المملكة العربية السعودية

من هم الإسلامويون؟

التقرير رقم 31 للمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات (الشرق الأوسط) ـ 21 أيلول 2004

2-2

    3. العنف الإسلاموي

 أ. تسلسل زمني لأعمال العنف

 شكل اندلاع الهجمات الإرهابية مؤخراً تصعيداً في حملة الميليشيات الإسلاموية التي انطلقت في أوساط عام 2003. وفي حين أن أعمال العنف ليست شيئاً جديداً فإن تواصل هذه الموجة متبوعة بمواجهة مباشرة بين السلطات والمتمردين هي الشيء الجديد. ورغم الهجوم الذي وقع في الرياض عام 1995 وهجوم الخبر عام 1996 إضافة إلى حوادث العنف المتفرقة في التسعينات وبدايات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين فقد كانت الميليشيات الإسلاموية السعودية تركز نشاطاتها عموماً وحتى عام 2003 خارج المملكة العربية السعودية( ).

هناك عدة عوامل تفسر هذا التركيز المحلي الجديد الذي تكمن جذوره المباشرة في عودة المئات من أفراد الميليشيات من أفغانستان بعد سقوط طالبان عام 2001، وبعضهم، فيما يبدو يحمل أوامر من بن لادن لإعداد هجمات ضد أهداف أمريكية في الأراضي السعودية. الواقع أن هناك دلائل بأن تحضيرات عملياتية قد بدأت في وقت مبكر يعود إلى عام 2002( ). كما أن المقاتلين العائدين من أفغانستان وجدوا إلهاماً وشرعية في الآراء المتطرفة والجريئة لمفكري السلفية الجهادية مثل ناصر الفهد وعلي الخضير. وقد وفّر الإعداد للحرب ضد العراق والتصعيد على الجبهة الفلسطينية – الإسرائيلية وقوداً سياسياً ودينياً وعاطفياً إضافياً ساعد، على الأرجح، في عمليات التجنيد. وقد تكون إجراءات النظام السعودي ضد المتطرفين الإسلامويين في شباط وآذار 2003 - والتي صُممت لتكون ضربة وقائية ضد أعمال عنف محتملة من قبل الميليشيات خلال الحرب على العراق - الدافع وراء قرار تلك الميليشيات القيام بعملياتها تحت اسم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية".

هجمات 12 أيار 2003: في 18 آذار 2003 انفجرت قنبلة قبل الموعد المحدد لها في منزل في الرياض مما أدى إلى كشف مخبأ هائل للأسلحة( ). وفي 6 أيار قامت الشرطة بغارة على منزل آخر في الرياض تطورت إلى معركة مسلحة مع أفراد الميليشيات الذين فروا. وفي اليوم التالي نشرت السلطات أسماء وصور تسعة عشر من أفراد الميليشيات المطلوبين للعدالة. وفي يوم 12 أيار قام اثني عشر مفجراً انتحارياً بثلاث هجمات متزامنة تقريباً على مجمعات سكينة في الرياض مستخدمين سيارات محملة بالمتفجرات مما أدى إلى مقتل 30 شخصاً وإصابة حوالي 200 شخص آخر. كان هذا الهجوم أكثر عمليات العنف أهمية في التاريخ السعودي الحديث وإيذاناً بمواجهة شاملة بين السلطات وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

أيار – تشرين أول 2003: وقعت خلال الستة أشهر التالية مصادمات واسعة النطاق بين الشرطة والميليشيات في سائر أرجاء البلاد. وفي حين لم يتضح عدد القتلى والمعتقلين من أفراد الميليشيات فإن مراجعة لنشاطات الشرطة توحي باحتمال تدمير عشرة خلايا أو أكثر – معظمها تكون من 5-20 فرداً في كل خلية تتخذ لها بيوتاً آمنة في مكة والمدينة (غرب) والرياض والقصيم (وسط) وجيزان (جنوب)( ). كان في كل بيت آمن تقريباً مخزون كبير من الأسلحة والمتفجرات والمعدات الأخرى، إلا أنه لم يُعرف عدد العمليات التي كان مخططاً لها من قبل الميليشيات. فقد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية العديد من مقاتليه متوسطي المستوى إضافة لقائدة آنذاك يوسف العيري الذي قُتل يوم 31 أيار 2003.

تشرين ثاني - كانون أول 2003: شنت الميليشيات هجومها الرئيسي الثاني يوم 8 تشرين ثاني 2003، حيث قام اثنان من المفجرين الانتحاريين يرتديان زي ضباط الشرطة ويقودان شاحنة (فان) مليئة بالمتفجرات باقتحام مجمع المحيا السكني وتفجيره. أدى الانفجار إلى مقتل 17 شخصاً وإصابة ما يزيد على 120. وقد قوبل الحادث باستياء جماهيري عام نظراً لأن العديد من الضحايا كانوا عرباً ومسلمين بما في ذلك عدة أطفال. بعد ذلك بأسبوعين استولت شرطة الرياض على شاحنة محملة بالمتفجرات محبطة بذلك هجوماً إجرامياً أكبر حجماً بكثير من الهجمات السابقة.

في كانون الأول أطلق فصيل يدعى ألوية الحرمين حملة جديدة تستهدف كبار المسؤولين الرسميين. وأفادت تقارير بإبطال مفعول سيارة متفجرة قرب مبنى قيادة جهاز الاستخبارات السعودي، وتعرض مسؤول كبير في مقاومة الإرهاب لإطلاق النار وأصيب بجروح. وطبقاً للإشاعات فقد جرت محاولة لاغتيال الأمير محمد بن نايف ابن وزير الداخلية، وفي 29 كانون أول انفجرت قنبلة صغيرة في سيارة مسؤول في جهاز الاستخبارات لم يكن فيها أحد عند وقوع التفجير.

كانون ثاني – آذار 2004. رغم استمرار القتال المسلح بين الشرطة والميليشيات إلا أن نمط الاعتقالات والمواجهات قد تغير. باستثناء صدام رئيسي واحد وقع في بيت آمن في الرياض يوم 29 كانون ثاني فنادراً ما تواجد أفراد الميليشيات في مجموعات تزيد عن ثلاثة أشخاص وكان يتم اكتشافهم على الطرق أكثر بكثير من اكتشافهم في منازل. حوادث واعتقالات كهذه حصلت غالباً في منطلقة الرياض، وفي يوم 15 آذار 2004 قتلت الشرطة خالد الحاج، الذي يقال بأنه القائد الجديد للمليشيات.

نيسان – حزيران 2004. شهدت الفترة منذ شهر نيسان 2004 ارتفاعاً في الاشتباكات المسلحة على الطرق ونقاط التفتيش وكانت الميليشيات هي التي تبدأ بإطلاق النار وبوتيرة متزايدة. وأفادت الشرطة بأن الميليشيات أخذت تستخدم أسلحة أثقل بما في ذلك ذات الدفع الصاروخي والقنابل اليدوية. في يوم 21 نيسان انفجرت سيارة مفخخة أمام مبنى إدارة السير وسط الرياض ونتج عن الحادث مقتل ستة أشخاص وجرح حوالي 150 آخرين. أبرزت العملية خلافاً متزايداً في أوساط الميليشيات حول مهاجمة أهداف رسمية محلية أم لا. وفي حين إن ألوية الحرمين أعلنت مسؤوليتها عن الحادث إلا أن قائداً في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وهو عبد العزيز المقرن، أنكر التورط في هذه العملية وأصر على أن "اليهود والأميركيين والصليبيين عموماً" هم الذين يبقون الأهداف ذات الأولوية( ).

