العدد 17 يونيو 2004

وقفة مع النفط

  بعد هجوم الخبر مباشرة، ارتفعت اسعار البترول ووصلت في سوق نيويورك الى 42 دولار للبرميل الواحد وهذا يعد أعلى سعر وصل اليه في تاريخه.. بعدها بأيام صدرت تصريحات من وزير النفط السعودي تهدف الى طمأنة الاسواق النفطية العالمية من أن المنشآت النفطية السعودية آمنة، وفي الوقت ذاتها صرّح وزير الخارجية الاميركي كولن باول بأن حكومته واثقة بأن السعودية ستؤمّن تدفق الشحنات المقررة للولايات المتحدة من النفط.

قبل هجوم ينبع في الثاني من مايو الماضي كانت تقارير الشركات النفطية وأخرى اعلامية تثير أسئلة حول كفاءة السعودية في تأمين  حاجة السوق العالمية من النفط، وتحقيق التوازن المطلوب بين كمية الانتاج ومعدل الاسعار. إن ارتفاع اسعار النفط في الولايات المتحدة الى معدلات عالية أثارالمخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي. وهذا ما أدى الى ضغط مباشر على الاعضاء في منظمة أوبك من أجل زيادة الانتاج ووقف التصاعد المستمر في الاسعار الذي بدأ في ديسمبر 2003، حيث تجاوزت أسعار النفط 30 دولاراً للبرميل الواحد.

يرفض خبراء الطاقة الربط بين الاضطراب في أسواق النفط والفشل في انهاء الهجمات الارهابية في العراق والسعودية، وهي حوادث يظهر بأن لها تأثيراً ضئيلاً على صادرات النفط السعودية أو حتى التعزيز القدرة الانتاجية لدى العراق. وكذا الحال بالنسبة لارتفاع السعر، كما يحاول إثبات الربط بعض المعارضين للسياسة النفطية في واشنطن. فهناك من يرى بأن ارتفاع اسعار النفط الحالي هو جزء من عملية تحوّل في أوضاع سوق النفط العالمية.

وبناء على توقعات الصناعة النفطية العالمية فإن الطلب على النفط سيتسارع بصورة حادة خلال العقدين القادمين من 78 مليون الى 92 مليون برميل يومياً. وفي الوقت نفسه، فإن التوقعات تشير الى أن صادرات النفط ستتجاوز حد الـ 68 مليون برميل يومياً. وهذا يضاف الى 24 مليون برميل يومياً هو النقص الحاصل في الـعشرين سنة القادمة (غني عن القول بأن تقديرات كهذه لا تأخذ في الحسبان تطوّر حقول النفط المستقبلية، ولكنها تشير الى احتمال العجز في عام 2025).