الأخيرة تمثل أول عريضة شعبية، حيث تحوّل المطلب الاصلاحي من النخبة الى الشعب بكافة فئاته، وهذا مؤشر ايجابي على نقل القضية من كونها نخبوية أو فئوية الى كونها قضية شعبية ووطنية. نتمنى تواصل مثل هذه العرائض ومشاركة باقي الفئات الشعبية التي كانت تلتزم موقفاً متفرجاً أو متشائما في الانخراط في عمل وطني ايجابي يسرّع في عملية التحول السياسي ويساعد القيادة السياسية على اتخاذ القرارات المنتظرة. لا مكان للمتشائمين في وضع مأزوم تعيشه الدولة، فالمواطن بانتظار من يخطون للأمام.. أما أولئك الواقفون أو المتراجعون فلا حاجة اليهم، فلندفع جميعاً عجلة الاصلاح بمبادرات كهذه.. وهذه العريضة شمعة اخرى في ليل يكتفي كثيرون بصب اللعنات على ظلمته بل المشاركة في اشعال الشموع. شكراً لكل الموقعين وكل التحية للمصلحين ودعاة الاصلاح في هذا الوطن. ولنا أمل وطيد في أن تتظافر الجهود من أجل تحريك الساكن في الساحة السياسية المحلية، وخصوصاً في هذا الظروف بالذات التي يحاول بعض المسؤولين التعامل مع الموضوع الاصلاحي ببرانية مقصودة بغرض إدراجه ضمن المماحكات السياسية الفارغة. هذه العريضة جاءت للرد على تصريحات من يقول بأن التطلع نحو الديمقراطية في السعودية يأتي في طول وسياق الضغوط الخارجية، والصحيح أن هذا التطلع هو ثمرة نبتة محلية مغروسة في تراب هذا الوطن.. وإذا كانت الحكومة تجبه الدعاوى الخارجية للدمقرطة فإن هذه العريضة تعبّر عن تيار الاصلاح الوطني عموماً فما هو موقفها من هذه الدعوى التي لا تلتقي في أي حد منها مع مشاريع سياسية خارجية، بل هي ترنو الى اصلاح وضع لم يعد يحتمل المداورات والمداولات الهابطة، أملاً في نفي المعضل الداخلي، وقذفها خارج حدود الوطن.

(هشام بن الحكم)

 

***

 

الإصلاح السياسي والدستوري مطلب شعبي لكل الناس ويجب ان يكون لهم دور في تعجيل في بناء كيان دولة المؤسسات وتوسيع المشاركة الشعبية وان لا يقتصر هذا الدور على فئه دون سواها. إن التقليل من شأن من وقعوا على هذا البيان يعتبر خطأ فادحاً واتهاما غير مبرر. نحن نعلم أن اي تغير لابد وأن يأتي بزخم شعبي يشارك فيه جميع فئات المجتمع ويكونوا دعامه اساسيه في اي تغير والتاريخ له شواهد. نحن نتطلع الى مستقبل تسود فيه روح القانون وتحترم فيها إرادة الفرد وتعلو قيمته وتتعزز مكانته إيماناَ بأن الأمة هي مصدر السلطات وأن الشعوب صاحبة القرار وأن المستقبل في النهايه هو للإنسان.

(الخط)