وكما لو كان الأمر تأكيداً لرسالة المقرن، فقد تسلل أربعة من أفراد الميليشيات إلى مقر الشركة السويسرية ABB في ينبع (على الساحل الغربي) يوم الأول من أيار وقتلوا خمسة موظفين مما أبرز مخاوف من أن يكون تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يقوم بتوسيع المنطقة الجغرافية لنشاطه ويستهدف صناعة النفط. بعد عملية ينبع وقعت عملية أخرى يوم 29 أيار حين تسلل أفراد الميليشيات إلى مجمع سكني في الخبر (الساحل الشرقي) وتجولوا في المباني يدخلون غرفة تلو أخرى يقتلون الغربيين ويستثنون المسلمين. عندما انتهت هذه الدراما بعد حوالي 24 ساعة كان هناك 22 قتيلاً في حين تمكن عدد من أفراد الميليشيات من الفرار. منذ أواخر أيار وما بعد ذلك أخذ الميليشيات يقتلون أفراداً غربيين حول الرياض، وقاموا بتصوير اغتيال أحد الأمريكيين في منزله ونشروا الواقعة على الإنترنت، وبعد بضعة أسابيع نشروا أيضاً على الإنترنت عملية قطع رأس أمريكي آخر هو بول جونستون.

حزيران – أيلول 2004: في يوم 19 حزيران 2004 قتلت الشرطة أربعة من كبار أفراد الميليشيات بمن فيهم قائدهم المفترض الجديد عبد العزيز المقرن، وبعد ذلك بأربعة أيام عرضت الحكومة عفواً محدوداً على كل من يسلم نفسه خلال شهر ووعدت بأنها لن تقوم بإعدامهم وستترك قرار محاكمتهم لعائلات الضحايا. رفض تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هذا العرض ويقال بأن ستة فقط من أفراد الميلشيات، لا يشغلون مواقع هامة، قد سلموا أنفسهم( ). توقفت موجة الاختطافات الوحشية والهجمات العنيفة لفترة قصيرة (ونسبية) في الأشهر التي أعقبت مقتل عبد العزيز المقرن. لم يتم الإبلاغ سوى عن ثلاث حوادث تبادل إطلاق نار بين الميليشيات ورجال الشرطة خلال شهري تموز وآب (اثنان منهما في 1 و20 تموز في الرياض والثالث يوم 11 آب في مكة) وتم خلالها قتل خمسة آخرين من أفراد الميليشيات. في 2 آب تم اغتيال مهندس أيرلندي في مكتبه في الرياض وهو أول هجوم من نوعه منذ أواسط حزيران.

ربما كانت فترة الهدوء المؤقت هذه مجرد فاصل استراتيجي لإتاحة الفرصة للميليشيات لإعادة التجمع. واصلت المجلات الجهادية مثل (صوت الجهاد) و(معسكر البتار) الصدور بنفس الوتيرة كما تم إصدار مجلات جديدة مثل المجلة الجهادية النسائية (الخنساء) مما يوحي باستمرار نشاط الميليشيات. كما زادت نشاطات الميليشيات مؤخراً بما في ذلك حادث إطلاق نار على سيارة دبلوماسي أمريكي يوم 30 آب وحوادث إطلاق نار في بريدة أيام 3 و4 و5 أيلول أسفرت عن مقتل خمسة من رجال الشرطة إضافة إلى انفجارين قرب بنوك غربية في جدة يوم 11 أيلول.

مع ذلك فهناك سبب للاعتقاد بأن فقدان البيوت الآمنة واعتقال أو قتل شخصيات رئيسية – قادة متعاقبون لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، رئيس تحرير (صوت الجهاد) عيسى العوشن، وكبير المنظّرين فارس الزهراني- قد تسبب في أكثر من مجرد ضرر مؤقت لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ويقال أن القائد الجديد لهذا التنظيم صالح العوفي يحظى بتقدير أقل من أسلافه من حيث الخبرة والمهارات القيادية( ).

ب. تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية

تتوفر عادة معلومات شاملة عن الميليشيات الإسلاموية السعودية ومعظمها مصدره أفراد الميليشيات أنفسهم الذين روجوا لقضيتهم من خلال المنشورات وأشرطة الفيديو ذات الجودة العالية، وكلاهما يتم نشرهما على الإنترنت( ). كما أن السلطات السعودية أخذت تبدي استعداداً خاصاً لنشر معلومات عن أفراد الميليشيات (رغم أنه ينبغي النظر إلى هذا بعين الشك) في حين تم إفساح المجال للصحف المحلية لإجراء تحقيقاتها.

1. الهيكل التنظيمي للقاعدة:

الهيكل التنظيمي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مخلخل حيث يعمل أفراد الميليشيات في مجموعات منفصلة ومعزولة إلى حد كبير ولكنهم يعتبرون أنفسهم جزءاً من حركة شاملة. ويتم إدامة وعيهم التنظيمي الجماعي عن طريق الروابط الأخوية القوية المكتسبة في معسكرات لتدريب في أفغانستان أو عن طريق الخبرات المشتركة بينهم كمطاردين ومتمردين في السعودية، وبحكم توجهاتهم العقائدية المشتركة التي تركز على الحاجة للقضاء على الوجود الأمريكي في شبه الجزيرة العربية، ووجود جهاز إعلامي متطور يوفر التماسك السياسي ويرفع معنويات العاملين في الميدان.

عمل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية منذ البداية على أساس نظام الخلايا الصغيرة. لم تكن قوات الأمن تجد عادة أكثر من 20 من أفراد الميليشيات، وغالباً أقل من ذلك بكثير، في بيوتهم الآمنة وبأسلحتهم ومعداتهم( ). الأسماء المستخدمة من قبل الميليشيات – مثل سرية الفالوجة وسرية القدس وألوية الحرمين - تشير، في الأغلب الأعم، إلى خلايا أو مجموعات فرعية طورت بمرور الوقت هويات منفصلة واستراتيجيات وتكتيكات مختلفة قليلاً( ). وفي حين أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يعتبر أسامة بن لادن وأيمن الظواهري بمثابة المرجع الإرشادي الأعلى له فإن خطوط الاتصال مع القيادة البعيدة قد تعطلت، على الأغلب، منذ زمن بعيد( ). بمرور الزمن تعدد أفراد الميليشيات الذين اصبحوا قادة ولكن لا أحد يعرف بالضبط مقدار القيادة والسيطرة التي مارسها كل منهم على التنظيم. هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يضم لجاناً متخصصة أو مجموعات فرعية تتولى مسؤولية التعليم/ التدريب، والاستراتيجية/ الإنتاج الإعلامي، والشؤون الدينية( ).

رغم الإنكار الرسمي المتكرر فإن إفادات أفراد الميليشيا أنفسهم توحي بأنه توجد لدى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سبل للتدرب في معسكرات تدريب ومراكز تعليم في الأراضي السعودية، في مناطق نائية عموماً ولكن ليس دائماً. وقد تم، على الأرجح، اكتشاف وتدمير معظم هذه المعسكرات والمراكز خلال السنة الماضية( ). أغلبية أفراد تنظيم القاعدة الأصليين شاركوا في دورات تدريبية في معسكرات القاعدة في أفغانستان في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، ولكن مع انهيار طالبان برزت الحاجة لإيجاد مواقع بديلة. وقد سعى الجهاديون – بقيادة يوسف العيري على الأرجح - لتأسيس معسكرات في المملكة قبل وقت طويل من أيار 2003( ).

