نايف لمحمد عبده يماني: الإنتخابات البلدية تافهة

 

 

نفهم أن الأنظمة عامّة تزعم الإصلاح، بل أنها صالحة مصلحة إصلاحية في الأساس ولم تخرج عن هذا الخط!

ونفهم أنها ـ خاصة في الظرف الحالي حيث الضغوط الأميركية ـ تضخم من منجزاتها في هذا الصعيد، وتسوّق مشاريع إصلاحية تافهة للجمهور أملاً في إقناعه أو في إقناع الغربيين بعظمة تلك الإصلاحات!

ما لا نفهمه أنه، بعد مضي سنوات ثلاث من الحديث المكرور عن الإصلاحات من قبل المسؤولين السعوديين، لم نجد منها تطبيقات على الأرض الا النزر اليسير، يأتي وزير الداخلية الأمير نايف بعدها فيقول بأن الإنتخابات البلدية تافهة ولا قيمة لها!

أيعقل ذلك؟!

نعلم أن وزير الداخلية ضد الإصلاحات منذ ان جرى الحديث عنها في أيامها الأولى.

لقد كان ضد العرائض، وقد قالها بصوت عال، رغم أن ولي العهد استقبل ممثلين عنهم! الوحيد الذي هددهم وشتمهم هو الأمير نايف، في حادثة معروفة في الثاني والعشرين من ديسمبر 2003م.

ونايف بنفسه هو الذي نفى عن نفسه معارضته للأمير عبد الله وللإصلاحات حين ووجه بذلك وتحدثت عن الأمر الصحف الخارجية. وهو نفسه الذي قال علناً في تصريحات منشورة بأنه يكره استخدام كلمة (إصلاح) لأنها تعني أنه كان هناك (إفساد) والحال ان المملكة منذ تأسيسها تعيش عصراً إصلاحياً متصلاً! ولذا اقترح كلمة (تطوير) بدل كلمة (إصلاح)!

والأمير نايف هو الذي نكل بالإصلاحيين اعتقالاً، وهو الذي حرمهم من حقوقهم في محاكمة عادلة، وها هي أكثر من سنة تمر على اعتقالهم دون أن تتم محاكمتهم في محكمة مختصة علنية وشفافة. في حين ظهرت اتهاماته للإصلاحيين المعتقلين خارج إطار المعقول: كالقول بأنهم يدعون الى العنف؛ وأنهم يعرضون الوحدة الوطنية للخطر! في حين أن هذه التهم جديرة بأن تلصق بممارسات وزارة الداخلية.

الآن جاء الأمير نايف فزاد الأمر سوءً، أي حشفٌ وسوء كيله!

نعلم أن الحجازيين شكلوا لجنة تساهم في تشجيع المواطنين على الإنتخابات البلدية، كان بين أعضائها الناشط السياسي والإصلاحي محمد سعيد طيب، والدكتور محمد عبده يماني، وزير الإعلام الأسبق وآخرين.

الأمير نايف استدعى د. محمد عبده يماني، وأخذ يسخر قائلاً: ما شاء الله! عاملين حزب وهيئة! وأشار الى تجمع الحجازيين من مختلف الإتجاهات وبينهم محمد سعيد طيب، وهو شخص غير مرضي عنه من نايف وأجهزته.

هنا اقترح يماني على الأمير بأنه إذا كانت المشكلة هي في شخص محمد سعيد طيب، فإن حذف إسمه أمرٌ ممكن، وأن الهيئة ما هي إلا محاولة لتشجيع المواطنين على القيام بدورهم في الإنتخاب استجابة لدعوة ولاة الأمر!

قال الأمير نايف بأنه ضدّ إنشاء الهيئة من أساسها! لأن في ذلك دعماً لـ (آل منصور) الذين نفخوا في الإنتخابات البلدية التافهة، والتي أخذها البعض بجدية أكثر مما ينبغي؛ وقال إن هذه الطريقة من التفاعل مع الإنتخابات التافهة من قبل الهيئة إنما تأتي دعماً لآل منصور ـ أعداء نايف وإخوته السديريين! والمقصود بآل منصور، هم أبناء الأمير منصور بن عبد العزيز أول وزير دفاع للمملكة والمرشح لخلافة أبيه عبد العزيز، إضافة الى إخوة منصور الأشقاء كمتعب وزير البلديات وأبناء متعب الذين يتولون اليوم أمر الإنتخابات البلدية!

المهم أن د. محمد عبده يماني خرج من الإجتماع ومضى لحال سبيله، كما مضت الهيئة الى حال سبيلها هي أيضاً!

لا شك أن الكثيرين يدركون حجم المشكلة في البلاد؛ فهناك من لا يريد إصلاحا البتة، وعلى رأسهم نايف الذي يشجع التطرف السلفي ويتحالف معه؛ وهناك من يريد تغييراً جزئياً لتفادي غضب أميركا!؛ ولأن الصراع بين الأمراء شديد وقوي، فإن أحداً لا يعلم ماذا يريد الأمراء: هل نشجع الإنتخابات البلدية أم نقول ما قاله نايف: إنها تافهة فاجتنبوها كما تجتنبون قول الزور!