يبدو أن مكتب الإعلام ذو المستوى المهني الرفيع التابع لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هو أحد أهم وحدات هذا التنظيم وأكثرها حماية، فرغم النكسات المتكررة التي منيت بها المجموعة وفقد أفرادها فقد واصلت منذ أواخر أيلول 2003 إصدار مطبوعاتها النصف شهرية (صوت الجهاد)، ومنذ كانون أول 2003 أصدرت مطبوعة نصف شهرية أخرى مختصة بالشؤون العسكرية هي (معسكرات البتار). صدر حتى الآن أربعون عدداً كل منها يضم حوالي 40 صفحة إضافة لفيلمين طويلين بمستوى جودة عالية( ). ساعدت صوت الجهاد، بكل المقاييس، في إدامة الصلة بمسؤولين في الميدان وفي نفس الوقت استطاعت الإفلات من أجهزة الاستخبارات السعودية وهي ليست بالمسألة الهينة( ). كما توحي الأدلة أيضاً على أن لدى المحررين أرشيفاً يثير الإعجاب من النصوص وأشرطة الفيديو والتسجيلات الصوتية لمواد تعود لعشرين سنة سابقة( ). ورغم أنه من غير المعروف بشكل مؤكد أين يتم إعداد المجلات وطباعتها فالأغلب نه يجري تحريرها في أماكن منفصلة من قبل هيئتي تحرير( ). وليس هناك سوى معلومات قليلة حول هوية أو تشكيل لجان التحرير( ).

كما يؤكد أفراد الميليشيات على أهمية دور أئمة الدين في التجنيد والدعاية( ). بعد اعتقال مفكرين سلفيين جهاديين بارزين مثل ناصر الفهد في أيار 2003، تحولت المنظمة، فيما يبدو، لشخصيتين أقل شهرة هما فارس الزهراني وعبد الله الرشود اللذين تم فيما بعد اعتقالهما أو قتلهما( ).

ثمة أسئلة تدور حول علاقات دولية مزعومة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فطبقاً لبعض التقارير كان قد تم التخطيط لعدة هجمات من قبل أفراد القاعدة العاملين في إيران( )، بينما اتهمت السلطات السعودية جماعات المعارضة المقيمة في لندن بذلك( ). لقد مالت أوساط الإعلام السعودية والعالمية لاعتبار تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية كجزء أساسي من شبكة تنظيم القاعدة على المستوى العالمي بقيادة بن لادن والظواهري، ولكن لم تثبت صحة ادعاءات من هذا النوع. الاتهامات حول إيران والمعارضة في المنفى تأتي عادة من "مصادر استخبارية" غير محددة ويبدو أن وراءها دوافع سياسية. الارتباط بالقاعدة اكثر احتمالاً حيث أن معظم أفراد ميليشيا تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مروا من خلال أفغانستان ومن المحتمل جداً أنهم التقوا بكبار قادة القاعدة قبل أواخر عام 2001. الأرجح أن أفراد هذه الميليشيات يرون أنفسهم، كما يتضح من تسمية تنظيمهم، جزءاً من حركة القاعدة العالمية وهناك مؤشرات بأن تنظيم القاعدة قد شجع في أواخر عام 2001 على شن هجمات داخل السعودية من قبل المقاتلين العائدين من أفغانستان. ولكن الانجذاب العقائدي، وحتى الشخصي شيء، والتعاون العملياتي شيء آخر. إن من المشكوك فيه جداً أن تكون لقيادة تنظيم القاعدة علاقة مع أفراد ميليشيات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وأنها تملي عليها القيام بعمليات محددة.

2. حجم القاعدة:

تختلف التقديرات حول حجم الميليشيات الإسلامية الناشطة وذلك لاسباب تتعلق بالسرية وباختلافات تتعلق بتحديد طبيعة نشاط هؤلاء الأفراد (أي هل تشمل التقديرات المقاتلين فقط أم أيضاً أولئك الذين يوفرون الدعم اللوجستي والسياسي). تشمل القائمتان اللتان تضمان أسماء المطلوبين للسلطات السعودية والتي تم نشرها في كانون أول 2003 ما مجموعه 40 شخصاً قُتل أو اعتقل 30 منهم. ولكن مصادر مقربة من الاستخبارات السعودية تقر بوجود قائمة سرية وتوحي بأن عدد الأسماء فيها ربما يقترب من 500( ). في أيار 2003 حددت مصادر أمريكية وسعودية، كلاً على حدة، عدد المقاتلين الفعليين بين 200-400( ). إذا جمعنا عدد المقاتلين الذين ذكرتهم السلطات السعودية أو مطبوعات الجهاديين أنفسهم خلال السنة الماضية فإن الرقم يتراوح تقريباً بين 140-150، وهناك من يعطي تقديرات أكثر. ومع ذلك يبقى عدد المقاتلين الناشطين فعلاً مسألة أخرى، ويعود إلى مدى فعالية العمليات السرية السعودية (زعمت المصادر الرسمية في أواسط عام 2004 بأن حوالي 70% من أفراد ميليشيات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الناشطين فعلاً قد قتلوا أو أسروا) ومدى كفاءة جهود التجنيد لدى الميليشيات.

3. العقيدة والاستراتيجية:

انفرد تنظيم القاعدة عن التفكير الجهادي المألوف بالتركيز بصورة رئيسية على "العدو البعيد" – "اليهود والصليبيين" - وخصوصاً في الولايات المتحدة. ورغم أن "العدو القريب" –الأنظمة المحلية في العالم الإسلامي- تعتبر فاسدة وقمعية وغير إسلامية، وبالتالي يجب الإطاحة بها، إلا أن "القوة التي دعمت هؤلاء الحكام غير الشرعيين ودنست الأرض المقدسة في الجزيرة العربية.. هي الهدف المفضل"( ). على النقيض من ذلك فإن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية( )، وفي الوقت الذي يعتبر فيه نفسه جزءاً من نفس الحركة الدولية ويعلن إعجابه بالقيادة التاريخية لتنظيم القاعدة( )، فإنه يمثل ردة نسبية للتركيز على المستوى الوطني. فمطبوعات هذا التنظيم، مثلاً، تركز بصورة أساسية على قضايا محلية. إن مطبوعات (صوت الجهاد) و(معسكر البتار) تأتي على ذكر فلسطين والشيشان وأفغانستان وكشمير ولكن بطريقة عابرة غالباً( ). مع ذلك، فإن التركيز على السعودية بقي حتى الآن لفظياً بلاغياً أكثر منه عملياً من حيث أن الميليشيات – باستثناء ألوية الحرمين - لا تزال تركز هجماتها على أهداف أجنبية. وكما مر معنا – فإن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سعى لتحديد الهجمات ضد أهداف سعودية، وهي مسألة انقسم حولها الجهاديون.

برزت التطورات حول الأجندات المحلية والدولية بأوضح صورة في المسألة العراقية. فالعديد من الميليشيات الإسلاموية ترى أن مقاومة الاحتلال الأمريكي هناك قضية أجدى بكثير –وأسلم من ناحية دينية - من قتال الشرطة السعودية في الرياض. واتهم البعض تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بتقويض جهود الإسلامويين عن طريقة تحويل الاهتمام عن العراق، ويبدو أن بعض أفراد عدد من الميليشيات السعودية قد اختاروا القتال هناك. ودفع النقاش الكتاب في (صوت الجهاد) للمحاججة بشدة بأنه – بالنسبة للسعوديين على الأقل - فإن قتال الأمريكيين محلياً له الأولوية على الالتحاق بالجهاد في العراق( ).

4. نبذة عن الأعضاء( ):

تشير الدلائل إلى ثلاث موجات لمقاتلي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية: المقاتلون في الحرب الأفغانية في ثمانينات القرن الماضي، والمشاركون في معسكرات تدريب القاعدة – خصوصاً في أفغانستان - بين عامي 1996 و2001. بالنسبة للأعضاء في قلب التنظيم فالخاصية المشتركة الأهم التي تميزهم والتي تعتبر أيضاً المدخل لفهم هذا التنظيم هي التجربة الأفغانية المشتركة، أما كمجاهدين أو في معسكرات التدريب( ). هذه التجربة تركت لديهم توجهاً أيديولوجياً مشتركاً وثقافة عسكرية وخبرة فنية( ). إلا إن من الصعب معرفة ما إذا كان يمكن توريث هذه المكتسبات للمجندين الجدد وبأي درجة.

معظم أفراد الميليشيات ذوي مستوى تعليمي بسيط، إذ يبدو أن الأغلبية قد تركوا المدرسة بين الخامسة عشرة والعشرين من أعمارهم، وقليلون فقط هم الذين لديهم، فيما يبدو، شهادات جامعية. كان ترك المدرسة أحياناً يأتي نتيجة لقناعة عقائدية أو ضغوط اجتماعية وليس بسب قصور في الذكاء( ). معدل أعمار أفراد الميليشيات في القائمة الحكومية مرتفع نسبياً (حوالي الثلاثين) ولكن المجندين الجدد والأصغر سناً قد لا يكونون مشمولين، على الأغلب، في هذه القائمة( ). ومع أن معظم الأعضاء هم من الرجال الذين تركوا وراءهم زوجات وأطفالاً فإن (صوت الجهاد) أولت اهتماماً بالنساء، بل إن هناك مقالات عدة بأقلام نسائية( ).

أخيراً، ورغم التخمينات التي كانت سائدة حول الزيادة النسبية لأعضاء الميليشيات الذين ينتمون لمناطق مهمشة سياسياً – عسير بصورة رئيسية( ) ـ، والمنتمين لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فإن أفراد الميليشيات ينتمون لجميع المناطق، وتوحي أسماؤهم بتنوع جغرافي وقبلي واسع النطاق( ).

4.         الخلاصة

أدى بدء أعمال العنف فوراً إلى زيادة التكهنات في الغرب حول مدى استقرار النظام. التحدي، من أوجه عدة، لم يسبق له مثيل، وقد استطاعت الميليشيات تقويض الإحساس بالأمن لدى معظم الغربيين إضافة إلى عدد لا باس به من السعوديين. ولكن هناك مبالغة في تضخيم التهديد، وذلك نتيجة لقلق يمكن تفهمه حول مصير بلد منتج رئيسي للنفط والغموض الذي غالباً ما يحيط بالأحداث في المملكة.

بالإجمال، وبمقاييس عسكرية مجردة، فالواضح أن اليد العليا هي للنظام. لقد أدت العمليات الإرهابية للميليشيات حتى آب 2004 إلى مقتل ما يزيد على 70 شخصاً إضافة لمئات الجرحى، كما قُتل عدد غير معروف من قوت الشرطة والأمن أيضاً. إزاء ذلك تم وضع قوات الأمن في حالة تأهب كامل منذ أيار 2003، وتحسن مستوى التدريب والتزود بمعدات مكافحة الإرهاب، وطرأت زيادة جوهرية على رواتب أفراد الشرطة( ). كما تكثف التعاون مع الولايات المتحدة( ). (هناك أيضاً، لسوء الحظ، أسباب قوية للاعتقاد بأن السلطات لجأت إلى التعذيب في حالات الاستجواب)( ). ويمكن ملاحظة درجة الحماية المرتفعة في أرجاء المملكة مما حدا ببعض السعوديين للشكوى من أن الحراسات ونقاط التفتيش العديدة أخذت تؤدي إلى قيام مجتمع عسكري( ). ستتعمق هذه الحالة على الأرجح، خصوصاً في ضوء الإعلان الذي صدر في شهر حزيران 2004 بالسماح للأجانب وشركات الأمن الخاصة بحمل السلاح.

قامت أجهزة الأمن بعمليات وغارات لا تحصى واعتقلت ما بين 600-100 فرد بمن في ذلك مقاتلين والعديد من الوعاظ المتطرفين المعروفين( ). وقد تم اعتقال أو قتل جميع المشتبه بهم في قائمة الحكومة التي تضم 19 شخصاً والتي نشرتها في أيار 2003 باستثناء شخص واحد، كما تم اعتقال أو قتل 16 من قائمة الـ26 المنشورة في كانون أول 2003( ). من المرجح أن تكون العمليات متدنية المستوى التي وقعت مؤخراً (مثل إطلاق النار من سيارة عابرة والاغتيالات الاستهدافية) قد تمت من قبل متعاطفين وليس من قبل مقاتلين من صلب حركة الميليشيات، ما يشير إلى نجاح نسبي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في إلهام الإسلامويين الشباب للتصرف بشكل مستقل. إلا أن ذلك قد يشير أيضاً إلى أن الكوادر القيادية – وجمعيهم من المقاتلين السابقين في أفغانستان - قد أُنهكوا وأن إجراءات السلطات قد جعلت من الصعب القيام بعمليات جيدة الإعداد تتطلب تدريباً مسبقاً وبيوتاً آمنة وما شابه ذلك( ). عدم توفر بيوتٍ آمنة يعني، في الغالب، عدم توفر أموال وأسلحة وإمدادات. إضافة لذلك فليس هناك دليل على أن أي قائد في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد تم تدريبه كلياً داخل السعودية( ).

إلا أن ضعف أجهزة مقاومة الإرهاب في السعودية تبدي في ارتفاع عمليات الميليشيات خلال الربع الثاني من عام 2004. وقد أثار هجوم الخبر، على وجه الخصوص، انتقاداتٍ واسعة النطاق لكفاءة الأجهزة السعودية المختصة، فقد انقضت فترة طويلة قبل أن تتدخل قوات الشرطة واستطاع ثلاثة من الميليشيات الفرار رغم الحصار. بنظرة متأملة متأخرة، يبدو أن إجراءات مقاومة الإرهاب السعودية قد أُعدت بصورة رئيسية لمواجهة تفجيرات سيارات على نطاق واسع في مناطق المدن، ولم تكن معدة بشكل مناسب للتغيير التكتيكي والجغرافي الذي حدث في هجمات ينبع والخُبر( ). وقد غذّت أخطاء الشرطة المتكررة وحيازة الميليشيات لمعدات من الشرطة والجيش التكهنات بأن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يتلقى دعماً من أجهزة الأمن أو أنه تمكن من اختراق هذه الأجهزة، وهي تُهمٌ يصعب التثبت منها( ).

بغض النظر عن هذه المراجعة السيئة فالسؤال الحقيقي هو ما إذا كان بوسع الميليشيات الإسلامية العنيفة اجتذاب متعاطفين جدد، وما إذا كان النظام السعودي سيطبق استراتيجيات عسكرية وسياسية مناسبة لإلحاق الهزيمة بها.

النظام، إلى حد ما، أدرك ذلك، وأخذ ينوع الأساليب التي يستخدمها دون التقيد الصارم بالتكتيكات العسكرية. ففي حين رفض النظام في تشرين ثاني 2003 رفضاً تاماً الدخول في أي حوار (بما في ذلك المبادرة التي عرضها الحولي وثلاثة من الإسلامويين الآخرين للتوسط بين الحكومة والميليشيات المسلحة) ( )، فقد أخذ يعدل موقفه تدريجياً. في شهر أيار 2004 وصل منتصر الزيات، وهو محام مصري إسلاموي مشهور، ساعياً "لفتح قنوات حوار مع المتطرفين"( )، وفي أواخر حزيران 2004 عرضت الحكومة عفواً على من يستسلم من المتمردين خلال شهر. وفي تموز قيل أن الحولي قد تم استخدامه كوسيط أو "واسطة اتصال" مع الميليشيات الراغبين بالاستسلام، وبعد ذلك بوقت قصير أعلنت الحكومة فترة مدتها شهران يمكن خلالها تسليم الأسلحة غير المشروعة دون ملاحقة الذين كانوا بحوزتها( ).

كما أطلق النظام أيضاً حملة تهدف إلى تعميم عدم مشروعية الميليشيات عن طريق:

* حشد كبار العلماء من المؤسسة الدينية الرسمية لنشر الوعظ ضد أفراد الميليشيات وإدانة سلوكهم انطلاقاً من أسس دينية( ). إلا أن من المشكوك فيه أن يكون هذا الأسلوب فعالاً في ضوء المصداقية الضعيفة لرجال الدين الطاعنين في السن( ).

* تحويل المعتقدات الدينية الخاصة بأفراد الميليشيات ضدهم – كما لاحظنا سابقاً - فقد أعلن ثلاثة من رجال الدين الجهاديين البارزين في شهري تشرين ثاني وكانون أول 2003 توبتهم على شاشة التلفزيون( ).

* تشجيع وعاظ جماعة الصحوة مثل العودة لإدانة أعمال العنف( ).

* إبراز معاناة الضحايا الأبرياء في وسائل الإعلام المملوكة للدولة. تم نشر صور تلفزيونية للجرحى والضحايا الملطخين بالدماء بطريقة واضحة للغاية وركزت مقالات الصحف على العائلات الثكلى والأطفال القتلى في الهجمات الإرهابية( ). ويعتقد البعض أنه كان لذلك تأثير قوي على الرأي العام( )، و

* لجوء النظام الى طلب مساعدة إسلامويين في الخارج له بعض النفوذ عليهم – فقد استنتج الكثيرون أن هناك يداً سعودية خفية خلف إدانة حماس لهجمات الخبر في أواخر أيار 2004 ( ).

بشكل أكثر عمومية اتخذ النظام خطوات أولي لكبح نفوذ المتطرفين، مثل حذف الدروس التي تغرس في الأذهان العداء للمسيحيين واليهود من الكتب المدرسية ووضع خطط للحد من الفقر( ).

يستطيع النظام البناء على قاعدة جيدة الاستجابة. قياس الرأي العام السعودي يفتقر إلى الدقة في أحسن الأحوال ويكبله غياب استفتاءات ذات مصداقية( ). مع ذلك فإن مقابلات الـ"آي سي جي" وشواهد أخرى توحي باستياء واسع من أعمال العنف خصوصاً الأعمال الموجهة ضد سعوديين حتى ولو كان هناك عديدون يؤيدون البلاغة اللفظية للميليشيات الإسلاموية ونظرتها للعالم. كان أشد ما أثار استنكار المواطنين العاديين هو هجمات 8 تشرين ثاني 2003 على مجمع المُحيَّا السكني والتي كان ضحاياها الرئيسيون من العرب وشملت الكثير من النساء والأطفال. ويبدو أن الهجمات الإرهابية والمواجهة بين الشرطة وافراد الميليشيات تعزز هذا الإدراك، لقد استخدم جميع السعوديين الذين قابلتهم الـ"آي سي جي" كلمة "إرهابي" لوصف أفراد الميليشيات وهي كلمة لها دلالة غير عادية في العالم العربي وتومئ لاستياء شعبي( ). باختصار، فإن أفراد الميليشيات قد همشوا أنفسهم إلى حد بعيد نتيجة لهذه الممارسات.

إلا أنه وبحكم الاستياء الشديد من النظام – الذي يغذيه النظام السياسي الاستبدادي المغلق، والامتيازات التي يتمتع بها أفراد الأسرة المالكة، والفساد المالي والهدر الواسع الانتشار - فإن الميليشيات العنيفة تحتفظ بالقدرة على اجتذاب مؤيدين جدد خصوصاً في أوساط الشباب، والإسلامويين المتطرفين في مناطق المدن، والمناطق الدينية المحافظة (مثل القصيم)، ومناطق كانت تقاوم السيطرة المركزية للدولة عادة (الجنوب)( ). الكثير من هؤلاء ينخرطون حالياً في المراتب الدنيا لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وقد يُعيدون خلال عقد من الزمن إضرام نيران القتال من جديد والافتخار بأنهم كانوا قد شاركوا في أول جهاد في شبه الجزيرة العربية. سيكون من مصادر التجنيد المحتملة الأخرى العائدون من القتال ضد الولايات المتحدة في العراق. ما لم يكن هناك جهد مستدام لإصلاح الأخطاء السياسية الجدية في المملكة فإن مكانة الميليشيات سترتفع في حين تضعف قدرة النظام على مواجهتهم.

أحد الاختبارات الرئيسية بهذا الصدد هو ما إذا كان النظام سيتمكن من توحيد الأمة خلف برنامج مستدام للإصلاح السياسي والاقتصادي في الوقت الذي يستمر فيه في دق إسفين بين الإسلامويين الذين يتبنون العنف والذين يتبنون اللاعنف. إن محاولات النظام للتعاون مع قادة جماعة الصحوة، وعقد اجتماعات للحوار الوطني والإعلان عن إجراء انتخابات بلدية، هي خطوات تجريبية في هذا الاتجاه ولكن هناك حاجة للمزيد. والنظام الذي يعاني من حساسية زائدة للتهديد السياسي المزعوم من قبل التحالف الوسطي العريض إنما يسعى لإسكات الحركة الوحيدة التي تمتلك إمكانية لجسر الفجوة بين العناصر الليبرالية وذات التوجه الغربي من جهة والإسلامويون والمتدينون المحافظون من جهة أخرى، إضافة لتشجيع الانفتاح السياسي والتحديث الاقتصادي بما ينسجم مع الهوية والثقافة الأساسية في المملكة.

لقد عززت الهجمات الإرهابية، دون قصد، إحساسا بالوحدة الوطنية تجلت أبرز مظاهره السياسية في النفور الشعبي من العنف وتشكيل التحالف الوسطي الفضفاض من الإسلامويين السنة التقدميين والوطنيين والليبراليين والشيعة. يتعين على النظام ألا يضيع هذه الفرصة لوضع برنامج إصلاح حقيقي موضع التطبيق.

عمان، الرياض، بروكسل، 21 أيلول 2004

===

هوامش

 

( )         مع ذلك فقد كان هناك تواصل دائم لأعمال العنف متدنية المستوى في السعودية منذ منتصف عام 2000. راجع ج.ي.باترسون: "المملكة العربية السعودية: حوادث الأمن الداخلي منذ عام 1979" مذكرة حول خلفية عن المملكة العربية السعودية رقم APBN-003، كانون ثاني 2004. ربما كان الإسلامويون المتطرفون هم الذين يقفون غالباً وراء بعض الهجمات على الغربيين والتي لم يصدر بشأنها أي تفسير ولم يعلن أحد مسؤوليته عنها.

(2)        نشرت الصحيفة الجهادية (صوت الجهاد) روايات عدة تسرد حديثاً جرى بين الجهاديين السعوديين وبن لادن قبل عودتهم إلى السعودية. وقد ورد في نعي فهد السعيدي، الذي قُتل في انفجار 18 آذار 2003 أنه كان قد غادر أفغانستان في أواخر 2003 وورد في نص النعي أنه "أرسل برسالة من سطرين إلى الشيخ أبو عبد الله (أسامة بن لادن) يستأذنه فيها بالسفر للقيام بعمليات في الخارج، وقد وافق الشيخ وطلب من خالد شيخ (محمد) ترتيب سفر (الأسد) السعيدي وإخوانه ليذهبوا ويضربوا القواعد الأمريكية الخلفية في الجزيرة العربية". صوت الجهاد، العدد 16، ص45.

(3)        كان قد تم شن سلسلة من الهجمات الإرهابية ضد أهداف حكومية في منطقة الجوف في شباط وآذار 2003 واستمرت خلال شهر نيسان، وليس من الواضع حتى الآن ما إذا كان لهذه الهجمات علاقة بحملة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

(4)        تستند هذه التقديرات إلى مراجعة مفصلة لنشاطات الشرطة عام 2003: في المدينة في أواخر أيار 2003، وفي مكة في 15 حزيران و3 تشرين ثاني، وفي الرياض في 21 تموز و10 آب و6 تشرين ثاني، وفي أماكن غير محددة متنوعة في منطقة القصيم في 28 تموز، و5 و8 تشرين أول، وفي جيزان في 15 آب. وتقول السلطات السعودية أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية كان يتكون من 6 خلايا في أيار 2003 وأنه قد تم تدميرها جميعاً باستثناء واحدة منها بحلول أواسط عام 2004. راجع مقالات في الشرق الأوسط حول هذه التواريخ؛ كريستيان سينس مونيتور 3 حزيران 2004.

(5)        الغارديان 28 نيسان 2004، www.aljazera.net، 22 نيسان 2004.

(6)        الشرق الأوسط، 23 موز 2004. سعياً لزيادة تأثير وقع العفو ربطت السلطات ذلك بطرد دولٍ عربية في شهر تموز 27 سعودياً يُشتبه في ممارستهم لأعمال إرهابية وتسليمهم للسلطات السعودية. الحقيقة أنه ليس هناك دليلٌ يربط بين هذه الوقائع.

(7)        مقابلة أجرتها الـICG مع مراقب ومحلل سعودي، الرياض.

(8)        يُنظر إلى عملية العلاقات العامة التي بدأتها الميليشيات السعودية منذ أواخر عام 2003 إلى أنها واحدة من أكثر الحملات التي تقوم بها مجموعة إرهابية شمولاً وكفاءةً مهنية.

(9)        يستخدم أفراد الميليشيات أحياناً كلمة "خلية". راجع، على سبيل المثال، صوت الجهاد عدد 15، ص27.

( 0)       يبدو أن ألوية الحرمين، التي أعلنت المسؤولية عن الهجمات ضد الحكومة في كانون أول 2003 والهجوم على مبنى إدارة السير في نيسان 2004، قد انشقت عن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في أواخر تشرين ثاني 2003 بسبب الخلاف حول مهاجمة أهداف سعودية أم لا. يبدو أن الخلايا الأخرى قد التزمت بالاستراتيجية العامة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والتركيز على الأهداف الغربية، ولكنها طورت تخصصات تكتيكية مميزة. ويقال أن الهجمات التي تمت بطريق التسلل في ينبع والخبر في 1 و92 أيار 2004 قد قامت بها سرية القدس، في حين تولت سرية الفالوجة مسؤولية الهجمات العشوائية على الأجانب في الرياض في أوائل حزيران 2004.

( 1)       لم تكن هناك مؤخراً مؤشرات تُذكر حول وجود اتصال. وقد نشرت (صوت الجهاد) "رسالة مفتوحة إلى أسامة بن لادن" في أوائل حزيران 2004 يقال أنها كُتب من قبل أحد المشاركين في عملية الخبر في أيار وتم تسليمها إلى المقرن الذي أرسلها بدوره إلى ابن لادن. ورغم أن المرء لا يستطيع الجزم بأن اتصالاً من هذا النوع لم يحدث فإن من المحتمل بنفس الدرجة بأن الرواية كانت تهدف إلى رفع معنويات أفراد تنظيم شبه الجزيرة العربية.

( 2)       كان يوسف العيري يعتبر حتى وفاته في 31 أيار 2003، وعلى نطاق واسع في أوساط الميليشيات والسلطات السعودية، بأنه قائد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وليس من المعروف من خلفه مباشرة. وكانت وزارة الداخلية قد وصفت كلاً من علي الغامدي، الذي قيل بأنه استسلم يوم 26 حزيران 2003، وسلطان القحطاني، الذي قتل في جيزان في 23 أيلول 2003، بأنهما مسؤولان "كبيران" أو "رئيسيان" رغم أنه ليس من الواضح فيما إذا كانا قادة رسميين للتنظيم. في أواخر عام 2003 توصل المحللون السعوديون إلى أن خالد الحاج، وهو مواطن يمني، هو القائد الجديد لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. أما عبد العزيز المقرن الذي قيل بأنه تسلم المسؤولية بعد الحاج فقد قُتل يوم 15 آذار 2004. بعد مقتل المقرن بفترة قصيرة أصدرت قيادة التنظيم بياناً في 18 حزيران 2004 أعلنت فيه أن صالح العوفي هو القائد الجديد، وهو المقاتل الوحيد من قائمة الحكومة الأصلية التي تضم 17 من المشتبه بهم، الذي لا يزال طليقاً.

( 3)       تم العثور على بعض المنازل التي كانت تستخدم لأغراض التدريب في المدن. الأسوشييتد برس، 15 كانون أول 2004. وصف مقاتلو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذين ظهروا على التلفزيون السعودي لإعلان توبتهم في شهر كانون ثاني 2004، وصفوا "كيف ذهب المجندون إلى استراحة في الرياض حيث تعلموا كيفية استخدام وتنظيف البنادق ثم كيف تم أخذهم إلى الصحراء (للتدريب). قسم منهم ذهبوا إلى مكة المكرمة حيث قضوا ثلاث أو أربع أيام في معسكر تعلموا فيه تركيب الأسلحة والرماية عليها بالاشتراك مع المقاتلين"، رويترز 12 كانون ثاني. 2004.

( 4)       تؤكد مطبوعات الميليشيات على أهمية التدريب والإعداد، والهدف المعلن من إصدار مطبوعة (معسكر البتار) هو تشجيع المجندين المحتملين على "التدريب المنزلي". ويتضمن نعي خالد السبيت ما يفيد بأنه كان قد تلقى تدريباً في منطقة نائية من السعودية بإشراف العيري قبل وقت طويل من عملية أيار 2003. صوت الجهاد، عدد 15، ص28.

( 5)       كان عنوان الفيلم الأول الذي تم عرضه يوم 5 كانون أول 2003 هو: "شهداء المواجهات في بلاد الحرمين"، أما الفيلم الثاني "بدر الرياض"، فقد تم عرضه في أوائل شهر شباط 2004. يُظهر فيلم (شهداء المواجهات) هجمات متنوعة تمت في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية ويُمجّد الذين شاركوا فيها. أما فيلم (بدر الرياض) الذي تبلغ مدته 90 دقيقة فهو يصف كامل عملية الإعداد والتنفيذ لهجمات يوم 8 تشرين ثاني 2004 على مجمع المُحيَّا.

( 6)       يحوي كل عدد من (صوت الجهاد) مقالات يصف فيها المقاتلون تجاربهم الشخصية في أحداث وقعت مؤخراً.

( 7)       يتضمن فيلم (بدر الرياض) على سبيل المثال تسجيلات لخطب للشيوخ المتطرفين عبد الرحمن الدوسري (الذي توفي عام 1979) وعبد الله عزام (الذي توفي عام 1989).

( 8)       يبدو أن هناك مجموعة كبيرة ومتغيرة نسبياً من المشاركين في تحرير (صوت الجهاد) في حين تبدو مقالات (معسكر البتار) وكأنها بشكل عام قد كُتبت من قبل نفس الطاقم منذ البداية.

( 9)       تقول بعض المصادر السعودية أن عيسى العوشن هو الذي كان يحرر (صوت الجهاد) حتى وفاته في 20 تموز 2004. راجع نيويورك تايمز، 22 تموز 2004، بينما يصر آخرون على أن المسؤول العام للإعلام في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هو سعيد العتيبي. راجع الشرق الأوسط، 4 تموز 2004. إلا أن آخرون يظنون أن دائرة الاتصالات تقع تحت قيادة مجموعة من أربعة أشخاص هم حسب أهميتهم تنازلياً: فارس الزهراني وعبد الله الرشود وسعود العتيبي وعيسى العوشن، الشرق الأوسط، 22 تموز 2004. يبدو أن عبد العزيز المقرن كان قد لعب دوراً مركزياً، فقد كان كاتب المقال الافتتاحي في الخمس أعداد الأولى من (صوت الجهاد) هو سليمان الدوسري ثم بدءاً من العدد السادس وما بعده كان المقال بتوقيع المقرن الذي كان مشاركاً منتظماً في كلتا المطبوعتين حتى وفاته. وتدعي مصادر الاستخبارات السعودية أن العديد من مقالات المقرن كان يكتبها أشخاص آخرون ولكنها تظهر بتوقيعه في محاولة لإبراز مؤهلاته كمفكر. راجع "مقابلة مع جمال فاشقجي"، مصدر سابق.

(20)      كتب عبد العزيز المقرن في مقال له حول كيفية تخطيط وتنفيذ العمليات يقول: "ملاحظة هامة.. من المهم أيضاً إبقاء العلماء على حدة وحمايتهم، لأن لهم دوراً أساسياً في تجنيد الشباب وجمع الأموال إضافة لنفوذهم الاجتماعي الهام ودورهم في تحفيز الجماهير"، معسكر البتار، عدد 6، ص20.

(2 )       تم القبض على فارس الزهراني (المعروف أيضاً باسم أبو جندل الأزدي) يوم 5 آب 2004. وأفادت تقارير بأن عبد الله الرشود قتل في ربيع عام 2004 بعد أن كان قد أصيب بجروح في تبادل إطلاق نار مع الشرطة في شهر نيسان 2004.

(22)      رويترز، 23 تشرين ثاني 2003.

(23)      الأسوشيتدبرس، 4 أيار 2004.

(24)      راجع "مقابلة مع كمال خاشقجي"، مصدر سابق. هناك خمسة ممن وردت أسماؤهم في قائمة أيار 2003 التي تضم 19 شخصاً وردت أسماؤهم أيضاً في قائمة كانون أول التي تضم 26 شخصاً أي أن مجموع القائمتين 40 فقط.

(25)      نيويورك تايمز، 20 أيار 2003.

(26)      بنيامين وسيمون، مصدر سابق، ص118.

(27)      نشرت (صوت الجهاد) سلسلة من المقالات عن قيادة تنظيم القاعدة بمن في ذلك بن لادن وعبد الله عزام وابو عبيدة البنشيري وأبو حفص المصري.

(28)      الاستثناء الملحوظ كان التغطية الشاملة لمعاملة الأسرى العراقيين في سجن أبو غريب. كما تضمنت الأعداد الأخيرة من (صوت الجهاد) و(معسكر البتار) عموداً يتضمن تغطية دولية مكثفة.

(29)      رغم أن من المؤكد أن بن لادن يعتبر نظام الحكم السعودي غير إسلامي فإنه نادراً ما يشير لتكفير الأسرة الحاكمة مباشرة في كتاباته وأحاديثه.

(30)      أوضح عبد العزيز المقرن في مقابلة له في العدد الأول من (صوت الجهاد): "لم أذهب للعراق ولن أذهب للعراق. لقد أقسمت أن أُطهر الجزيرة العربية من الملحدين. لقد ولدنا في هذا البلد ولذلك سنقاتل الصليبيين واليهود فيه حتى نطردهم". صوت الجهاد، عدد 1، ص23، ص2003. وكتب محمد بن أحمد السالم مقالاً بعنوان "لا تذهبوا للعراق" في (صوت الجهاد)، عدد 7، ص23، 2004 في حين دعا صالح العوفي (قائد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية المفترض حالياً) أتباعه لعدم الذهاب للعراق (صوت الجهاد)، عدد 8، ص25.

(3 )       يستند هذا الفصل إلى نبذة خلفية عن حوالي 50 من أفراد الميليشيات الذين وردت أسماؤهم في بيانات الشرطة السعودية وفي المطبوعات الجهادية التي حصلت عليها الـICG.

(32)      في مرحلة ما قاتل القديمون منهم ايضاً في تسعينات القرن الماضي في أجزاء أخرى من العالم مثل البوسنة والصومال والشيشان.

(33)      تبرز مقالات (صوت الجهاد) و(معسكر البتار) معلومات تثير الإعجاب عن مدى فهم قيادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مسألة الحرب غير المتكافئة ووسائل زيادة التأثير النفسي لعمليات العنف إلى الحد الأقصى. أبرز ما كُتب بهذا الصدد مقالات عبد العزيز المقرن وسيف العدل في (معسكر البتار).

(34)      يوصف تركي الدنداني بأنه طالب ممتاز كان يخطط لدراسة الطب قبل التحول إلى الدين وترك المدرسة. (صوت الجهاد) عدد 7، ص33. يشير المعلقون السعوديون إلى البلاغة الملحوظة والاطلاع الديني الواسع لعبد العزيز المقرن الذي ترك المدرسة وذهب إلى أفغانستان عندما كان عمره 17 عاماً. مقابلة بالهاتف مع محلل سعودي في شؤون الإرهاب، حزيران 2004.

(35)      المقاتلون العشرة تقريباً، الذين ظهروا في فيلم "بدر الرياض" – (فلم الفيديو الذي تبلغ مدته 90 دقيقة ويوثق لهجمات 8 تشرين أول 2003)، يبدو شباناً صغار السن تراوح أعمارهم بين 17-25 سنة.

(36)      أصدرت الميليشيات العدد الأول من (الخنساء) في أواسط آب 2004، وهي مجلة جهادية للنساء ومطبوعة شقيقة لـ"صوت الجهاد". (صوت الجهاد) عدد 13، ص4. كان دور النساء موضع اهتمام في الدوائر الجهادية السعودية منذ أمد طويل. راجع يوسف العيري: "دور النساء في الجهاد ضد الأعداء" المتوفر على العنوان: www.almaqdase.com، وللاطلاع على مقالات بأقلام نسائية راجع (صوت الجهاد)، الأعداد 4-12.

(37)      من بين الخمسة عشر فرداً سعودياً الذين شاركوا في هجمات 11 أيلول 2001، كان عشرة منهم ينتمون للمناطق الجنوبية من السعودية وهي أبها، وعسير، وجيزان.

(38)      راجع الشرق الأوسط، 9 كانون أول 2003.

(39)      موقع أخبار BBC على الشبكة، 26 نيسان 2004.

(40)      أشادت الولايات المتحدة بجهود المملكة العربية السعودية في مقاومة الإرهاب و"مستوى التعاون غير المسبوق". موقع أخبار BBC على الشبكة، 30 نيسان 2004.

(4 )       رغم أن (صوت الجهاد) ليست مصدراً محايداً فإنها تحوي إشارات عديدة حول عمليات تعذيب قامت بها قوات الشركة للإسلاميين منذ عام 2002 وما تلاه. وقد اعترفت منظمة العفو الدولية بأنها لم تتمكن من "تقييم درجة التعذيب المستخدم ضد المعتقلين" لأن المنظمة غير مسموح لها بالدخول إلى المملكة العربية السعودية.

(42)      لم يكن منظر الحراسات المسلحة ونقاط التفتيش مألوفاً قبل عام 2003، ويرى كثير من السعوديين أن التواجد الكثيف للشرطة ظاهرة غريبة عن ثقافتهم وأنها تعطي مظهراً يسم في الإحساس بعدم الأمن. مقابلة الـICG، الرياض.

(43)      وفقاً للإسلاموي الليبرالي عبد العزيز القاسم فقد تم اعتقال ما بين 20-30 من رجال الدين. وقد تم نشر قائمة بأسماء 12 رجل دين تم اعتقالهم على موقع القلعة الإلكتروني، وهو موقع على الشبكة يمثل لوحة رسائل، 23 تموز 2003.

(44)      وردت أسماء أربعة من القتلى في كل من قائمة أيار وقائمة كانون الأول. هذه القوائم لا تشمل أسماء بعض أهم المقاتلين في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. هناك الآن ما يتراوح بين 600-100 فرد معتقلين حالياً في إطار حملة مكافحة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. والكثير منهم لم يتورطوا مباشرة في عمليات قتالية ولكنهم مهتمون بالانتماء إلى دائرة أوسع من المتعاطفين. راجع "مقابلة مع جمال خاشقجي" مصدر سابق.

(45)      جرت حوادث إطلاق النار مؤخراً على الطرق وعند نقاط التفتيش بدلاً من داخل البنايات أو حولها مما يوحي بأن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ربما فقد معظم البيوت الآمنة لديه. يقال أن بعض معسكرات التدريب لا تزال موجودة خصوصاً في المناطق الجنوبية الغربية ولكن من المؤكد أنه قد أصبح من الصعب استخدام معسكرات كهذه حول مناطق المدن الكبرى في نجد والحجاز حيث يفترض وجود إمكانيات أكبر بكثير للقيام بأعمال التجنيد.

(46)      طبقاً لمصدر سعودي له صلة قوية بأجهزة الأمن فإن "99% من الذين تم القبض عليهم (لعلاقتهم بالحملة الإرهابية) قد تم تجنيدهم قبل شهر أيار 2003". راجع "مقابلة مع جمال خاشقجي" مصدر سابق.

(47)      من الأدلة الأخرى على ضعف الكفاءة تكرار فرار أفراد الميليشيات من حصار الشرطة وتبادل إطلاق النار دون أن يصابوا بأذى. مقابلات الـICG، الرياض.

(48)      راجع الديلي تلغراف، 1 حزيران 2004. زعم مقاتلو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أن قوات الأمن السعودية ساعدتهم في الإعداد لاختطاف بول مارشال، صوت الجهاد، العدد 19، ص18. وطبقاً لروايتهم فقد تم تزويدهم بمعدات من الشرطة لنصب حواجز تفتيش مزيفة.

(49)      راجع تقرير الـICG: "هل تستطيع السعودية إصلاح نفسها"، مصدر سابق، ص24.

(50)      راجع: www.arabicnews.com، 20 أيار 2004.

(5 )       راجع أخبار هيئة الإذاعة البريطانية المباشر على الموقع، 24 حزيران 2004، ورويترز 29 حزيران 2004.

(52)      راجع مثلاً الأسوشيتدبرس، 21 نيسان 2004، الواشنطن بوست 5 حزيران 2004.

(53)      قال أحد السعوديين: "الواقع أن الناس يستمعون للشيوخ خوفاً من ارتكاب شيء خطأ من ناحية دينية"، مقابلة الـICG، الرياض. ونفى آخر أن يكون لهم أي تأثير: "ليس هناك حقاً من يستمع للشيوخ. انظر إليهم كيف هم؟ إنهم طاعنون في السن".

(54)      ظهر علي الخضير على التلفزيون يوم 19 تشرين ثاني 2003، وناصر الفهد يوم 22 تشرين ثاني وأحمد الخالدي يوم 13 ديسمبر. كان انطباع السعوديين أنه بينما اعتذر الخضيري بصدق عن بياناته السابقة فإن الفهد والخالدي لم يفعلا ذلك. مقابلات الـICG، الرياض. وانتقد عبد الله الرشود، أحد منظّري تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الخضيير لتراجعه عن مواقفه. راجع "هشِّم التراجعات"، المنشور في موقع (صوت الجهاد) على الشبكة. يمكن إدراك هذا المفهوم من القراءة المتأنية لنصوص المقابلات، ويكاد يكون من المؤكد أن ذلك خفف من تأثير كلامهم في أوساط الميليشيات الإسلامية. في 12 كانون ثاني 2004 بث التلفزيون السعودي أيضاً صوراً لمجموعة من أفرد الميليشيات المعتقلين فيما كانوا يبحثون كيف تم تجنيدهم في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة ويعلنون التوبة عن جرائمهم.

(55)      أصدر خمسة من علماء الدين هم (عبد الرحمن البراك وعبد الله آل جبرين وصفر الحولي وسلمان العودة وعبد الله التويجري) بياناً مشتركاً في حزيران 2004 يدينون فيه الهجمات الإرهابية. راجع الشرق الأوسط 14 حزيران 2004.

(56)      من بين العناوين الرئيسية: "اللبناني ياسر كنعان: بدأت بمساعدة الجرحى ثم تملكني الاضطراب وبدأت أبكي حين رأيت ابنتي بين الضحايا"، الشرق الأوسط 23 نيسان 2004 و"أم وجدان، ضحية انفجار الوشم في الرياض: لا أحد يستطيع تخيل مقدار الألم الذي يعانيه أهل رامي الآن"، الشرق الأوسط، 1 حزيران2004.

(57)      مقابلات الـICG، الرياض.

(58)      ريوفين باز "حماس ضد القاعدة – إدانة هجوم الخبر" PRISM، عدد خاص 1، 2، 3 حزيران 2004.

(59)      راجع تقرير الـICG: "هل تستطيع السعودية إصلاح نفسها؟"، مصدر سابق ص25، وكريستيان سانيس مونيتور. 12 كانون ثاني 2004 ولوس أنجلوس تايمز 16 أيار 2003.

(60)      أحد الاستثناءات هي الدراسة التي آجراها نواف عبيد وتم بحثها في تقرير ال ICG "هل تستطيع السعودية مساعدة نفسها؟"

مصدر سابق ص 2 ن1.

(61)      كلمة "إرهابي" كلمة مشحونة جداً في العالم العربي وينظر لها كوصف جاهز يستخدمه الإسرائيليون والغرب لتشويه سمعة المقاومة الفلسطينية، كلمات مثل "متطرفون" و"أصوليون" هي المفضلة في هذا السياق. في إشارة محتملة أخرى للنفور الشعبي من الميليشيات، يدعي السعوديون المختصون في مقاومة الإرهاب بأن 90% من معلوماتهم الاستخبارية تأتي من "مواطنين محبطين". راجع الأوبزرفر، 20 حزيران 2004.

(62) راجع الشرق الأوسط، 22 أيار 2004. هناك أيضاً سبب للاعتقاد بأن التأييد الشعبي للميليشيات سيرتفع إذا تم توجيه الهجمات كلياً ضد الأجانب. وأبلغ شاب سعودي الـICG بأن "كل أنواع العنف ضد السعوديين ليست جيدة، ولكن إذا هاجموا أهدافاً أمريكية فقط فلا بأس في ذلك بالنسبة لي" مقابلة الـICG، الرياض.